نسيت أن تسرق الشوكولاتة..!

نسيت أن تسرق باكو الشوكولاتة يا جاد

العم إبراهيم.. 50 عاما.. بقال تركي مسلم لا يملك إلا دكانا في عمارة بها أسرة يهودية في فرنسا.. كان ذلك في عام 57..
كل صباح ترسل الأسرة ابنها جاد وعمره 7 أعوام للشراء ولا ينسي كعادة اليهود أن يسرق باكو شوكولاته من الدكان

وفي يوم اشترى جاد من البقالة ونسي أن يسرق وحين هم بالمغادرة ناداه العم:

نسيت أن تسرق باكو الشوكولاتة يا جاد 
فزع جاد: كنت تراني كل يوم؟

 أجاب: نعم.. وهذا هو باكو اليوم 

فوعده ألا يسرق شوكولاته
ولكن العم قال: عدني ألا تسرق أبدا

فأصبح كل يوم يشتري من البقالة ويأخذ باكو شوكولاتة ويقول للعم إبراهيم:

"لقد أخذت الباكو".. وينصرف..
توطدت العلاقة بينهما
وأصبح جاد يحكي له أسراره ومشاكله وكان يستمع ثم يفتح الدرج ويخرج كتابا يطلب من جاد أن يمسكه ويغمض عينيه ويفتحه على أي صفحتين فيقرأ العم إبراهيم في صمت ويبدأ في مناقشة جاد حتى يصلا إلى حل..

كبر العم.. 67 عاما.. وكبر جاد.. 24 عاما

وكبرت العلاقة بينهما، إلى أن مات 

وفي وصيته ترك لأبنائه صندوقا، أمرهم أن يسلموه لجاد..

حينها بكى جاد ونسي الصندوق وهام على وجهه في الشوارع حزنا وألما..

وفي يوم تعرض لمشكلة
فتذكر..

"آه لو كنت هنا يا عم إبراهيم كنت ستسمعني وتفتح الدرج وتخرج الكتاب".. فتذكر الصندوق وفتحه فوجد الكتاب فأغمض عينيه ثم فتحهما، فإذا بهما تقع على اللغة العربية هرع إلى صديقه التونسي وطلب منه أن يقرأ الصفحتين ففعل فأخذ جاد الكتاب وبدأ يفكر في مشكلته فإذا بالحل أمام عينيه
سأل جاد صديقه ما هذا الكتاب؟

 فكانت الإجابة: إنه القرآن..
أسلم جاد وأصبح اسمه د. جاد الله القرآني.. أكبر داعية إسلامي في أوروبا.

أسلم على يديه أكثر من 6000 يهودي ومسيحي.
وبسؤاله عن أسعد أوقاته يقول: حينما يسلم على يدي إنسان أشعر أنني قد رددت جزءا من جميل عم إبراهيم.

 ظل عم إبراهيم معي 17 عاما لم يقل لي أنت يهودي وأنا مسلم.. لم يقل لي أنت كافر.. لم يقل لي حتى ما الكتاب الذي أفتحه

"لم ييأس وبمهارة ربطني بالقرآن"

وشعاره "على العبد السعي وليس عليه إدراك النجاح"..

سافر د. جاد إلى إفريقيا وبقي 10 أعوام أسلم على يديه كثيرون من قبائل الزولو..

وتوفي عام 2003 متأثرا بما أصابه في إفريقيا من أمراض عن عمر ناهز 55 عام تقريبا

ازرع بذور الخير تجد الإثمار بيد الله..