-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

ماذا تحسبنا فرنسا "الطاهرة"؟

ما قامت به السفارة الفرنسية حين لم تكتف برفض منح التأشيرة للزميل الصحفي فاروق غدير، بل أمعنت في محاولة إهانته والتطاول عليه حين اعتبرته خطرا على الصحة العمومية.. وإن كان مفاجئا للصحيفة الكبيرة التي يشتغل بها بالنظر إلى كونه صحفيا بها منذ عشر سنوات، وسبق له السفر إلى أوروبا عدة مرات، فإنه في الواقع ليس مفاجئا بالنظر إلى "العقلية الفرنسية" الغالبة في التعامل مع الجزائريين، ففرنسا الرسمية، وبعد نصف قرن من خروجها، مطرودة، من بلادنا مازالت تنظر بكثير من التعالي نحو الجزائر، ولا غرابة أن تعتبر الجزائريين "مجرابين" يشكلون خطرا على الصحة العمومية، وربما سيساهم سفرهم إلى فرنسا "الطاهرة" في تفشي "الجرب" بين الفرنسيين!
وإذا كانت هذه هي نظرة فرنسا التي بنت حضارتها على سحق بلدان أخرى ـ بينها الجزائر التي مازالت تدفع فاتورة الاستدمار اللعين ـ  للصحفيين من أبناء الجزائر، ومن المفترض أنهم ينتمون إلى الفئة المثقفة والنخبة المحترمة، فلكم أن تتصوروا نظرتها إلى بقية "القطيع الجزائري" من "الفئة الباغية" والمجتمع "غير المفيد"، وهي نظرة تترجمها الأرقام الرسمية المعلنة حول نسبة الجزائريين "المحظوظين" الذين ترضى عنهم فرنسا وتمنحهم فيزا لدخول أراضيها ولا تعتبرهم خطرا على صحة أبنائها الأكارم أبناء الأكارم..
والحق الذي ينبغي أن يقال أيضا أن فرنسا لم تتماد في التعامل معنا بتعال إلا بعد أن تمادينا في التعامل معها بدونية، وحين تشاهد طوابير الجزائريين أمام سفارة "فافا" تنسى تماما أن "فافا" هاته فعلت الأفاعيل في أجدادنا وأذاقت أباءنا صنوفا من العذاب جعلتهم يلعنونها لعنا شديدا..
"فافا" لن تحترمنا إلا إذا احترمنا أنفسنا، وتقف بنو جلدتنا على اعتبارها "الجنة" التي ينبغي دخولها بأي طريقة.. وفي انتظار أن نتوقف عن اعتبار أنفسنا أدنى منزلة من أبناء "فافا"، لن تتوقف "فافا" عن التعامل معنا كأشخاص مصابين بالجرب.. عافاكم الله.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020