كان صوت نجاة الصغيرة ـ الشبيه بصوتها ـ يتسلل إلى أذنيه، ومنهما إلى قلبه، وهو يوهم نفسه بأنها قد تكون تفكر به في الوقت نفسه الذي يفكر فيها، عندما وقعت عيناه على خبر عن قيام الإرهابيين الصهاينة بحرق مستشفى آخر في غزّة الجريحة..
لقد كانت روحه تحلق وهو يفكر في عينيها، لكنه أدرك للتو أن روحه لن تكون أسعد من أرواح هؤلاء الشهداء الذين يرتقون تاركين العالم التافه بما فيه من بؤس وحقارات.. هؤلاء الشهداء الذين نرثي لحالهم، وبعضنا يبكيهم، ونقول عنهم "مساكين" بينما هم "أحياء عند ربهم يُرزقون".
ما يجري في غزّة، وعموم فلسطين وأراضٍ أخرى على هذه البسيطة.. يجعله يتمنى أن يُرزق الشهادة يوما، وإن كان يخالجه إحساس بأنه لا يستحقها، تماماً مثلما يخالجه شعور بأنه لا يستحق الارتباط بـ أم.. العينين الساحرتين ومع ذلك يتمنى أن يُرزق الزواج منها ولو بعد مائة عام!.
ـ بقلم: شيخ بن خليفة ـ
ـ مقطع من رواية قد تُنشر يوما إن شاء الله ـ