سعد بوعقبة في قراءة لأوضاع سوريا
قدم الإعلامي سعد بوعقبة قراءة شاملة "مبكية" للوضع السوري في إطلالته اليومية على قراء صحيفة الخبر الجزائرية، تمنى في نهايته أن يزوره الموت ليخفف عنه أوجاع هذا الوضع، وقال بوعقبة في قراءته:
أحاول مسك نفسي
قدر الإمكان كي لا أتناول قضايا الشرق الأوسخ احتراما للقرّاء الذين يلحّون دائما
على ذلك. لكن بعض الأحداث تقوم باستفزازي، فلا أمسك نفسي عن الخوض فيها.. لأن فيها
ما فيها من الملهاة المبكية.
جامعة العرب التي تسيّرها قطر ونبيل العربي المصري ناضلت
لسنوات من أجل إقناع مجلس الأمن والناتو بضرب الأسد ونصرة المقاومة والثـورة
عليه.! ولكن عندما ضربت إسرائيل دمشق قامت الجامعة العربية بشجب هذا العدوان.! ترى
ما الفرق بين ما قامت به إسرائيل وما يطلبه أمير قطر ونبيل العربي من الناتو ومجلس
الأمن؟!
المعارضة السورية تضرب جيش الأسد وتقول إنه عميل
لإسرائيل.! وإسرائيل تضرب جيش الأسد وتقول إنه جيش ارهابي يشجّع المساس بأمن
إسرائيل عن طريق حزب الله؟! وجيش الأسد يضرب المعارضة المسلحة ويقول: إنها ارهاب
وتخدم مصالح إسرائيل والغرب والناتو.!
نعم إنها صورة كاريكاتورية: أن نجد الجامعة العربية وقطر
والسعودية والمعارضة وإسرائيل والناتو والأسد في خندق واحد.! يشنّون الهجوم تلو
الآخر على الشعب السوري المسكين بشتى أنواع الأسلحة.!
قطر وأمريكا وأخواتها وخالاتها قاموا بمناورات عسكرية في
مياه الخليج قيل إنها الأهم في التاريخ العسكري في العصر الحديث.. وإسرائيل هي
أيضا شاركت في هذه المناورات.! فلماذا عندما تضرب إسرائيل ''العدو'' السوري في
دمشق تقوم جامعة ''النبلاء العرب'' بشجب العدوان.. وهي تطالب الأمم المتحدة بالفعل
نفسه؟!
هل نبيل العربي فعلا نبيل وعربي؟! وهل خادم الحرمين هو
بالفعل خادم الحرمين؟! أم أن ''الحرمين'' هما الكنيست والبيت الأبيض؟!
لا أستطيع أن أفهم خلفيات تعاونية القتل هذه التي
أنشأتها إسرائيل وقطر والجامعة العربية والناتو ودول الخليج والأسد ضد الشعب
السوري المسكين الذي يُقتل بالأسد وبالمعارضة وبالطائرات الإسرائيلية.! إنها صورة
كاريكاتورية حين نشاهد الطائرات الأسدية تتناوب مع الطائرات الإسرائيلية على قصف
دمشق في تناغم مثـير تماما مثلما نشاهد ونسمع أخبار قناة الجزيرة تمارس الإعلام
بكل مهنية، فتطلب من الناتو أن يقصف دمشق.! وتشجب ما تقوم به إسرائيل والأسد؟!
إنني تعبان ووجع الإعلام العربي أسوأ من وجع الإعلام
الجزائري؟! فيا موت زر إن الحياة ذميمة. ويا نفس جدِّ إن دهرك هازل.
مع الاعتذار لأبي العلاء المعري الذي تتعاون طائرات
إسرائيل مع طائرات سوريا في قصف مقامه الشامخ كأنف خادم الحرمين وأمير قطر ونبيل
العربي وكل حكام العرب العاربة والمستغربة؟!