واقع قطاع الصحة المريض في الجزائر
تقول الأرقام الرسمية أن الجزائر أنجزت عددا كبيرا من
المرافق الصحية خلال خمسين سنة من الاستقلال، حرصا منها على تحسين نوعية العلاج
وتقريبه من المواطن.
وتشير هذه الأرقام إلى أن المرافق الصحية كانت في سنة
1962 تتشكل من 143 مركزا بقدرة استيعاب 13395 سرير.
وبعد نصف قرن من الاستقلال، أي في سنة 2012، أصبحت
المرافق الصحية في الجزائر تتمثل في الآتي:
* المستشفيات:
-14 مستشفى جامعي.
-68 مؤسسة استشفائية متخصصة
-200 مؤسسات استشفائية عمومية
-778 مؤسسة استشفائية تابعة للقطاع الخاص
-قدرة الاستيعاب بين القطاعين العمومي والخاص أكثر من 71
ألف سرير
* المؤسسات الصحية الجوارية:
-1513 عيادة متعددة الخدمات
-5836 قاعة علاج
* العيادات التابعة للقطاع الخاص:
-5904 عيادة تابعة لأطباء مختصين خواص
-6206 عيادة لأطباء عامين خواص
-4909 عيادة جراحة أسنان تابعة للخواص
-9000 وكالة صيدلانية خاصة
وقد نسعد كثيرا ونحن نقرأ مثل هذه الأرقام التي تستحق أن
توصف بالرائعة، ولكننا نُصدم كثيرا حين نبحث في واقعنا عن ترجمة إيجابية لهذه
الأرقام، فالجزائر التي تمتلك 14 مستشفى جامعيا، تعجز عن ضمان تسيير احترافي
لمستشفى واحد، والجزائر التي تحصي 68 مؤسسة استشفائية متخصصة يضطر مسؤولوها إلى
السفر للخارج للعلاج، ويكتفي فقراؤها بانتظار مواعيد بعيدة جدا من أجل عملية
جراحية أو حتى فحص روتيني..
الأرقام فعلا رائعة، ولكن الهياكل ضائعة بفعل التسيير
الأعرج، والفساد الإداري الذي لم تسلم منه مؤسساتنا الصحية رغم الإرادة السياسية
المعبر عنها في مكافحة الفساد والضرب على أيدي المفسدين، والأمل قائم في أن يكون
غد القطاع الصحي أفضل من يومه، ومستقبله أقل بؤسا من حاضره.. فيومه لا يسر المتتبعين،
وحاضره يزيد المرضى مرضا ويرفع ضغط دم الجزائريين.
الشيخ. ب