-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

نزار قباني يعود هذا الأسبوع..

في ذكرى رحيل "شاعر الحب" نزار قباني


في الـ30 من شهر أفريل 1998 أسلم الشاعر السوري الأسطورة نزار قباني ـ أبرز شاعر عربي كتب للحب في القرن العشرين ـ روحه إلى بارئها.. وعندما تعود ذكرى رحيل "شاعر الحب" نهاية هذا الشهر، سيواصل المحبون، وغيرهم، تداول قصائد الشوق والغرام والحنين والهيام.. وإلى هؤلاء جميعا نهدي هذه القصائد المتميزة جدا للراحل الكبير..

أحبك أحبك والبقية تأتي

حديثك سجادةٌ فارسية..
وعيناك عصفوتان دمشقيتان..
تطيران بين الجدار وبين الجدار..
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولةً تحت ظل السوار..
وإني أحبك..
لكن أخاف التورط فيك،
أخاف التوحد فيك،
أخاف التقمص فيك،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبك..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي.. وفي أي يومٍ سيذهب..
وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..
***
دعيني أصب لك الشاي،
أنت خرافية الحسن هذا الصباح،
وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيه
وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا..
ويرتشف الماء من شفة المزهريه
دعيني أصب لك الشاي، هل قلت إني أحبك؟
هل قلت إني سعيدٌ لأنك جئت..
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيده
ومثل حضور المراكب، والذكريات البعيده..
***
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك..
دعيني، أعبر عما يدور ببال الفناجين،
وهي تفكر في شفتيك..
وبال الملاعق، والسكريه..
دعيني أضيفك حرفاً جديداً..
على أحرف الأبجديه..
دعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربريه..
***
- أأعجبك الشاي؟
- هل ترغبين ببعض الحليب؟
- وهل تكتفين –كما كنت دوماً- بقطعة سكر؟
- وأما أنا فأفضل وجهك من غير سكر..
.....................................
أكرر للمرة الألف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟
وحزني كالطفل.. يزداد في كل يوم جمالاً ويكبر..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين والتي لا تعرفين..
أحبك أنت..
دعيني أفتش عن مفرداتٍ..
تكون بحجم حنيني إليك..
وعن كلماتٍ.. تغطي مساحة نهديك..
بالماء، والعشب، والياسمين
دعيني أفكر عنك..
وأشتاق عنك..
وأبكي، وأضحك عنك..
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..
***
دعيني أنادي عليك، بكل حروف النداء..
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك، من شفتي تولدين
دعيني أؤسس دولة عشقٍ..
تكونين أنت المليكة فيها..
وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين..
دعيني أقود انقلاباً..
يوطد سلطة عينيك بين الشعوب،
دعيني.. أغير بالحب وجه الحضارة..
أنت الحضارة.. أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
منذ ألوف السنين..
***
أحبك..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون،
مثل حضور المياه،
ومثل حضور الشجر
وأنك زهرة دوار شمسٍ..
وبستان نخلٍ..
وأغنيةٌ أبحرت من وتر..
دعيني أقولك بالصمت..
حين تضيق العبارة عما أعاني..
وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورط فيها.
وتغدو القصيدة آنيةً من حجر..
***
دعيني..
أقولك ما بين نفسي وبيني..
وما بين أهداب عيني، وعيني..
دعيني..
أقولك بالرمز، إن كنت لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقولك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك..
إن تقبلي دعوتي للسفر..
لماذا أحبك؟
إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار..
لماذا أحبك؟
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت..
وليست تقدم أي اعتذار..
***
لماذا أحبك.. لا تسأليني..
فليس لدي الخيار.. وليس لديك الخيار..
سأقول لكِ أحبّكِ..

