بقي شهران على رمضان.. مسافة زمنية كافية ـ نظرياً ـ ليستعد ميزانياتياً لمصاريفه..
بعيداً عن روحانيات الشهر الفضيل، حوّل تجاّر فجّار رمضان إلى شهر لكسبهم السريع، والموت البطيء لكثير من البؤساء مالياً، وهو ـ على الأغلب ـ ليس منهم، ولكنه أشدّ بؤسا منهم..
تذكرّ بأنه بلا عائلة صغيرة تشاطره مائدة رمضان.. ففي هذا الشهر يعزّ عليه أن يجلس وحيدا على مائدة الإفطار، يفكر في أمّه.. وأم العينين اللتين قتلتاه، ويتمنى لها كل الخير، وصياماً متقبلاً وإفطاراً هنيئاً.
يقيم في بلد مازال بعض أبنائه لا يملكون غاز مدينة في بيوتهم، في الريف كما في المدينة، ومع ذلك يشعر بالأسف لحال تلك البعيدة المقيمة في قارة أخرى، وبلد فائق التطور، لمجرد أن درجة الحرارة في مدينتها هذه الليلة في حدود الدرجة أو الاثنتين.. يتمنى أن تُدفئ نفسها جيدا، وينسى أن يتمنى أن يحظى أقاربه بغاز المدينة!
ـ بقلم: شيخ بن خليفة ـ
ـ مقطع من رواية قد تُنشر يوما إن شاء الله ـ