![]() |
| الدّكتور عماد بن عامر |
نشرت الصفحة الرسمية لجامع الجزائر على موقع الفيسبوك، هذا السبت 09 مارس 2024، مُقتطفا من خطبتي ثاني صلاة جمعة، بعد الافتتاح الرّسمي لجامع الجزائر للخطيب الدّكتور عماد بن عامر، جاء فيه:
أيها المؤمنون الصادقون، أيتها المؤمنات الصادقات: إن رمضان محطة سنوية لتهذيب النفس وتزكيتها من شوائبها، وغسلها من أدرانها وأهوائها، فهو المغتسل الذي تتطهر فيه النفس البشرية وتزكو، وإن من رحمة الله تعالى أن أعاننا في هذا الشهر بتصفيد العدو اللدود للإنسان: إبليس وأعوانه، فلم يبق للمرء إلا نفسه التي بين جنبيه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي، صلّى الله عليه وسلم، أنه كان يبشر أصحابه بمقدم شهر الخير قائلا : (أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم)، فليس للناس عذر يتمسكون به ويعلقون عليه مساوئهم وآثامهم، فالذنب إذا ارتكب في رمضان فهو من النفس الأمارة بالسوء.
يا أهل التوبة والإنابة: إن نفحات رمضان لا تصيب إلا من أعلنها توبة نصوحا صادقة خالصة لله رب العالمين، فلنستعد للقاء ضيف الرحمن بالإقلاع عما اعتدناه في سائر الأيام من حسد وبغضاء وشحناء، وغيبة ونميمة ورياء، وأكل الرشى والربا والاعتداء، وعقوق الوالدين وقطع الأرحام ومعاداة الأصدقاء، وهمز الناس والوقوع في أعراضهم والطعن في ساداتنا العلماء، ومعاداة أولياء الله والانتقاص من أقدارهم والاستهزاء، وإشاعة الفاحشة والرذيلة والمنكر في الأرجاء، فاتقوا يوما ترجعون فيه إلى باسط الأرض ورافع السماء.
هذا هلال الصوم من رمضان بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفا فالتزم تعظيمه واجعل قراه قراءة القرآن
صمه وصنه واغتنم أيامه واجبر ذما الضعفاء بالإحسان.