سأقول لك "أحبك"..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمه
فلا يبقى للعشاق شيءٌ يقولونه.. أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي..
في تغيير حجارة هذا العالم..
وفي تغيير هندسته..
شجرةً بعد شجره..
وكوكباً بعد كوكب..
وقصيدةً بعد قصيده..
سأقول لك "أحبك"..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري..
ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا..
وتصبح اليد التي تضعينها على مقعد السيارة..
هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً،
على استحضار طفولتي، وخيولي، وعساكري،
ومراكبي الورقيه..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطيء بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكةٍ بين أصابعي..
فأغطيك، عندما تنعسين،
بشرشفٍ من نجوم الصيف..
3
سأقول لك "أحبك"..
وسنابل القمح حتى تنضج.. بحاجةٍ إليك..
والينابيع حتى تتفجر..
والحضارة حتى تتحضر..
والعصافير حتى تتعلم الطيران..
والفراشات حتى تتعلم الرسم..
وأنا أمارس النبوه
بحاجةٍ إليك..
4
سأقول لك "أحبك"..
عندما تسقط الحدود نهائياً بينك وبين القصيده..
ويصبح النوم على ورقة الكتابه
ليس الأمر سهلاً كما تتصورين..
خارج إيقاعات الشعر..
ولا أن أدخل في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرف أن أتهجاه..
كلمةً كلمه..
ومقطعاً مقطعاً...
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين..
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء...
والعيون التي لا تطرح الأسئله..
إن شرط الشهوة عندي، مرتبطٌ بشرط الشعر
فالمرأة قصيدةٌ أموت عندما أكتبها..
وأموت عندما أنساها..
5
سأقول لك "أحبك"..
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني..
وأعود شخصاً واحداً..
سأقولها، عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي.
وترحل كل القبائل عن شواطيء دمي..
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي..
التي جربتها على مدى ثلاثين عاماً...
فشوهت ذكورتي..
وأصدرت حكماً بجلدك ثمانين جلده..
بتهمة الأنوثه...
لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم..
وربما لن أقولها غداً..
فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره
والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه..
والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت..
لتصبحي حبيبتي؟؟.
بتهمة الأنوثه...
لذلك. لن أقول لك (أحبك).. اليوم..
وربما لن أقولها غداً..
فالأرض تأخذ تسعة شهورٍ لتطلع زهره
والليل يتعذب كثيراً.. ليلد نجمه..
والبشرية تنتظر ألوف السنوات.. لتطلع نبياً..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت..
لتصبحي حبيبتي؟؟.
===
سؤال

تقول: حبيبي إذا ما نموت
ويدرج في الأرض جثماننا
إلى أي شيءٍ يصير هوانا
أيبلى كما هي أجسادنا؟
أيتلف هذا البريق العجيب؟
كما سوف تتلف أعضاؤنا
إذا كان للحب هذا المصير
فقد ضيعت فيه أوقاتنا
***
أجبت: ومن قال إنا نموت؟
وتنأى عن الأرض أشباحنا
ففي غرف الفجر يجري شذانا
وتكمن في الجو أطيابنا
نفيق مع الورد صبحاً، وعند
العشيات تقفل قمصاننا
وإن تنفخ الريح طي الشقوق
ففيها صدانا وأصواتنا
وإن طننت نحلةٌ في الفراغ
تطن مع النحل قبلاتنا..
***
نموت.. أما أسفٌ أن نموت؟
وما يبست بعد أوراقنا
يقولون: من نحن؟ نحن الذين
حرامٌ إذا مات أمثالنا
ندوس فتمشي الطريق غلالاً
وتنمي الحشائش أقدامنا
سيسأل عنا الرعاة الشيوخ
وتبكي العصافير.. أصحابنا
سيخسرنا الحرج والحاطبون
وتكسد في الأرض أخشابنا
غداً.. لن نمر عليهم مساءً
ولن تملأ الغاب نيراننا
وزرق الحساسين من بعدنا
سيطعمها، وهي أولادنا
وفرشتنا، كورنا في الشتاء
بها اللفلفات.. وألعابنا
أنتركها.. كيف نتركها؟
وما أرهقت بعد أعصابنا
ومخبأنا في السياج العتيق
تدور.. تدور.. حكاياتنا
وأنت بقلبي ملصوقةٌ..
يطول على الأرض إغماؤنا
***
سنبقى.. وحين يعود الربيع
يعود شذانا.. وأوراقنا..
إذا يذكر الورد في مجلسٍ
مع الورد، تسرد أخبارنا..
====
أحبك جداً

