العنف ضد الأطفال
العنف والإساءة هما نمط لأساليب يُقصد بها فرض القوة وملازمة التحكم بالأفراد. إن جذور أنواع العنف جميعها تنشأ من خلال استمرار تطبيق مبدأ عدم المساواة في المجتمعات. العنف ضد الأطفال هو انعكاس لاختلال توازن القوة بين الضحية والمسيء، ودائماً ما يتم وصفه بخيانة الثقة.
قد يتم حدوث العنف والإساءة ضد الأطفال بمعدل مرة واحدة فقط
وذلك عن طريق اتخاذ أساليب تلاعبية خفية، وقد يحدث بشكل متكرر وتصاعدي على
مدى فترة من الشهور أو السنوات. أياً كان نوع العنف والإساءة وبدون أدنى شك
جميعها تؤثر تأثيراً عميقاً على سلامة الطفل وصحته وشعوره بالأمان.
أنواع العنف:
أطفال كُثر في عالمنا تعرضوا للعنف الجسدي، الجنسي، العاطفي،
النفسي، الروحي، الثقافي، اللفظي، بل وحتى الإهمال المادي أو المالي. لنقوم
بحماية أطفالنا وتجنب تعرضهم لأي من أنواع العنف السابقة ستجد عزيزنا
القارئ/عزيزتنا القارئة في هذا التقرير وصف لكل نوع من أنواع العنف ضد
الأطفال مع الأمثلة.
(العنف الجسدي)
العنف الجسدي ضد الطفل يحدث في حال استخدام شخص لجزء من جسده لهدف إيذاء الطفل أو التحكم بأفعاله. العنف الجسدي قد يتم من خلال:
- الدفع.
- رفع الطفل من خلال الإمساك بجزء واحد من جسده مثل ذراعه ورفعه عن الأرض.
- رمي الطفل على الأرض.
- الحبس.
- شد الشعر.
- اللكم.
- لوي الذراع.
- الركل.
-العض.
-الخنق.
- الحرق.
- إعطاء الطفل جرعة زائدة من دواء.
- الإعتداء على جسد الطفل بأداة أو سلاح.
- تهديد الطفل بأداة أو سلاح.
- الطعن.
- القتل.
(العنف الجنسي)
العنف الجنسي ضد الطفل يحدث عند إرغامه بالمشاركة في أي فعل جنسي بدون رغبته وقد يحدث عن طريق:
- لمس الطفل بطريقة جنسية رغماً عنه، مثل التقبيل، الاحتضان، أو الملاطفة.
- الممارسة القسرية للجنس بجميع أنواعه.
- استخدام السلاح لجعل الطفل يخضع لأفعال جنسية.
- ضرب الأعضاء الجنسية في جسد الطفل.
- إجبار الطفل على كشف أعضائه الجنسية للغير.
- توجيه النقد أو الإهانة للهوية الجنسية للطفل.
- تعريض الطفل لمرض الأيدز أو غيره من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي.
- الإجهاض القسري.
- إجبار الطفل على ممارسة البغاء.
- التلميح أو دعوة الطفل إلى اللمس الجنسي.
(العنف العاطفي)
يحدث هذا النوع من العنف عند توجيه قول أو فعل للطفل بغاية
الحط من معنوياته وجعله يشعر بأنه غبي ولا قيمة له. وقد يحدث عن طريق
الآتي:
- تعريض الطفل إلى العنف الأسري.
- توجيه الشتائم.
- توجيه النقد المستمر.
- إلقاء اللوم على الأطفال في حالة حدوث أية مشاكل أسرية.
- الحبس في المنزل.
- قطع اتصال الطفل مع أشخاص من عائلته أو أصدقائه.
- تخريب ممتلكاته.
- التهديد.
- الغيرة.
- التخويف.
- التهديد بالإقدام على الانتحار.
(العنف النفسي)
يحدث هذا النوع من العنف عن طريق استخدام الشخص للتهديد والذي
يكون سبباً لدب مشاعر الخوف في قلب الطفل وبالتالي يتم التحكم والاستحواذ
على هوية الطفل. وأدناه بعض أساليب العنف النفسي:
- التهديد بالعنف.
- التهديد بالهجر.
- تخريب الملكية الخاصة للطفل.
- عزل الطفل اجتماعياً عن عائلته وأصدقائه.
