تفصلنا ساعات معدودة عن "نهاية العالم"، وفق
"الأكذوبة الكبرى" المستمدة من وهم يعود إلى أكثر من خمسة آلاف سنة،
عندما توقع شعب المايا نهاية العالم في الحادي والعشرين من ديسمبر 2012، ويحبس ملايين
الناس عبر مختلف أقطار الأرض، وخصوصا في الغرب، أنفاسهم بانتظار "ساعة
الصفر"، مترقبين ما إذا كان سيشكل ذلك التاريخ موعداً مع "القيامة"،
بينما يدرك المسلمون، وكثيرون غيرهم، أن تاريخ نهاية العالم لا يعلمه إلا علام
الغيوب الله رب العالمين.
وبينما تتسارع دقات قلوب الملايين الذين يؤمنون بتلك
الأسطورة الوهمية، وبعضهم قد يتوقف قلبه وجلا وارتعابا قبل حلول منتصف ليلة 21
ديسمبر، ينتظر ملايين آخرون تلك اللحطة بفارغ الصبر، ليس لزهدهم في الحياة، بل
ليقينهم بأن الساعات القليلة القادمة ستنسف تلك الأكذوبة الكبرى التي ساهمت العديد
من وسائل الإعلام في ترويجها.
وبحسب الأكذوبة الرائجة، فإن حادثاً كونياً كبيراً
"سيقلب الأرض رأساً على عقب"، بعد أن يرتطم جسم ضخم أطلق عليه كوكب
"نيبيرو" بالكرة الأرضية، منهياً كافة أشكال الحياة عليها. أما اللافت
فيبقى أن هذا الاعتقاد يؤمن به نحو 10 بالمائة من سكان الولايات المتحدة وعدة دول
أخرى بحسب وسائل إعلام أمريكية.
ثلاث شموس في سماء شنغهاي تُرعب الملايين!
وعلى الرغم من أن وكالة الفضاء الأمريكية وجهت العديد من
التحذيرات بشأن عدم صحة هذه النبوءة، فإن 5 دول في أمريكا الجنوبية سوف تشهد
احتفالات غير مسبوقة "بعدم نهاية العالم"، ابتداء من يوم الجمعة المقبل
وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
وما زاد من مخاوف البعض ظهور ثلاث شموس في توقيت واحد في
سماء مدينة شنغهاي قبل أيام، لكن هذه المخاوف بددها عدد من علماء الفلك، عندما
أكدوا أن ما ظهر إلى جانب الشمس هو ظاهرة جوية ناتجة عن انكسارات لضوء الشمس تعرف
بتسمية "الشمس المزيفة" أو "الشمس الشبح".
أما الخوف من نهاية العالم والترويج لنبوءات المايا
فتعود أسبابه، بالدرجة الأولى إلى ضعف الوازع الديني، إضافة إلى التغير المناخي
وهوليوود، التي اتهمت بالمسؤولة إلى حد كبير عن الهوس المرافق لهذا التاريخ، على
خلفية إنتاجها للفيلم الشهير "2012" الذي يتحدث عن نهاية العالم، إضافة
لكتاب "عهد المايان" للروائي الأمريكي ستيف ألتين.
وبين نهاية العالم وبداية دورة زمنية جديدة تنشغل
الشركات السياحية في كثير من دول العالم لاسيما في أوروبا وأمريكا بزيادة عائداتها
المالية من خلال تنشيط الحركة السياحية غير العادية بالتزامن مع الموعد الحدث،
وتنظيم الاحتفالات الضخمة لهذه المناسبة.
الصين تلاحق مروّجي إشاعة نهاية العالم
أوقفت السلطات الصينية عشرات الأشخاص في الأيام الأخيرة
الماضية لأنهم أطلقوا إشاعات حول نهاية العالم.
واعتقل 52 شخصاً في خمس مناطق مختلفة في الصين، مارس
بعضهم طقوساً تتعلق بيوم الدينونة، على ما ذكرت وكالة الصين الجديدة للأنباء
"شينخوا".
وتكاثرت الإشاعات حول نهاية العالم في الصين بعد النجاح
الذي حققه الفيلم الهوليوودي "2012" المستوحى جزئياً مما يشاع عن نبوءة
حضارة المايا المتعلقة بنهاية "حقبة طويلة" وبداية حقبة جديدة.
وفي مقاطعة فوجيان الصينية، أوقفت الشرطة 34 شخصاً وزعوا
منشورات في أماكن عامة، إضافة إلى شخصين في مدينة ووهان وسط البلاد. وأفادت الشرطة
المحلية بأن "بعض الأشخاص لفقوا إشاعات حول نهاية العالم ونشروها، فأحدثوا
بلبلة بهدف جني الأموال".
ونشرت صحيفة "غلوبال تايمز" أن الشرطة استهدفت
أيضاً 37 شخصاً في مقاطعة شانغهاي ينتمون إلى مجموعة مسيحية دعت أعضاءها إلى إطاحة
النظام الشيوعي الصيني وتروّج لبداية حقبة جديدة يرأسها "مسيح أنثى"،
وفق زعمها.
وأوقفت سلطات غوانغشان رجلاً طعن 22 طفلاً أمام مدرسة
ابتدائية "تحت تأثير إشاعات حول نهاية العالم".
العالم مستمر..
لكنكم ستنتهون!
فند رئيس الجمعية الفلكية بجدة في
المملكة السعودية المهندس ماجد أبو زاهرة، "كذبة" نهاية العالم وفقا
لانتهاء فترة "الحساب الطويل" لتقويم حضارة المايا القديمة.
وأوضح أبو زاهرة أن بداية فصل
الشتاء سيتزامن مع انتهاء واحدة من أطول دورات تقويم حضارة المايا، الذي شغل
البشرية لعدة سنوات وذلك نظرا لربطه بنهاية العالم من خلال كوارث كونية. علما بأن
المايا لم يقوموا بعمل نبوءة واحدة مرتبطة بنهاية العالم، ولكن تم في يونيو الماضي
اكتشاف نص قديم عثر عليه في غابات غواتيمالا يحمل جملة "نهاية التاريخ"
ولكنه لا يشير إلى نهاية العالم وهو يعتبر أهم قطعة أثرية يتم العثورعليها خلال
عدة عقود ويبلغ عمرها 1.300 سنة، ولكن تم ربط التقويم وادعاءات نهاية العالم من
قبل مروجي فرضية العام 2012، والتي أشاروا فيها إلى أن المايا ربما تنبئ بأحداث
مستقبلية. ولكن هذه الادعاءات لا يوجد لها مرجع علمي.
ولعدة سنوات ماضية نشرت العديد من
الفرضيات حول نهاية العالم، حيث افترض حدوث انقلاب للمجال المغناطيسي للأرض، وكان
هذا حدث آخر مرة منذ حوالي 800 ألف عام مضت، ولكن الكائنات الحية نجت منه، وحسب
الأدلة الجيولوجية فقد تبين بأن المجال المغناطيسي للأرض عكس اتجاهه عشرات الآلاف
من المرات عبر تاريخ الأرض، وحتى الآن لا يوجد دليل قاطع بأن انعكاس المجال
المغناطيسي للأرض قد تسبب في الماضي في حدوث انقراض نظرا لزيادة تدفق الأشعة
الكونية.
لا تخافوا إذن.. العالم مستمر..
لكنكم ستنتهون عاجلا أم آجلا لتُبعثون بعدها، وتوزن لكم أعمالكم بميزان لا يظلم
أحدا، فهل أنتم مستعدون؟..
يوم تقوم الساعة مالبتوا الا ساعة
ردحذف