أحبك جداً
وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل
وأعرف أنك ست النساء
وليس لدي بديـل
وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى
ومات الكلام الجميل
...
لست النساء ماذا نقول
أحبك جدا...
...
أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى
وبيني وبينك
ريحٌ
وغيمٌ
وبرقٌ
ورعدٌ
وثلجٌ ونـار
وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ
وأعرف أن الوصول إليك
انتحـار
ويسعدني
أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو خيروني
لكررت حبك للمرة الثانية
...
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جداً
...
وأعرف أني أسافر في بحر عينيك
دون يقين
وأترك عقلي ورائي وأركض
أركض
أركض خلف جنونـي
...
أيا امرأة تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله لا تتركيني
لا تتركيني
فماذا أكون أنا إذا لم تكوني
أحبك جداً
وجداً وجداً
وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا...
وما همني
إن خرجت من الحب حيا
وما همني
إن خرجت قتيلا
====
أنا قطار الحزن

.. أركب آلاف القطارات
.. وأمتطي فجيعتي
وأمتطي غيم سجاراتي
حقيبة واحدة.. أحملها
.. فيها عناوين حبيباتي
.. من كن، بالأمس، حبيباتي
يمضي قطاري مسرعا.. مسرعا
.. يمضغ في طريقه لحم المسافات
يفترس الحقول في طريقه
يلتهم الأشجار في طريقه
.. يلحس أقدام البحيرات
يسألني مفتش القطار عن تذكرتي
.. وموقفي آلاتي
.. وهل هناك موقف آتي؟
فنادق العالم لا تعرفني
.. ولا عناوين حبيباتي
.. لا رصيف لي
أقصده.. في كل رحلاتي
أرصفتي جميعها.. هاربة
.. هاربة.. مني محطاتي
.. هاربة.. مني محطاتي
حبيبتي هي القانون

أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة.. بالنبيذ.. بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا.. أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا.. وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
====
أكبر من كل الكلمات

سيدتي ! عندي في الدفتر
ترقص آلاف الكلمات
واحدةٌ في ثوبٍ أصفر
واحدةٌ في ثوبٍ أحمر
يحرق أطراف الصفحات
أنا لست وحيداً في الدنيا
عائلتي.. حزمة أبيات
أنا شاعر حبٍ جوالٌ
تعرفه كل الشرفات
تعرفه كل الحلوات
عندي للحب تعابيرٌ
ما مرت في بال دواة
الشمس فتحت نوافذها
و تركت هنالك مرساتي
و قطعت بحاراً.. و بحاراً
أنبش أعماق الموجات
أبحث في جوف الصدفات
عن حرفٍ كالقمر الأخضر
أهديه لعيني مولاتي
---
سيدتي ! في هذا الدفتر
تجدين ألوف الكلمات
الأبيض منها و.. و الأحمر
الأزرق منها و.. و الأصفر
لكنك.. يا قمري الأخضر
أحلى من كل الكلمات
أكبر من كل الكلمات
===
رسائل لم تكتب لها

1
مزقيها..
كتبي الفارغة الجوفاء إن تستلميها..
والعنيني.. والعنيها
كاذباً كنت. وحبي لك دعوى أدعيها..
إنني أكتب لللهو.. فلا تعتقدي ما جاء فيها..
فأنا ــ كاتبها المهووس ــ لا أذكره
ما جاء فيها..
2
إقذفيها..
إقذفي تلك الرسالات.. بسل المهملات
واحذري..
أن تقعي في الشرك المخبوء بين الكلمات
فأنا نفسي لا أدرك معنى كلماتي..
فكري تغلي..
ولا بد لطوفان ظنوني من قناة..
أرسم الحرف
كما يمشي مريضٌ في سبات
فإذا سودت في الليل تلال الصفحات..
فلأن الحرف، هذا الحرف..
جزءٌ من حياتي
ولأني رحلةٌ سوداء.. في موج الدواة
3
أتلفيها..
وادفني كل رسالاتي بأحشاء الوقود
واحذري أن تخطئي..
أن تقرأي يوماً بريدي..
فأنا نفسي لا أذكر ما يحوي بريدي !..
وكتاباتي،
وأفكاري،
وزعمي،
ووعودي،
لم تكن شيئاً، فحبي لك جزءٌ من شرودي
فأنا أكتب كالسكران..
لا أدري اتجاهي وحدودي..
أتلهى بك، بالكلمة، تمتص وريدي..
فحياتي كلها..
شوقٌ إلى حرفٍ جديد
ووجود الحرف من أبسط حاجات وجودي
هل عرفت الآن..
ما معنى بريدي؟
===
رسالة من تحت الماء

