-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

نظام حسني مبارك يعود لحكم مصر!


تسير الأمور السياسية في مصر بخطى حثيثة نحو إعادة تشكيل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في شكل جديد ليحكم "أرض الكنانة" من جديد، بعد أسابيع قليلة من الإطاحة ـ عبر انقلاب عسكري متكئ على مظاهرات شعبية ـ بالرئيس المنتخب ـ المعزول حاليا ـ محمد مرسي.
وتسارعت الأحداث المصرية في الأيام الأخيرة على نحو عجيب، وما كان قبل أسابيع يبو مستحيلا قد يصبح حقيقة في الأيام القادمة، فبعد الزج بمرسي في السجن، يبدو مبارك في طريقه إلى خارج السجن، وحتى إذا كانت عودته إلى قصر الحكم تبدو مستحيلة، فإن رجاله وأصحابه وأفراد عصابته نجحوا في العودة بقوة إلى صناعة القرار في القاهرة..


مرسي في السجن.. ومبارك خارجه!
وقدمت صحيفة القدس العربي الصادرة بالعاصمة البريطانية لندن في تقرير لها تحليلا يؤكد العودة الوشيكة لنظام مبارك لحكم مصر، هذا إن افترضنا أن نظام "المخلوع" غادر السلطة الفعلية أصلا..
القضاء المصري أصدر قراراً بحبس الرئيس المنتخب المعزول محمد مرسي بتهم تضم "الاشتراك في احتجاز وتعذيب مواطنين"، و"الشروع في قتل" و"البلطجة واستعراض القوة وترويع المواطنين"، إضافة إلى تهم أخرى سابقة بينها "اقتحام السجون" وقضايا "تخابر وقتل وشروع بالقتل والسعي والتخابر مع حركة حماس"، اضافة إلى قائمة طويلة أخرى من التهم.
في الوقت عينه قرر القضاء نفسه اخلاء سبيل الرئيس المصري المخلوع الأسبق حسني مبارك في قضية فساد متهم بها وتوقع محاموه خروجه من السجن هذا الأسبوع، كما تعاد حالياً محاكمة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه اتهموا أيام انتفاضة 25 يناير بتهم تتصل بقتل المتظاهرين.
كانت إقالة النائب العام عبد المجيد محمود مطلباً شعبياً عاماً بعد ثورة 25 يناير المصرية، فالنائب المذكور كان من أعمدة حكم الرئيس حسني مبارك ويده القضائية التي يضرب بها أعداءه.
غير ان قرار محمد مرسي بتعيين طلعت عبد الله بدلاً من محمود لقي انقساماً في الرأي بين أوساط الشعب المصري ونخبه، لأنه صدر بموجب اعلان دستوري صدر في غياب البرلمان، الأمر الذي اعتبرته قوى المعارضة "تغوّلاً على سلطة القضاء"، وسرعان ما ارتفعت أصوات واحتجاجات مطالبة بإقالة النائب الجديد.
بعد الحركة التي أطاحت بمرسي واستهدفت جماعة الأخوان المسلمين أصدر القضاء المصري قراراً ببطلان تعيين طلعت عبد الله واعادة عبد المجيد محمود.بذلك عادت قبضة مبارك القضائية للعمل، دون هوادة، على اعادة الساعة المصرية إلى الوراء، لكنّ عملها، هذه المرّة، محمّل بطعم الانتقام المرير.
واذا كان عمل هذه الآلة الهائلة للنظام القديم لتبرئة رموزه التاريخيين وتحطيم أعدائه الجدد القدامى (الذين تجرأوا على تسيّدها بعد أن كانوا، لعقود من السنين، مظلوميها وضحاياها وسكان سجونها) مفهوماً، فمن غير المفهوم ولا المعقول أن تختار توقيتاً واحداً لتبرئة دكتاتور مثل مبارك الذي انحسرت فجأة تهم القتل والفساد ضده، وتجريم رئيس منتخب مثل مرسي الذي لا تني قائمة تهمه و"جرائمه" تزيد يوماً بعد يوم.
فيما ينفتح المشهد المصري يوماً بعد يوم على مجازر ويغوص أكثر فأكثر في الدم، في انخفاض مطرد في منسوب السياسة والعقل والمبادئ الأخلاقية، يفتّش العربيّ الذي كان يبحث دائماً عن أية بارقة أمل تقول ان من يتحكمون (أو يظنون أنهم يتحكمون) بهذا المشهد قادرون على العودة إلى حقائق الواقع والاقتصاد والجغرافيا والتاريخ بدل أوهام الانتصار على الآخر الذي ليس سوى هم أنفسهم.
في استغلال أتباع النظام القديم حالة الاستقطاب الهائلة لدى الشعب المصري لتصفية حساباتهم بهذه الطريقة الاستفزازية إساءة كبيرة للقضاء المصري الذي كان، بالمقاييس العامّة العربية، ملجأ من ملاجئ الشعب المصري ضد توحّش سلطاته التنفيذية وأدواتها الأمنية.
أملنا مستمر بأن القضاء المصري، مثله مثل مصر وشعبها العظيم، قادر على استعادة البوصلة.

