-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

46 سنة على النكسة.. الأمل مازال قائما

النكسة..


مرّت الذكرى السادسة والأربعون لهزيمة الخامس من جوان/حزيران عام 1967، على الفلسطينيين بوجه خاص، والعرب والمسلمين عموما؛ وقد تجدد أمل كثيرين في قدرة المقاومة الشريفة، والمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، على محو آثار هذه الحرب وآلامها، ورد الصاع صاعين لبني صهيون، رغم الواقع العربي البائس، ورغم تخاذل المسلمين.
وجددت الذكرى السنوية لنكسة 67، ذكريات الحزن والأسى على فقدان أراض فلسطينية وعربية هائلة، كما أعادت إلى الأذهان كيف بدأت هذه الحرب وكيف انتهت دون وجود مقاومةٍ تذكر، وكم من الغنائم حصدت (إسرائيل) عقبها، إذ استولت على أراضٍ من ثلاث دول عربية تُعادل مساحتها أكثر أربع مرات من المساحة التي كانت قد استولت عليها عام 1948.

مقارنة مشروعة
ويقارن اللاجئ مسعود ياسين من مخيم طولكرم بين وعي الناس ومعنوياتهم عامي 1967 و2013، وهو العام الذي لا يزال شاهداً على هزيمة الاحتلال خلال عدوانه الأخير في معركة "حجارة السجيل"، ويقول: "لو كان الناس بوعي وإرادة وإيمان ومقاومة أهل غزة كما هي الآن لما حصل ما حصل وقتها، وأملنا أيضا في الربيع العربي كبير للتخلص من آثار النكسة ومن الاحتلال".
ويتنهد الحاج نهاد سليمان من نابلس، ويقول: "كان عمري وقتها 30 عاماً، وكنت أتوقع أن تهزم (إسرائيل) وإذا بها تهزم دولا عربية اشبعتنا وقتها بقرب التحرير والخلاص من الاحتلال".
وأضاف: "كان الناس متفائلين قبل الحرب وكانت متحمسة ومتجاوبة مع الأجواء الحماسية التي أشاعتها الاذاعات العربية بأغانيها الوطنية وتعليقاتها النارية، وبخطب عبد الناصر النارية، ولم يكن هناك مكان لصوت سلبي يقف في طريق العواطف الجياشة التي طغت على صوت العقل وقتها".
وتابع: "حدثت الحرب في الخامس من جوان وخسرت فيها القوات المصرية أكثر من 10 آلاف جندي، وتم أسر أكثر من 5500 جندي تم تصفية الآلاف منهم أحياءً، خلاف آلاف المفقودين، والذين لم تتوفَّر بيانات دقيقة عنهم، وكذلك آلاف الجرحى والمعاقين لتقليل حجم الفاجعة، ودُمِّر 80 بالمائة من عتاد الجيش المصري؛ بينها 800 دبابة، و450 مدفعًا، و10 آلاف مركبة، و305 طائرات من أصل 350 طائرةً دُمِّر غالبيتها على الأرض وفي مطاراتها".
فيما تحدث المواطن نصر خالد من رام الله عن تجربة معايشته لحرب عام 67 ويقول: "رأيت جنود الجيش الأردني يهربون، فقمت بنزع بدلة الكشافة، وخبأتها في حفرة تحت التراب، واختبأت في كهوف قرب رام الله إلا أنني عدت بعد يومين إلى المدينة".
وأضاف: "خدعنا عبر أكبر عملية تضليل في التاريخ يوم 5\6\1967 قبل وبعد الهزيمة؛ فقبل الهزيمة كان الإعلام العربي، وخصوصًا المصري، يناضل بـ"الطنطنة" بالغناء الكاذب، ويَعِدُ الجماهير العربية بنصرٍ ساحقٍ على (إسرائيل) وإلقائها في البحر وتحرير فلسطين، وتم استغلال مشاعر الناس أسوأ استغلال في أغانٍ وطنيةٍ بالعشرات تتكلم عن البطولات والقوة والنصر القادم لا محالة، والنتيجة كما ترى احتلال مزق الوطن وقسم الضفة لكانتونات حتى اليوم".

واقع جديد
من ناحيته، أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح د. عبد الستار قاسم، أن من مفارقات حرب عام 67 انها فرضت واقعاً جديدًا جعل هدف بعض العرب وحركة فتح لاحقاً استرجاع الأراضي التي احتُلَّت، وليس تحرير فلسطين التي احتُلَّت واغتصبت عام 1948، وذلك عبر المفاوضات وليس بالحرب كما أخذها الاحتلال.
ويردف قاسم بالقول إن الجيوش العربية قد هزمت، ذلك لاعتقاده بأن هذه الجيوش لم تقاتل حتى تهزم في المعركة التي ما زالت آثارها بادية.
ويرى قاسم أن التذكير بالهزائم "يبقينا مشلولين دون ارادة، ولذلك وجب التذكير بالانتصارات مثل حرب الاستنزاف وتحرير جنوب لبنان سنة 2000 وهزيمة الإسرائيليين وانسحابهم من قطاع غزة، وستعاد الأمور إلى نصابها الصحيح عاجلا أم آجلا".

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020