إن كنت صديقي.. ساعدني
كي أرحل عنك..
أو كنت حبيبي.. ساعدني
كي أشفى منك
لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ جداً
ما أحببت
لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً
ما أبحرت..
لو أني أعرف خاتمتي
ما كنت بدأت...
إشتقت إليك.. فعلمني
أن لا أشتاق
علمني
كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني
كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني
كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق
*
إن كنت نبياً.. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنت قوياً.. أخرجني
من هذا اليم..
فأنا لا أعرف فن العوم
الموج الأزرق في عينيك.. يجرجرني نحو الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك.. فخذ بيدي
فأنا عاشقةٌ من رأسي.. حتى قدمي
إني أتنفس تحت الماء..
إني أغرق..
أغرق..
أغرق..
 
أفكر.. أينا أسعد
أفكر: أينا أسعد؟
أنا.. أم قطنا الأسود؟
أنا؟
أم ذلك الممدود.. سلطاناً على المقعد؟
سعيداً تحت فروته..
كربٍ، مطلقٍ، مفرد..
أفكر: أينا حرٌ
ومن منا طليق اليد
أنا أم ذلك الحيوان
يلحس فروه الأجعد؟
أمامي كائنٌ حرٌ..
يكاد، للطفه، يعبد
لهذا القط.. عالمه
له طررٌ.. له مسند
له في السطح مملكةٌ
وراياتٌ له تعقد..
له حريةٌ.. وأنا
أعيش يقمقمٍ موصد..

يوميات رجل مهزوم

.. لم يحدث أبدا
أن أحببت بهذا العمق
.. لم يحدث.. لم يحدث أبدا
.. أني سافرت مع امرأة
.. لبلاد الشوق
.. وضربت شواطئ نهديها
كالرعد الغاضب، أو كالبرق
فأنا في الماضي لم أعشق
.. بل كنت أمثل دور العشق
.. لم يحدث أبداً
أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق
لم أعرف قبلك واحدة
.. غلبتني، أخذت أسلحتي
.. هزمتني.. داخل مملكتي
.. نزعت عن وجهي أقنعتي
لم يحدث أبدا، سيدتي
أن ذقت النار، وذقت الحرق
كوني واثقة.. سيدتي
سيحبك.. آلاف غيري
وستستلمين بريد الشوق
لكنك.. لن تجدي بعدي
رجلا يهواك بهذا الصدق
لن تجدي أبداً
.. لا في الغرب
.. ولا في الشرق
===
أحبك

أحبك.. حتى يتم انطفائي
بعينين، مثل اتساع السماء
إلى أن أغيب وريداً.. وريداً
بأعماق منجدلٍ كستنائي
إلى أن أحس بأنك بعضي
وبعض ظنوني.. وبعض دمائي
أحبك.. غيبوبةً لا تفيق
أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي
أنا جعدةٌ في مطاوي قميصٍ
عرفت بنفضاته كبريائي
أنا – عفو عينيك – أنت. كلانا
ربيع الربيع.. عطاء العطاء
أحبك.. لا تسألي أي دعوى
جرحت الشموس أنا بادعائي
إذا ما أحبك.. نفسي أحب
فنحن الغناء.. ورجع الغناء..
===
أحبك أحبك وهذا توقيعي