الإفراج عن مبارك يشعل غضب المصريين
سادت حالة من الغضب الشديد بين المعتصمين في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة فور إعلان خبر الإفراج عن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، مؤكدين أن الإفراج عن الرئيس المخلوع يعد هدمًا لأهداف ثورة 25 يناير، ومشيرين إلى أن القضاء المصري لم يحقق أهم أهداف الثورة ألا وهو القصاص للشهداء الذين سقطوا في عهد الرئيس المخلوع، مهددين بالتصعيد انتقامًا من القضاء الفاسد إلا أنهم لم يفصحوا عن معالم التصعيد حتى الآن.
وعبر هشام المصري، مؤسس حركة "ثوار من أجل عيون مصر"، عن غضبه الشديد من القضاء المصري، واصفًا إياه بالقضاء الفاسد، مؤكدًا أن أهداف الثورة تحطمت اليوم وأن الشعب المصري لن يسامح رجال القضاء على قتلهم للثورة وأنهم خيبوا آمال الشعب المصري وبخاصة أمهات الشهداء في القضاء والمسئولين.
كما أكد محسن سليم، أحد أعضاء حملة تمرد المعتصمين، أن معتصمي التحرير لن يتنازلوا عن حق الشهداء ولن تهدأ نارهم حتى ينتقموا من القضاء والمسئولين، مهددًا بتصعيد الموقف انتقامًا من القضاء الفاسد الذي أضاع دماء الشهداء سدي، إلا أنه لم يبين طرق التصعيد، مشيرا إلى أن هناك اجتماعًا عاجلاً لمعتصمي التحرير لبحث سبل التصعيد. كما بدأ سيد منصور حديثه، قائلا: "حسبنا الله ونعم الوكيل في القضاء المصري الذي أهدر دماء شبابنا وأحرق قلوب أمهات الشهداء"، مؤكدًا أن الشعب المصري بأكمله سيتصدى للقضاء المصري ولن يسمح بترك مبارك ينعم بالبراءة، ويداه ملطخة بدماء أبنائنا وبناتنا.
كما أكد يحيي عبد السلام أحد المعتصمين: أن الشعب لن يسمح بعودة الحكم لنظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك مرة أخرى بعد أن عاني الشعب المصري من حكمه لمدة 30 سنة. وفي سياق متصل، طافت مسيرة تضم العشرات من المعتصمين في ميدان التحرير للتنديد بالبراءة للرئيس المعزول والمطالبة بتطهير القضاء المصري. وردد المعتصمون هتافات منها "الشعب يريد تطهير القضاء، ينجيب حقهم ينموت زيهم، الشعب يريد إعدام العميل".

آسفين يا ريّس.. كنا نمزح معك فقط!
تحت عنوان " آسفين يا ريس.. الثورة كانت مجرد دعابة"، نشر موقع "وطن" الإلكتروني تقريرا "ساخرا" توقع فيه الإفراج الوشيك عن مبارك، ومشبها ما حدث في مصر بالمسرحية، والدعابة الكبيرة، وجاء في التقرير:
ساعات وسيعلن براءة مبارك ويرد له الاعتبار وربما تخرج المظاهرات تهتف آسفين يا ريس. كانت الثورة دعابة وانتهت.
وفي الفصل الأخير للمسرحية عاد كل شيء قبل 25 يناير إلى وضعه الطبيعي. ربما لم يحكم مبارك بعد الآن لكن أياديه وفلوله ظلت تحكم إلى يومنا هذا.
الآن اصبحت المسرحية واضحة المعالم: تم توريط أو لنقل ورط الإخوان أنفسهم بالرئاسة ومن ثم تم تضييق الخناق عليهم. حصار خليجي وأموال تتدفق لقادة الجيش وحركة تمرد ولنجوم الإعلام ليحشدوا الجماهير.
قطعت دول الخليج المساعدات عن مصر. اختنق الناس وليس أمامهم سوى مرسي الذي دأب الإعلام على شيطنته. فخرجوا يطلبون الخلاص.
والجيش الذي تعهد لمبارك أن لا تمس شعرة منه قبل اعلان استقالته الصوري كان جاهزا واسقط مرسي وارتكب المجازر بحق مناصريه انتقاما من ثورة 25 يناير. واعتقل قادة الإخوان.
وكل الأسباب التي أسقط من أجلها مرسي مارسها الجيش الوطني: القتل تعديل الدستور دون توافق شعبي، اعادة الفلول وتسليمهم الوزارات والمحافظات اقصاء الآخرين.
وأخير تبرئة مبارك وكأن شيئا لم يكن. وربما يعتبرون الشهداء الذين سقطوا في 25 يناير هم المجرمون.
تخيلوا لو فاز أو سلم الجيش مصر إلى الفريق أحمد شفيق. ماذا كان سيحدث؟ ستقع ثورة ثانية تقضي على الفلول وعلى قادة الجيش معهم. لكن الإخوان أكلوا الطعم وهم يعرفون أن 4 مؤسسات من مؤسسات مبارك تقف لهم بالمرصاد: الجيش والداخلية والقضاء والإعلام.
مبروك لكل الواهمين وصانعي أمجاد الجنرالات المستبدين. مبروك عليهم عقودا جديدة من الاستبداد والقهر والفساد.
ألهذه الدرجة عقولنا ساذجة؟ أم أن حكام العرب وجنرلات الجيش لا يقدر عليهم سوى الذي خلقهم.
العوض بسلامتكم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.!

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020