-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

الأسود لا يليق بأحلام مستغانمي!


أحلام مستغانمي.. الأسود لا يليق بكِ

 تحت عنوان «الأسود يليق بكِ».. رواية لا تليق بأحلام مستغانمي كتبت الناقدة رشا عبد الله سلامة مقالا على صحيفة الدستور الأردنية، عن آخر روايات أشهر أديبة جزائرية حاليا، تقول فيه:
وحدها ثلاثية أحلام مستغانمي السابقة «ذاكرة الجسد» و»فوضى الحواس» و»عابر سرير»، وتحديداً الأولى، هي ما استبقى القارئ ليتمّ صفحات «الأسود يليق بكِ»، والتي صدرت للكاتبة قبل أشهر.
الرواية كرّرت ما سبقها من كتابات لمستغانمي؛ إذ إن الجانب الوطني والقومي لم يتخذ منحى جديداً، بل إن حالة مشابهة لـ"الديغافو" اعترت القارئ أمام مقاطع عدة تكاد تكون مُعادة بحذافيرها، لا سيما تلك التي تتحدث عن التهام المتطرفين لبهجات الجزائر وبساطة أهلها ونتاج ثوّارها. الخجل والمواربة في الحديث عن المشاهد العاطفية والتحايل عليها بالصنعة البديعية كان ذاته في الكتابات الآنفة كلها. الملمح الأبرز لدى مستغانمي هو البيان النفسي المشترك بل والموحّد تماماً للشخصية الأنثوية في رواياتها كلها وهو البيان الذي نحّى الأدب جانباً وظَهَر في قالب الأيديولوجيا في كتاب «نسيان» الذي صدر للكاتبة قبل «الأسود يليق بكِ». تلك الأيديولوجيا جعلت من الصعب بمكان تفسير الأنموذج الأنثوي لدى مستغانمي بغير ما بشّرت به في كتابها الذي جاء على شكل نصائح مباشرة قبل أعوام. لا بطلة منكسرة في روايات مستغانمي على سبيل المثال. بطلات مستغانمي كلهن لأب مناضل بشكل أو بآخر، ولأم دورها هامشي لا يعدو كونه مراقبة المشهد من بعيد، وأخ لا تُدّخر حيلة كتابية إلا وتُبذّل لجعله يتوارى عن المشهد كيلا يكون هنالك عناء التعامل معه في النص. بطلة مستغانمي تعاني عقدة تلويع الرجل والاستغناء عنه قبل الاستغناء عنها، والجبروت المتعّمد حياله حتى في أقصى درجات الحب وإشعاره بمناسبة ومن دون مناسبة بالتحرّر من التبعية. كل هذا جيد، ولا غبار عليه، بيد أن تكراراه بطريقة لافتة بات يعطي انطباعاً بالإفلاس الإبداعي لدى مستغانمي، وهو المُستبعَد لدى امرأة عربية حاصلة على شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون ولها باع طويل في الكتابة الصحفية والأدبية والتنقّل في العيش بين مدن عربية وعالمية عدة.
فكرة «الأسود يليق بكِ» لم تكن قوية، لذا لم تفلح في ستر مثلبة إثقال الرواية بالأيديولوجيا، والأهم: اعتماد المصادفات التي أضعفت العمل الأدبي إلى حد كبير؛ ذلك أن مستغانمي لم تجد حيلة ذكية لحبك الرواية وأحداثها، فلجأت للطريقة الأسهل حين جعلت البطلة تلتقي صدفة بمجرد نزولها في فيينا مع جزائري هو ذاته الذي قابلته في الفندق ذات صدفة أيضا وهو نفسه الذي التقته أثناء عودتها إلى بيروت، ومن ثم هو عينه الذي منحها فرصة الغناء على منصة عالمية!
وتخلص سلامة إلى القول أنه على الرغم من الهنات السابقة، يبقى لمستغانمي قصب السبق عربياً في جعلها النسوية قضية معروفة شعبوياً؛ نظراً للإقبال الشديد الذي تلقاه رواياتها من الشرائح كافة لا سيما اليافعين والطلبة، في وقت ما تزال فيه النسوية لدى غيرها خطاباً معقداً وتنظيراً مفرطاً ليس سوى حكر على طبقة المفكرين والمختصين في الأمر.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020