على خلاف صاحبه "صالح"، الفاسد المفسد الذي لم يكن يتورّع عن الانغماس في المحرّمات، والدوس على الأعراف، والخوض في الأعراض، دون مقدمات.. كان صاحبنا يتمتع بوازع ديني لم يكن كافيا ليجعله تقياً في غالب الأحايين، لكنّه ـ وبإضافة جرعة الحبّ النقي الذي يكنّه لـ"أ" ـ يتحوّل فجأة إلى زاهد تامّ الزهد.. معها..
سأله قلبُه يوما، متألماً: لماذا لا تصارحها وتريحنا؟
أجاب بيقين: ألا ترى أنها متزوجة أيها القلب البائس؟
ألا ترى أنّني لا أستطيع القيام بأي شيء مخالف للشرع حين يتعلق الأمر بها؟!
لن أتواصل معها.. إلاّ إن أصبحتْ يوما غير متزوجة.. لأي سبب من الأسباب.. وحينها سأفعل لأبثّها هذا الشوق الحارق، ولأعرض عليها الزواج..
ـ وإن لم يحصل ذلك يوما؟
* حسناً؛ سأكتفي بلُقياها في المنام..
بالمناسبة، ما رأيك في الحلم الأخير؟
ـ تقصد الليلة التي سبقت البارحة؟
* أجل يا قلبي..
لقد حلمتُ بها مرّة أخرى..
حلمتُ بك يا أنتِ..
هذه المرّة كنتِ متغيّرة الشكل.. لكنك كنتِ أنتِ يا قاتلتي..
هذه المرّة استيقظتُ سعيدا..
كنتُ مدركا أنه مجرد حلم، لكن الروح، يا روح الروح، لم تعتبره كذلك، بل اعتبرته لقاءً كامل الأوصاف.
ويا جميلة الصفات لقد كانت المفاجأة خلال الحلم أجمل من أن أعتبره مجرّد حلم.. فلأول مرّة ردّد لسانك عبارة "أنا أيضا"، ردّا على كلمة "أحبك" التي يرغب لساني في عدم التوقف عن ترديدها كلما التقت عيوننا.. ولو حلماً يا غاية المنى وحلم الأحلام.
ـ بقلم: شيخ بن خليفة ـ