جزائريون يكرهون الجزائر!

لماذا تكرهون الجزائر؟ 

الشيخ بن خليفة

هذا السؤال ليس موجها للأجانب، أو بعضهم، من أشقائنا أو غيرهم، وإنما موجه للجزائريين، أنفسهم، وقد يتساءل متسائل: هل هناك جزائري يكره الجزائر؟

وقد لا يكون هناك، من الناحية المبدئية والنظرية، جزائري يكره الجزائر أو يكن لها الضغينة في قلبه، ولكن تصرفات كثيرين توحي بأنهم كذلك، فمن يتصرف بطريقة تضر مصالح بلاده، لا يمكن إلا أن يُصنّف في خانة كارهيها وأعدائها، حتى ولو زعم أنه لترابها من العاشقين، وحمل علمها، وهتف لها حين ينتصر منتخبها لكرة القدم، وخرج إلى الشوارع محتفلا مع المحتفلين..

ومن يسافر في أرض الله الواسعة، ويتأمل الطريقة التي يتعامل بها "البشر" في مطارات الدنيا كلها، مع المسافرين يُصدم للطريقة التي يتعامل بها بعض "البشر" في مطاراتنا مع المسافرين، فإذا كان العامل في أي مطار في العالم، مجبرا على الابتسام في وجه الزبون، حتى ولو لم يكن من أتباع دين يعتبر الابتسامة في وجه "الأخ" صدقة، فإن بعض عمال قطاع النقل الجوي عندنا أدمنوا "التكشيرات" وتعودوا على "التكسال" في وجه الزبائن، ولذلك كثيرا ما يتخذ زوار بلادنا، سائحين كانوا أو رجال أعمال، قرار بعدم العودة إليها مجددا بمجرد أن تطأ أقدامهم أرضيات مطاراتنا، وإذا نجوا من "تكشير" و"تكسال" عمال المطار فعليه أن يحضر نفسه لمواجهة ذلك في مواقع أخرى.. حيث لن يقتصر "التكشير" و"التكسال" الذي يواجه السائح ورجل الأعمال عندنا على المطارات، بل يتعداه إلى البنوك وغيرها من المؤسسات التي عادة ما تكون مقصدا للسائح ورجل الأعمال، حيث تخسر الجزائر الملايير سنويا بسبب ممارسات موظفيها الذين يسيئون لبلادهم ويضرون بمصالحهم و"يطردون" سياحها، وكذا الراغبين في الاستثمار بها ـ إلا من رحم ربك ـ ثم يزعمون أنهم لترابها يعشقون ومن أجلها للموت مستعدون!..