مقاطع من رواية لم تُنشر بعد: لا شيء أهم..

* ماذا سأكتب لها..؟ أعرف أنها تنتظر حروفي..

قالها خير الدين بطريقة ليس فيها من الغرور إلا الحروف.. وحروفه كان فيها بعض العزاء لها.. كانت تواسيها في عزلتها.. في في غرفتها، في غربتها.. في وحدتها حتى وهي محاطة بأبنائها..

بينما راح يفكّر فيما سيكتب، كانت صاحبة العيون التي سلبته القلب تحدق في شاشة هاتفها بعينين ناعستين وعقل شارد..

ـ ما باله لم يعد يكتب لي؟ هل نسيني؟ أم دخلت حياته البائسة يائسة غيري؟

وبينما هي غارقة في بحر هرموناتها المضطربة، إذ وصلتها رسالة منه..

* اشتقت جداً لك..

ـ حقا؟..

* هل عندك شك؟

ـ مضت أيام لم نسمع عنك ولا منك..

شعر بألم.. كيف يجرؤ على جعلها تشعر بغيابه وهي التي لا يحضر غيرها على شاشة أفكاره ومشاعره.. لكنه شعر ـ أخيراً ـ بأنها تعاتبه عتاب المحبّين..

* انشغلتُ قليلا بل كثيرا في العمل وبالعمل.. آسف لأنّي لم أسأل عنك ولم أراسلك..

ـ لا داعي للأسف؛ لا شك أن العمل أهم!

* أهم مماذا؟ بل ممن؟.. لا شكّ أنّك تمزحين!

ـ .....

* لا شيء أهم منك.. أخبريني فقط بأنّك موافقة على عرضي.. وسأفرش لك الأرض ورودا حين أستقبلك في المطار، وأطير بك ومعك فرحاً..

ـ أي عرض؟..

ـ بقلم: شيخ بن خليفة ـ

ـ مقطع من رواية قد تُنشر يوما إن شاء الله/ الحقوق محفوظة ـ