-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

لا تحزن يا عطوان..



لا تحزن يا عطوان..


ـ الشيخ بن خليفة ـ
بدا عبد الباري عطوان، الكاتب الصحفي الفلسطيني البارز، حزينا جدا، وهو يشخص حالة أمة الإسلام اليوم، وذكر في كمقال له تحت عنوان "موسم اغتيال المسلمين" أن روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي الاسبق وضع "عقيدة قتالية" باتت ملزمة لكل ادارة أمريكية عندما قال "إن اي وزير دفاع ينصح الرئيس الأمريكي بإرسال قوات أرضية إلى الشرق الاوسط وآسيا وإفريقيا يجب فحص عقله"، مشيرا إلى أن أوباما اتبع هذه النصيحة، وتعهد بسحب جميع القوات الأمريكية من العراق وافغانستان، وارسال طائرات بدون طيار للقيام بمهمة تصفية من يشاء ممن تعتقد اجهزة مخابراته انهم متورطون في "الإرهاب".
ويذكر عطوان، رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي"، أن التدخل الأمريكي المباشر في العالم الإسلامي مرحلة باتت من التاريخ المنقرض، والتدخل بطائرات "الدرونز" هو "الموضة الجديدة" والضحايا دائما من المسلمين، وهذا ما يفسر التلكؤ الأمريكي في تكرار النموذج الليبي في سوريا، وان كان هذا لا يعني ان هذا التلكؤ غير مؤقت.
ويضيف أنه "طالما ان المسلمين يقتلون مسلمين في سوريا، ويقومون بهذه المهمة القذرة غير الانسانية وبما يخدم المصالح الغربية، في تمزيق الدول الإسلامية وتفتيتها، فليس هناك اي داع للتدخل في الوقت الراهن على الأقل".
ولا يستغرب عطوان التدخل الأمريكي في سوريا في مرحلة لاحقة، ليس من اجل اسقاط النظام، وانما من اجل اصطياد عناصر الجماعات الجهادية المقاتلة، ويشير إلى أن هذه الحرب الأمريكية القذرة واللا أخلاقية، بل واللا قانونية، هي الطريق الاقصر لتصعيد العداء لأمريكا، وتسهيل مهمة الجماعات المتشددة في تجنيد الانصار، وفتح فروع لهم في مختلف انحاء العالم، وليس العالم الإسلامي فقط.
الشعوب الإسلامية التي ثارت ضد الطغيان الأصغر يقول عبد الباري عطوان أنها يجب ان تثور ضد هذا الطغيان الأمريكي الأكبر، وان تخرج من حالة الاذعان الحالية وتقول "لا" كبيرة لجرائم الحرب الأمريكية والإسرائيلية هذه التي تخلق الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة، ودون ان تخسر أمريكا جنديا واحدا.
ويتساءل الإعلامي الفلسطيني البارز في ختام مقاله ذاك قائلا: "هجوم إسرائيلي على السودان، وثان على قطاع غزة، وثالث أمريكي في اليمن، ولا احد يحرك ساكنا، بل لا نرى مظاهرة احتجاج واحدة امام اي سفارة أمريكية، اي أمة هذه؟!"
يا عطوان.. هذه بقايا أمة.. وأشلاء جثة لأمة تمزقت أحشاؤها قبل يوم موتها الذي يبدو وشيكا.. ولكن الأمل فيها مازال قائما مادامت أمة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.. ولذلك فكلما عصفت بنا أعاصير اليأس والتشاؤم ونحن نتابع أخبار الموت المتربص بالمسلمين في كل مكان، هبت نسائم الرحمة والتفاؤل حين نسمع عن مسلم من البوسنة قضى سنة كاملة ماشيا على قدميه إلى بيت الله الحرام، ليؤدي خامس أركان الدين الحنيف الذي نعتز بأننا له معتنقون، ونحمد الله على أننا من أتباع نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام..
ذلك المسلم البوسني، يا سيدي، ليس فريدا من نوعه، فهناك ملايين المسلمين الذين لديهم الاستعداد للموت من أجل الوصول على الكعبة، والموت من أجل إعلاء راية التوحيد، وأمريكا لن تهنأ مادام أمثال هؤلاء المسلمين على قيد الحياة.. ولتطمئن يا سيدي، فلن ينقرض هؤلاء قبل انقراض أمريكا!..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020