-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

ارحموا شباب الجزائر..

شباب الجزائر.. إلى أين؟

"تجاذبتُ أطراف الحديث مع بعض العُزّاب ممّن هُم في مثل سنّي.. وتـطـرّقـنا لمسألة الفـتـن والمُغـريات السّـائـدة.. وعوائـدهـا الوخيمة علينـا كشـبـاب مُـحـافـظـيـن.. وغير مُـتـزوّجـيــن..
تـفـاجـأتُ بهم يتـحـدّثـون عن أعراض تُصيبهُـم قبل أن أحدّثـهـُـم أنـا بـهــا.. وأنهـا تحدُث معي بدوري... وتتـمـثّـل أسـاسـاً في:
ـ قـلـق غـير مفهُـوم وغير مُـبـرّر ولا مُفـسّـر.. واضطراب وتوتُـر عـام.. يُـصـاحبُه شـعـور عام بـالضيـق.. والـوهـن.. والإرهـاق.. المعنوي والجسماني.. خصُـوصـاً مع حلول المسـاء.. أضف إلى ذلك عصبيّة ونرفزة زائدة.. ومن غير أسباب أو مُبرّرات دوماً....؟
ـ شعـور يشبه حـريـق أو inflamation أو HRIGG !! كما يقول الممثّل عثمان عريوات في فيلم الطاكسي المخفـي... وهو يبيع العقاقير في السوق.. وذلك في مناطق متفرّقة من المعدة وضواحيهـا على وجه الخصُـوص.. لكنها سُرعان ما تزول.. وتذهب لحالهــا...؟
ـ تـردُّد دائـم في شتى المواقف.. وصعوبة حسم قرارات مـا في أي من شؤون الحياة.. حتى البسيطة والسّهلة للغاية منهـا...؟
ـ ضجـر سريـع.. خصُـوصـاً.. من الأماكـن العـامّة الملئى بالنـاس.. والمُكتظّة مثل طابور الحلاّق.. أو مكتب البريد أو في المواصلات العامّة.. أو المقاهي المُكتظّـة.......الخ.. 
وحيال النُقطة الأخيرة.. وبالنّسبة لي.. فتبقى حلق القُرآن والذّكر.. ورغم اكتظاظها بالمُرتادين هي الأخرى... تبقى أكثر وأفضل مكان أشعُر فيه بالإطمئنان والسكُـون والسلام الـتـام معَ نفسي.."
هذا ما جاء في رسالة وردتني من أخ فاضل، أنعم الله عليه بالصحة وحسن الخلق، وابتلاه بتأخر زواجه، وأمثاله كثيرون ممن يقاومون الفتن المتلاحقة كقطع الليل، ويديرون ظهورهم لكثير من الآثام، ويصبرون على كثير من الآلام، إيمانا منهم بأن "الأخرة خير وأبقى"، وأن "ما عند الله خير".. 
أصحاب الإيمان القوي، ذكرانا كانوا أم إناثا، يعانون في صمت.. ويقاومون، أما غيرهم ففي الخطايا واقئعون ومن آبار الفواحش يشربون.. نسأل الله أن يحصنهم ويقيهم السيئات.. ونأمل أن يتقي المجتمع الله في شبابه..
وحين نتحدث عن المجتمع هنا فإننا نقصد مؤسساته الأساسية، من أسرة عليها أن تحسن تربية بناتها وأولادها، وأن تكف عن المغالاة في المهور وشروط الزواج، وشارع ينبغي أن تحد السلطات من مظاهر الانفلات الأخلاقي به، ومسجد ينبغي أن يمارس دوره الأخلاقي بالشكل المطلوب، ومدرسة ينبغي ألا تقتصر مهمتها على حشو رؤوس التلاميذ بقواعد اللغة ومعادلات الرياضيات، ووسائل إعلام عليها أن تتوقف عن الإفساد إن عجزت عن الإصلاح!
لهذه المؤسسات جميعا نقول: ارحموا شباب الجزائر..

  1. السّـلامُ عليكُـم أخي الشيـخ..

    آمل و أرجوا انك بألف خير..

    و بعد تصفُح جديد مُدوّنتك و المواضيع القيّمة و المُفيدة.. الأخيرة منهـا..

    عرّجتُ على هذه التدوينة.. لأطلّ عليك من خلالهـا..

    فنِعمَ الرأيُ رأيُك أخي الشيـخ..

    و عينُ الصـواب هو مـا تفضّلت بقـولـه..

    ففِعلاً.. هـرمـنـا.. و مـرضـنـا... و حُطّـمـنـا و دُمّـرنـا... من جميع النواحي.. خصُوصـاً المعنـويّـة منهـا.. بفـعـل مـا يسُـود مُـجـتـمـعـاتـنـا.... و حسبُنـا الله و نـعـم الـوكيـل....


    --------------------

    لي مُلاحظة أخرى فقط حيال موضوع (20 مليون جزائري في سجن العزُوبيّة)

    فليسَت (قلّة ذات اليـد) هيَ السبب غالباً في العزوف عن الزواج و التيُث و التردُد فيه..

    بل ثمّة أسباب أخرى.. أعمق.. و أتحدّث عن نفسي دوماً.. كقلّة فُرص البحث الجيّد و المُتأنّي.. و عدم العثُـور على الشريكة التي يتوافق معها المرء في جميع النواحي.. سواءاً الفكريّة و المعنويّة و الروحيّة منهـا.. أو النواحي الظاهريّة و الشكليّة على حد السـواء...

    فالزواج ليسَ بالأمر الهيّن و لا بالعلاقة العابرة.. بل هو ارتباط مصيري أبدي.. ينبغي أن يُدرس جيّداً من جميع النواحي.. و يُحسَب لهُ ألف حساب...؟

    فما الغاية و الفائدة من الزواج.. إذا ما وجد الزوج نفسه فيما بعد -أي بعد الزواج- يُواجه مُشكلة في التواصُل معَ زوجته.. أو هُوّة عميقة بينه و بينها.. تؤدي للتصادُم معها في الفِكر و المُعتقدات و القناعات.. و القيَـم.....الخ...

    الموضوع شائك و مُتشعّب بالفعل اخي.. على العمُوم جزاك الله خيراً على هذه الجهود.. و جعلها الله في موازينـك..

    و أحسَن الله إليك.. كما احسَنت الفعل و القول..

    و دُمتَ في رعاية الله و حفظـه


    ردحذف
    الردود
    1. وعليكم السلام ورحمة الله
      فعلا يا سي عماد الموضوع بالغ التعقيد، ولكنه هين على رب العالمين، فتوكل على الله، واستعن به، وسيرزقك زوجة تستحقك وتستحقها بإذنه
      تسرني دوما ملاحظاتك وتعقيباتك
      بورك فيك

      حذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020