-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

قُبلة كادت أن تغير مسار طائرة نحو الجزائر!


كشف المفكر المصري الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، أن "قبلة في فيلم" كادت أن تغير مسار طائرة لتحط، اضطراريا، بالجزائر، وذلك بعد البلبلة التي أثارها إسلاميون كانوا على متنها، والذين لم يستسيغوا مشهد القبلة السينمائية، الأمر الذي انجرت عنه "فوضى خطيرة"، وجد قائد الطائرة نفسه معها مضطرا للتهديد بتحويل مسارها من الدار البيضاء المغربية أين كان ينبغي أن تحط، إلى مطار الجزائر الدولي.
وكتب الدكتور سعد الدين إبراهيم مقالا في جريدة "التحرير" المصرية، عاد فيه إلى واقعة احتجاج نواب حزب العدالة والتنمية المغربي قبل فترة قصيرة على مشاهد ساخنة في فيلم كان يُعرَض على متن طائرة كانت تُقلُّهم من القاهرة إلى الدار البيضاء.
واعتبر إبراهيم، الذي كان مُتواجدا في الرحلة ذاتها، بأن ما قام به النواب المغاربة الذين وصفهم بـ"التشدد" كاد يُفضي إلى كارثة جوية تتسبب في مقتل أزيد من مائة راكب، ساردا بعض تفاصيل الرحلة بأسلوب أظهر من خلاله نواب حزب بنكيران بأنهم "متشددون" أرادوا فرض رأيهم بإيقاف الفيلم على باقي ركاب الطائرة.
ولم يُخْف الكاتب المعروف بخصومته مع الإسلاميين، وفق المقال ذاته، بأنه أخبر صديقه وزير الخارجية الأسبق محمد بنعيسى بما وقع في الطائرة، حيث لم يتردد هذا الأخير في تسريب الخبر إلى "كل من يهمه الأمر في الإعلام والقصر الملكي المغربي".
وجاء في المقال الذي نشرته جريدة التحرير المصرية أن مشهد قُبلة في بداية فيلم أجنبي «الرجل العنكبوت» (Spider Man) عرضته شركة مصر للطيران على رحلتها رقم (847) المتجهة من القاهرة إلى الدار البيضاء يتسبب في كارثة لأكثر من مئة راكب، لولا شجاعة قائد الطائرة، الكابتن، والطاقم المساعد له.
وفي التفاصيل أورد الكاتب المصري أن شركة مصر للطيران "تحاول الارتقاء بمستوى خدماتها لإراحة مسافريها على رحلات المسافات الطويلة، فإنها تعرض على المسافرين فيلما أو فيلمين. وتصادف أن أحد أفلام «الرجل العنكبوتى» (Spider Man)، تبدأ مشاهده بقبلة بين بطل الفيلم وصديقته. وكان وفد من عشرين مسافرا مغربيا من حزب «العدالة والتنمية» الإسلامى، قد أتى إلى مصر، ليزور قطاع غزة كنوع من التضامن مع حكومة حماس، وإسهاما منهم في كسر الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007. وهو سلوك كريم منهم، ويستحق التنويه والإشادة.
لكن الإخوة الإسلاميين المغاربة لم يعجبهم فاتحة فيلم «الرجل العنكبوت»، بسبب القبلة المتبادلة بين بطل وبطلة الفيلم. فطلب كبيرهم من طاقم الطائرة إيقاف عرض الفيلم على الفور.. وحاول طاقم المضيفين أن يمتصوا غضب الإسلاميين المغاربة، بتقديم غمامات على أعينهم، حتى لا يرون الفيلم. كما شرحوا لهم أن على الطائرة أكثر من ثمانين مسافرا آخرين، يريدون مشاهدة الفيلم.
وأضاف "ابراهيم" أن الإخوان المغاربة صمّموا على طلبهم بإيقاف عرض الفيلم. واشتد الهرج والمرج، لا فقط بين الإخوان المغاربة وطاقم ضيافة «مصر للطيران»، ولكن أيضا بين الإخوان المغاربة وبقية المسافرين على الطائرة.
وللأمانة، حاولت ثلاث من زوجات الإخوان المغاربة تهدئة غضب أزواجهن. كما حاول بعضنا نفس الشيء، أي تهدئة غضب الإخوان المغاربة. ولكن دون جدوى. ولم ينجح في تهدئة هذا الشجار إلا فكرة طرأت لبعضنا، واقترحناها على قائد الطائرة، الذى اقتنع بها. وفحواها أن يعلن على مكبّر داخل الطائرة، بأنه سيلجأ إلى الهبوط الاضطراري في أقرب مطار، حفاظا على سلامة الركّاب. وبعد دقائق من ذلك الإعلان، أخبر قائد الطائرة الركّاب أن مطار الجزائر قد وافق على هبوط الطائرة فيه خلال ثلاثين دقيقة.
ومع الإعلان الثاني انفجر نقاش حامى الوطيس بين الإخوان المغاربة أنفسهم. فقد انزعج بعضهم من فكرة الهبوط الاضطراري في مطار الجزائر، حيث إن ذلك سيؤخر عودتهم إلى ذويهم في المغرب، هذا فضلا عن أن بعضهم كان يتوجس من احتمالات المعاملة الخشنة لهم، كمغاربة، من سلطات الجارة الجزائرية.
وفي ختام "الفوضى"، يقول الكاتب المصري أن نفس الزوجات الثلاث اللائي قمن بتهدئة الإسلاميين المغاربة، باشرن بجولة أخرى من مفاوضات المصالحة مع قائد الطائرة ومساعديه، ومع طاقم الضيافة، للاستمرار في الرحلة دون هبوط اضطرارى في الجزائر. بل وقدمن اعتذارا عن سلوك أزواجهن. واستجاب القائد، وواصلت الطائرة بقية رحلتها بسلام. واستمر عرض فيلم الرجل العنكبوتي. وكما بدأ الفيلم بقبلة بين البطل والبطلة، انتهى الفيلم بقبلة أكثر سخونة، صفق لها بقية ركاب الطائرة!

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020