- الحبس في المنزل.
- العدوان اللفظي.
- الإهانة المستمرة.
(العنف الروحي)
العنف الروحي ضد الطفل يحدث عند استخدام شخص ما لإعتقادات
الطفل الدينية أو الروحية بهدف التلاعب، السيطرة، والتحكم به. ومن أساليب
هذا النوع من العنف:
- محاولة منع الطفل من ممارسة اعتقاداته الدينية أو الروحية.
- الاستهزاء بالاعتقاد الديني أو الروحي للطفل.
- استخدام دينك أو دين الطفل بهدف التلاعب أو التحكم به.
- إجبار الطفل على ممارسة نشاطات أو طقوس دينية أو روحية.
(العنف الثقافي)
يحدث هذا النوع من العنف عن طريق إيذاء الطفل بتطبيق بعض الأمور الخاطئة والمستنبطة من ثقافة، دين، أو تقاليد. أساليب العنف الثقافي:
- اغتصاب الطفل أو الزواج.
- ختان الإناث.
- العبودية الجنسية.
- جرائم الشرف.
(العنف اللفظي)
يتم تعنيف الطفل لفظياً في حالة استخدام اللغة شفهياً أو كتابةً بغرض إيذاءه، وقد يأخذ الأشكال التالية:
- النقد المستمر.
- اللعن والشتم.
- الإهانة المستمرة.
- ذكر الأخطاء السابقة للطفل بشكل متكرر.
- التعبير عن التطلعات السلبية.
- غرس الأساليب والمعتقدات والقيم الخاطئة في الطفل.
- التعبير عن عدم الثقة.
- التهديد اللفظي بالعنف ضد الطفل أو ضد فرد من العائلة.
(الإهمال المادي أو المالي)
تكون الإساءة المالية ضد الطفل عنفاً في حالة التحكم بالمصادر
المالية والمادية للطفل لدرجة تُسبب له الأذى. وقد يحدث هذا النوع من
العنف عن طريق:
- حجب الدعم المالي عن الطفل بهدف التحكم والتلاعب به.
- تدمير ممتلكات الطفل الشخصية.
- منع الطفل من الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والرعاية الصحية.
- الاستخدام الغير قانوني لأموال الطفل أو لممتلكاته أو لأصول ورقية.
(الإهمال المعنوي)
- عدم توفير الأدوية اللازمة والغذاء والمأوى وتنظيف الملابس.
- الفشل في توفير الاهتمام العاطفي للطفل عند إصابتهم بأذى أو خوف أو حزن.
جميع الأطفال وبغض النظر عن أعمارهم، أجناسهم، أعراقهم،
هويتهم الثقافية، مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية، أديانهم، خلفيتهم
الجنسية، أو قدراتهم قد يكونوا ضحية للعنف. ولكن مع الأسف، العنف ضد
الأطفال غالباً ما يبقى خفياً. والسبب قد يكون أحد أو جميع النقاط التالية:
- الإكراه والتهديد والذي يستخدمهم المعتدي ضد الطفل لمنعه من الإبلاغ عن العنف أو الإساءة التي تعرض لها.
- عدم قدرة الطفل على إيصال ما قد حدث له.
- خوف الطفل من أن يتم تجاهله أو يساء فهمه أو لا يتم تصديقه.
- خوف الطفل من انتقام المعتدي.
- خوف الطفل من طرد المسيء له من المنزل.
- خوف الطفل من أن يتم هجره.
- شعور الطفل بالمسؤولية جراء ما تعرض له من عنف وإساءة.
- شعور الطفل بالعار والخزي بسبب ما حدث.
ملاحظة العنف ضد الأطفال
في حالة حدوث أي نوع من أنواع العنف السابقة ضد الطفل فستكون
النتيجة هي تأثير مدمر على نموه وذلك يشمل اختلال التطوير المعرفي،
الاجتماعي، العاطفي، والجسدي. لتحقيق الحماية الفعالة للطفل من العنف من
المهم جداً أن يكون هنالك وعي وفهم متعمق لمؤشرات العنف التي يعاني منها
الأطفال. فيما يلي بعض وليس كل مؤشرات العنف لمختلف الأنواع التي سبق ذكرها
والتي كانت ظاهرة على عامة الأطفال الذين كانوا ضحية للعنف.
