طلبة الجزائر.. إلى أين؟
من الظلم مقارنة طلبة الجزائر
اليوم الغارقين في مشاكل النقل وطوابير "الريسطو" بطلبة جزائر الثورة
الذين تركوا القلم والدراسة، والتحقوا بالجبل للمساهمة في تحرير الوطن، ومن الظلم
أيضا تحميل طلبة اليوم وحدهم مسؤولية الانحدار الأخلاقي والتربوي الخطير الذي
تعيشه الجامعة الجزائرية، فظروف اليوم غير ظروف الأمس، والإنسان الجزائري عموما
يحب التحديات بطبعه، ولو يتكرر الموقف الذي وجد طلبة الأمس أنفسهم فيه لما تردد
طلبة اليوم في ترك الدراسة والمشاركة في الدفاع عن الوطن..
كثيرون ينظرون إلى طلبة اليوم بعين
الاحتقار، ولا يترددون في تحميلهم مسؤولية الانزلاقات التي تشهدها جامعتنا اليوم،
وينسون أن هؤلاء الطلبة لم تستوردهم الجزائر من الخارج، وإنما هم نتاج نظام
اجتماعي قاس، يجعل العلم والتعليم في أسفل سلم الأولويات..
الذين يعشقون المقارنة بين طلبة
الأمس وطلبة اليوم كثيرا ما ينسون حقيقة مؤلمة هي أن كثيرين من طلبة الأمس الذين
تركوا الدراسة والتحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني، وساهموا بما استطاعوا في تحرير
الجزائر هم آباء وأجداد طلبة اليوم الذين يقضي بعضهم في المطعم الجامعي وقتا أطول
من ذاك الذي يقضيه في المدرج الجامعي، دون الحديث عن المكتبة الجامعية التي تحولت
إلى مكان للترفيه عند بعضهم..
أليس غريبا أن يلوم الأب الذي شارك
في الثورة ابنه الذي يتواجد وقت دراسته مع صديقته ـ حتى لا نقول شيئا آخر ـ بدلا
من حجرة الدرس على هذا العبث وهو الذي لم يجلس إليه يوما ليحدثه عن أهمية التعليم،
وهو الذي لم يغرس فيه قيمة واحدة من قيّم ثورة التحرير النبيلة..؟
أليس غريبا أن يقضي الآباء
والأجداد معظم وقتهم في مطاردة "الخبزة" ولا يخصصون دقيقة واحدة لتربية
أبنائهم، ثم يريدون منهم أن يصبحوا جميعا مثل طالب عبد الرحمن والعربي بن مهيدي
والأمير عبد القادر..؟ هيهات هيهات..!
الشيخ. ب