1
هل عندك شكٌ أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا؟.
وأهم امرأةٍ في الدنيا؟.
هل عندك شك أني حين عثرت عليك..
ملكت مفاتيح الدنيا؟.
هل عندك شك أني حين لمست يديك
تغير تكوين الدنيا؟
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يومٍ في التاريخ..
وأجمل خبرٍ في الدنيا؟
2
هل عندك شكٌ في من أنت؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر، حين تمر، جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي؟
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
وكأني ما مارست الحب.. ولا قبلت ولا قبلت
ميلادي أنت.. وقبلك لا أتذكر أني كنت
وغطائي أنت.. وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت..
وكأني أيتها الملكه..
من بطنك كالعصفور خرجت..
3
هل عندك شكٌ أنك جزءٌ من ذاتي
وبأني من عينيك سرقت النار..
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة.. والياقوتة.. والريحانة..
والسلطانة..
والشعبية..
والشرعية بين جميع الملكات..
يا سمكاً يسبح في ماء حياتي
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات..
يا أعظم فتحٍ بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطنٍ أولد فيه..
وأدفن فيه..
وأنشر فيه كتاباتي..
4
يا امرأة الدهشة.. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا ادري كيف مشيت إلي..
وكيف مشيت إليك..
يا من تتزاحم كل طيور البحر..
لكي تستوطن في نهديك..
كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك..
يا امرأةً تدخل في تركيب الشعر..
دافئةٌ أنت كرمل البحر..
رائعةٌ أنت كليلة قدر..
من يوم طرقت الباب علي.. ابتدأ العمر..
كم صار جميلاً شعري..
حين تثقف بين يديك..
كم صرت غنياً.. وقوياً..
لما أهداك الله إلي..
هل عندك شك أنك قبسٌ من عيني
ويداك هما استمرارٌ ضوئيٌ ليدي..
هل عندك شكٌ..
أن كلامك يخرج من شفتي؟
هل عندك شكٌ..
أني فيك.. وأنك في؟؟
6
يا ناراً تجتاح كياني
يا ثمراً يملأ أغصاني
يا جسداً يقطع مثل السيف،
ويضرب مثل البركان
يا نهداً.. يعبق مثل حقول التبغ
ويركض نحوي كحصان..
قولي لي:
كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان..
قولي لي:
ماذا أفعل فيك؟ أنا في حالة إدمان..
قولي لي ما الحل؟ فأشواقي
وصلت لحدود الهذيان...
7
يا ذات الأنف الإغريقي..
وذات الشعر الإسباني
يا امرأةً لا تتكرر في آلاف الأزمان..
يا امرأةً ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت؟ وكيف أتيت؟
وكيف عصفت بوجداني؟
يا إحدى نعم الله علي..
وغيمة حبٍ وحنانٍ..
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي..
آهٍ.. كم ربي أعطاني..

أسألك الرحيلا


لنفترق قليلا..
لخير هذا الحب يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريد أن تزيد في محبتي
أريد أن تكرهني قليلا
بحق ما لدينا..
من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..
بحق حبٍ رائعٍ..
ما زال منقوشاً على فمينا
ما زال محفوراً على يدينا..
بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..
ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي..
وحبك الباقي على شعري على أناملي
بحق ذكرياتنا
وحزننا الجميل وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا
أكبر من شفاهنا..
بحق أحلى قصة للحب في حياتنا
أسألك الرحيلا
لنفترق أحبابا..
فالطير في كل موسمٍ..
تفارق الهضابا..
والشمس يا حبيبي..
تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشك والعذابا
كن مرةً أسطورةً..
كن مرةً سرابا..
وكن سؤالاً في فمي
لا يعرف الجوابا
من أجل حبٍ رائعٍ
يسكن منا القلب والأهدابا
وكي أكون دائماً جميلةً
وكي تكون أكثر اقترابا
أسألك الذهابا..
لنفترق.. ونحن عاشقان..
لنفترق برغم كل الحب والحنان
فمن خلال الدمع يا حبيبي
أريد أن تراني
ومن خلال النار والدخان
أريد أن تراني..
لنحترق.. لنبك يا حبيبي
فقد نسينا
نعمة البكاء من زمان
لنفترق..
كي لا يصير حبنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبل الأزهار في الأواني..
كن مطمئن النفس يا صغيري
فلم يزل حبك ملء العين والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير
ولم أزل أحلم أن تكون لي..
يا فارسي أنت ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخاف من عاطفتي
أخاف من شعوري
أخاف أن نسأم من أشواقنا
أخاف من وصالنا..
أخاف من عناقنا..
فباسم حبٍ رائعٍ
أزهر كالربيع في أعماقنا..
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظل حبنا جميلا..
حتى يكون عمره طويلا..
أسألك الرحيلا..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020