المشهد السياسي في الجزائر قبل عشرة أشهر من رئاسيات 2014
بدأت الانتخابات الرئاسية القادمة، المنتظر إجراؤها خلال شهر أفريل من السنة القادمة، 2014، تسيل لعاب مختلف الشخصيات السياسية، بوجه عام، ورؤساء الأحزاب المعتمدة، على وجه الخصوص، وجاء إعلان ترشيح موسى تواتي "زعيم" حزب "الأفانا"، و"تلميحات" زعيم حزب "تاج" بالترشح ليشعلا السباق، في انتظار التحاق شخصيات أخرى.
وقبل عشرة أشهر من رئاسيات 2014،
تلوح في الأفق مؤشرات عن اشتداد السباق الانتخابي الذي مازال الغموض يكتنف موقف
وموقع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منه، وهو الغموض الذي يبدو أنه قد فتح شهية بعض
الشخصيات التي تعتقد أنها تمتلك حظوظا كبيرة في التنافس على "بطاقة حكم الشعب
الجزائري".
وبعد أن كان رئيس الحكومة الأسبق
أحمد بن بيتور "الفارس الوحيد" الذي "جاهر" بقراره دخول غمار
الانتخابات الرئاسية، بدأ "فرسان" آخرون يعبرون عن نواياهم، وبعد أن
اقتصر الأمر على شخصيات لا تحظى بصيت سياسي وإعلامي وشعبي واسع، أعلنت شخصيات تصنف
في خانة العيار الثقيل عن نية الترشح، أو لمحت إلى ذلك، ويبدو أن رقعة مقاطعي
الاستحقاق الرئاسي تتقلص باستمرار.
وانضم موسى تواتي رئيس حزب الجبهة
الوطنية الجزائرية، بصفة رسمية، لقائمة المتنافسين على كرسي قصر المرادية، بعد أن زكاه
المشاركون في فعاليات اشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني للأفانا مرشحا
رئاسيا.
وقد استبق تواتي إعلان ترشحه برفع
"سيف الحجاج" في وجه معارضيه و"منشقي الأفانا"،
تواتي يغلق "باب التوبة"
في وجه معارضيه، حيث قال أن "باب التوبة" مغلق في وجه النواب والمناضلين
الذين انسحبوا في وقت سابق من حركته السياسية.
وذكر تواتي أن "نوابا ومناضلين سابقين
حاولوا الاتصال بالحزب بغية الانضمام إليه من جديد."
ويأتي رفض "التوبة السياسية" حسب
تواتي بسبب "الضرر المعنوي الكبير الذي ألحقه المنسحبون بالحزب وتأثيره على
نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة"، ورفض زعيم "الأفانا" من جهة
أخرى إعطائه رقما عن إجمالي المنسحبين من الحزب مكتفيا بالإشارة إلى أنه رسميا سجل
انسحاب خمسة نواب من المجلس الشعبي الوطني من أصل تسعة واثنان آخران من الغرفة
السفلى.
وبخصوص الأداء السياسي في البلاد يرى تواتي أن
الجزائر "تفتقر إلى أحزاب سياسية قوية نظرا لضعف أداء المنتخب الذي يتغير
بمجرد انتخابه ما يتسبب في الطلاق بينه وبين المواطن."
من جهته، أعطى رئيس حزب تجمع أمل
الجزائر (تاج) عمار غول إشارات وتلميحات في اتجاه إعلان مرتقب عن ترشحه للرئاسيات
القادمة، بعد أن قال أنه "آن الأوان حتى تنخرط الطاقات والكفاءات والخبرات
التكنوقراطية في الساحة السياسية لتساهم في صنع مستقبل الجزائر، ومشيرا إلى أن حزب
تاج يريد أن يزيح ثقافة الإقصاء التي تطال الاطارات والطاقات من الساحة السياسية
وجعلها تشارك في مسار بناء الجزائر ومؤسساتها المختلفة"، وذكر أن حزبه يريد
أن يكون رقما مهما في الساحة السياسية، بداية من الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو
ما رآه البعض "إعلان نية في الترشح".
ومن المرتقب أن تنضم أسماء سياسية
أخرى إلى قائمة مرشحي رئاسيات 2014 في الأيام القليلة القادمة، خصوصا في ظل
استبعاد خيار المقاطعة من طرف معظم التشكيلات السياسية، وتفكير بعض الأطياف
والتيارات في التكتل، والتقدم بمرشح مشترك في الاستحقاق الذي لم يبح بعد بأسرار
أطرافه..