نشرت إدارة صفحة الصحفي الفلسطيني، الشهيد بإذن ربّه أنس الشريف، وصية فقيد الإعلام وغزة وفلسطين، والأمة الإسلامية، وصيته، ورسالته الأخيرة التي أوصى بنشرها عند استشهاده، وهو ما حصل ليلة الأحد 10 أوت/ أغسطس 2025.
وجاءت وصية الفقيد، رحمه الله ورزق ذويه جميل الصبر والسلوان ـ كالآتي:
هذه وصيّتي، ورسالتي الأخيرة.
إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي.
بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيّم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمدّ الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبّتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ.
عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرّض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف.
أوصيكم بفلسطين، درةَ تاجِ المسلمين، ونبضَ قلبِ كلِّ حرٍّ في هذا العالم.
أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمرُ ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام،
فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزّقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران.
أوصيكم ألّا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمسُ الكرامة والحرية على بلادنا السليبة.
أُوصيكم بأهلي خيرًا،
أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيّام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم.
وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق دربٍ حتى يشتدّ عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة.
أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي.
أدعو الله أن يُربط على قلبها، ويجزيها عنّي خير الجزاء.
وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهورٍ طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكلّ قوّة وإيمان.
أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل.
إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.
لا تنسوا غزة…
ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول.
* أنس جمال الشريف
06.04.2025
* هذا ما أوصى بنشره الحبيب الغالي أنس عند استشهاده.
إدارة الصفحة
----
محرز يستنكر اغتيال أنس الشريف
استنكر اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز لاعب أهلي جدة جريمة اغتيال القوات الصهيونية لمراسل الجزيرة في غزة الصحفي أنس الشريف.
واغتال الجيش الإرهابي الصهيوني مراسلي الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل في غارة استهدفت خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وفي موقف تضامني لافت نشر النجم الجزائري صورة بالأبيض والأسود لأنس الشريف عبر خاصية "القصص" بحسابه الرسمي على "إنستغرام" أحدثت موجة من التفاعل.
وأظهرت الصورة التي شاركها محرز الشريف مبتسما بسترة الصحافة الزرقاء وقد أرفقها اللاعب بعلم فلسطين في رسالة تضامن واضحة مع القضية الفلسطينية ومع الصحافيين العاملين في مناطق النزاع.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يبرز فيها نجم مانشستر سيتي السابق تضامنه مع القضية الفلسطينية.
وقد شكل خبر استشهاد أنس الشريف صدمة كبيرة في الأوساط الإعلامية خاصة مع تزايد عدد الصحفيين الذين سقطوا خلال الحرب الدائرة.
ونددت شبكة الجزيرة بشدة باغتيال طاقم القناة في غزة مؤكدة أن اغتيال مراسليها هو هجوم جديد سافر ومتعمد على حرية الصحافة، وحملت جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال فريقها.
237
ارتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023، إلى 237 شهيدا، وذلك بعد الإعلان ليلة الأحد عن استشهاد خمسة صحفيين بينهم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع.
وأفاد مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة محمد أبو سلمية، بأنّ قصف خيمة الصحفيين أمام بوابة مجمع الشفاء تسبب في استشهاد 7 أشخاص بينهم 5 صحفيين. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان، إنه باغتيال الاحتلال للزملاء الصحفيين الخمسة يرتفع عدد الشهداء الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال في قطاع غزة خلال الإبادة الجماعية وحتى الآن إلى 237 صحفيا.
وأدان المكتب الإعلامي بأشد العبارات الجريمة الوحشية البشعة والمروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال باغتيال الصحفيين، مشددا على أن عملية الاغتيال تمت مع سبق الإصرار والترصد، بعد استهداف مقصود ومتعمد ومباشر للخيمة التي يتواجدون بها.
وأكد أن استهداف طائرات الاحتلال الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ريمة حرب مكتملة الأركان، تهدف لإسكات الحقيقة وطمس معالم جرائم الإبادة الجماعية، وهي تمهيد لخطة الاحتلال الإجرامية للتغطية على المذابح الوحشية الماضية والقادمة التي نفذها وينوي تنفيذها في قطاع غزة.
وطالب المكتب الإعلامي الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وجميع الهيئات الصحفية والحقوقية الدولية في كل أنحاء العالم، بإدانة هذه الجرائم والتحرك العاجل لتأمين الحماية الكاملة للصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية في غزة، وضمان محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات.
بدورها حملت شبكة الجزيرة جيش الاحتلال وحكومته مسؤولية استهداف واغتيال الزميلين أنس الشريف ومحمد قريقع في مدينة غزة.
وتتعمد قوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني خلال عدوانها على غزة استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حيث أصابت ما يقرب من 400 صحفي، واعتقلت 40 آخرين، ودمرت غالبية مقرات المؤسسات المحلية والدولية العاملة في القطاع، كما أجبرت كافة الإذاعات المحلية على الإغلاق بسبب التهجير والنزوح وعدم توفر مقومات العمل الصحفي خاصة الكهرباء والإنترنت.