مؤشرات العنف الجسدي:
- ملاحظة وجود رضوض وكسور في العظام، حروق، وعلامات عض.
- غياب ملحوظ من المدرسة ومن ثم ملاحظة كدمات على الجسد.
- رفض لمناقشة سبب الإصابات الواضحة.
- الشعور بالخوف عند حضور أشخاص يختصون بتقديم الرعاية.
- تكرار الهرب أو التهرب من المنزل.
- عند كشف الطفل لعنف جسدي تعرض له.
مؤشرات العنف الجنسي:
- ملاحظة تعرض الطفل لصعوبة في الجلوس أو المشي أو البلع.
- إصابة الطفل بالتبول اللاإرادي وبكوابيس تعيق نومه.
- تغير ملحوظ في شهية الطفل.
- صدور سلوكيات جنسية خاطئة وغير اعتيادية من الطفل.
- ملاحظة بقع دم على الملابس الداخلية الخاصة للطفل.
- سيطرة شعور إنعدام الثقة في الآخرين على مشاعر الطفل.
- تغير مفاجئ في شخصية الطفل.
- عند كشف الطفل لعنف جنسي تعرض له.
مؤشرات العنف العاطفي:
- ظهور بعض المبالغة في سلوكيات الطفل.
- تأخر نمو الطفل البدني أو العاطفي.
- تكرر شكوى الطفل من الصداع، الغثيان، أو آلام في المعدة بدون سبب واضح.
- سيطرة شعور الإحباط على الطفل عند تنفيذ المهام وغالباً ما ينتقد أداؤه.
- محاولة الطفل للإقدام بالإنتحار.
- عند كشف الطفل لعنف عاطفي تعرض له.
مؤشرات الإهمال:
- ملاحظة الغياب الغير مبرر من المدرسة.
- اختلاط الطفل في بيئة أو نشاط غير شرعي للحصول على ضروريات الحياة.
- عدم ارتداء الملابس المناسبة.
- ملاحظة نقص في الرعاية الطبية أو رعاية الأسنان المقدمة للطفل.
- ظهور الطفل بحالة رثة واهمال في النظافة.
- طفح جلدي جراء استخدام الحفاظات دون تغييرها.
- ملاحظة قلة الطاقة في الطفل.
- عند كشف الطفل لأي إهمال تعرض له.
مؤشرات التعرض للعنف الأسري:
- الأعراض السلوكية: ظهور تصرفات عدوانية، اكتئاب، غضب، أو قلق أو مزيج من الاضطرابات السلوكية.
- الأعراض الاجتماعية: مواجهة الطفل لتحديات في التأسيس والمحافظة على العلاقات أو الصداقات، أيضاً تعرض الطفل للعزل، التهميش، اضطرابات في الثقة والرفقة.
- الأعراض النفسية:
ملاحظة وجود اضطرابات تؤثر على جسد الطفل مثل القلق، الإجهاد، اضطرابات
النوم، وأعراض أخرى شائعة غالباً ما ترتبط بالاضطراب النفسي المُسمى بما
بعد الصدمة النفسية.
- أعراض تتعلق بالمدرسة: تعرض الطفل لصعوبات مع هيكل المدرسة، التقصير في الأداء، التغيب عن الدوام المدرسي، وافتقار الطفل لعلاقات مع أقرانه.
- عند كشف الطفل لعنف أسري تعرض له.
هذا وتُشير البحوث إلى أن اختلاف الجنس له تأثير مباشر لتعرض الطفل لفترة طويلة من العنف الأسري،
فالإناث:
- يتعرضن لتطوير سلوكيات هدفها تدمير الذات. ويتم ذلك بإتباع سلوكيات تؤدي إلى الانغلاق على الذات.
- يعانون من مزيد من الانتهاكات على أيدي الأصدقاء الذكور أو شركاء الحياة مستقبلاً.
- محاولتهن لإنجاب طفل بهدف اغتنام محبة شخص.
والذكور:
- يتبعون سلوكيات خارجية (بعكس سلوكيات الإناث المنغلقة) للتعبير عن أحزانهم وآلامهم.
- يمارسون العنف والعدوانية تجاه الآخرين.
- ينتهزون فرصة وجودهم بعلاقات غرامية للإساءة للطرف الآخر.