نرحب بالربيع.. ولكن..
"ألا تريد أن يستعيد اقتصادكم عافيته وتتوقف السرقات وتستعيدون العربية والإسلام؟"
هكذا
رد مازن مطبقاني ـ الذي يقول إنه متخصص في الدراسات الإسلامية عند المستشرقين ـ في
تغريدة له بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي على "أخ جزائري" قال له: "لا
نريد ربيعاً"..
ويبدو
أن أخانا "الباحث السعودي" الذي يتمنى أن تتوقف سرقات السارقين في
الجزائر ويستعيد اقتصادها عافيته يتصور أن شعب الجزائر لم يعد مسلما ولم يعد إلى
العروبة ينتسب، ولذلك فهو بحاجة إلى ربيع يعيد له عربيته وإسلامه..
وقد
تصدت واحدة من بنات الجزائر "الفحلات" للباحث الذي استسهل إخراج
الجزائريين من الملة، فردت عليه مباشرة: "لم نفقد عربيتنا وﻻ عروبتنا وﻻ
فقدنا ديننا ..والحمد لله"..
وإذا
كان مطبقاني مشكورا على أمنيته بأن يختفي الفساد من الجزائر، فقد جانب الصواب
كثيرا وهو يطلق حكما خطيرا على شعب مسلم تمتلئ مساجده إلى درجة الصلاة في الشوراع
والطرقات يوم الجمعة، ويلمح لاختفاء الإسلام والعروبة منه..
صحيح
أن في بلادنا الكثير من الاختلالات والفساد والانحرافات والآفات التي تحتاج إلى
"ثورات أخلاقية"، ولكننا مازلنا مسلمين..
وصحيح
أن لغة الضاد تعاني الكثير من الضيم في بلادنا، وأن كثيرين من بني جلدتنا يفضلون
الحديث بغير لغتنا التي نعشقها، ولكننا مازلنا عربا..
نحن
نرحب بالربيع إذا كان على طريقة سيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام الذي اعتبر
زوال الدنيا أهون من إراقة دم المسلم.. ولكننا نرفض ربيعا يقتل المسلم فيه أخاه،
ويتخلص البلد فيه من طاغية واحد ليحكمه مئات الطغاة.. نرحب بربيع سلمي ينقل بلادنا
إلى الأفضل، لكننا ضد "ربيع الناتو".. وضد ربيع تكون دماء المسلمين
وقوده، وحمالة حطبه قناة يملكه أمير عاق لم يجد حرجا في الانقلاب على والده..
و"علماء" يتمنون "الربيع" للجزائر.. و"يأبونه"
للسعودية وقطر وما جاورهما..