-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

قراءة جزائرية في القرعة المونديالية


فتنة "الفراعنة" و"الخضر" لن تتكرر
قراءة جزائرية في القرعة المونديالية


ـ بقلم: الشيخ بن خليفة ـ
حبس ملايين الجزائريين أنفاسهم بعد أن سُحبت قرعة ثلاث مباريات إقصائية فاصلة لتصفيات مونديال 2014، منتصف نهار الإثنين 16 سبتمبر 2013 بالعاصمة المصرية القاهرة، وارتفع احتمال حصول مواجهة حاسمة بين الجزائر ومصر إلى 50 بالمائة، حيث لم يبق ضمن منتخبات المستوى الثاني التي يمكنها مواجهة "الخضر" سوى مصر وبوركينافاسو، قبل أن "ترحم" القرعة الجزائر، بعد أن قضى الله أن يجنبنا تكرار فتنة 2009 التي أحدثت شرخا قويا في علاقة البلدين الشقيقين.
وقبل ثوان من اتضاح كامل ملامح رابع مواجهات الدور الفاصل، التي ستجمع مصر بغانا، عادت إلى الأذهان سيناريوهات فتنة مونديال 2010، حين تسبب الدور التصفوي الأخير الذي وضع الخضر والفراعنة وجها لوجه في أزمة خطيرة في علاقات البلدين، تمنى كثيرون عدم تكرارها، رغم أن أصحاب بعض وسائل الإعلام، هنا وهناك، تمنوا حصول مواجهة مماثلة ـ لرفع سحب صحفهم وزيادة شعبية قنواتهم ـ وشاء الله أن تسقط أحلام دعاة الفتنة في الماء، ليكون بمقدور المنتخبين أن يتأهلا معا، وحتى إن أخفقا في ذلك ـ لا قدّر الله ـ فيكفي أن الجزائريين والمصريين، على السواء، تجنبوا صداع الرأس وفتنة لاحت بوادرها في الأفق، أخمدتها مشيئة الله.

جزائريون يقترحون استضافة لقاء مصر وغانا!
وقبل أن تنسف القرعة أحلام دعاة الفتنة والتحريض، في كل مكان، كانت المخاوف من تكرار "مأساة 2009" كبيرة، واستعاد جزائريون ومصريون "ذكريات أليمة"، انتهت بـاهل "الخضر" إلى المونديال، وإقصاء "الفراعنة.. وبشرخ كبير في علاقات البلدين، مازالت آثاره باقية إلى يومنا، ولو أنها تكاد تتلاشى إلى حد اقتراح بعض الجزائريين استضافة لقاء مصر وغانا على ملعب تشاكر بالبليدة بسبب الظروف الأمنية المعقدة بمصر..
جذور تلك الفتنة تعود إلى ما قبل سفر المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى مصر يوم الثاني عشر نوفمبر 2009 ليلعب آخر مقابلة له في تصفيات كأس العالم 2010 ـ يوم الرابع عشر نوفمبر 2009 ـ يومها تعرضت حافلته للرشق بالحجارة من بعض الجماهير المتعصبة، والمشحونة فوق اللزوم بفعل تطرف بعض المتطفلين على الإعلام المصري، وبدلا من الاعتراف بالتقصير الأمني في حماية حافلة المنتخب، والاعتذار عن ذلك، مع التأكيد بأن ما حدث لا يمثل بلدا بأكمله، راحت الأوساط الرسمية المصرية، وما يتبعها من أبواق إعلامية غير مسؤولة، تقول أن ما حصل مجرد تمثيلية وقحة، وأن هؤلاء اللاعبين الذين نقلت وسائل إعلامية عالمية عديدة صور وفيديوهات الاعتداء الذي تعرضوا له قد ضربوا أنفسهم وشجوا رؤوسهم وكسروا زجاج حافلتهم..
لقد كانت الجماهير المصرية مشحونة فوق اللزوم، وصوّرت لها بعض فضائيات التحريض مقابلة 14 نوفمبر على أنها حرب حقيقية، وأوحت إليها أنه سيكون حراما أن يُحرم جيل أبو تريكة من الذهاب إلى أكبر وأهم استحقاق رياضي، وقدّمت لهم منتخب الجزائر في صورة العدو الذي ينبغي هزمه بكل الأساليب، ولم يتردد رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم يومها في تهييج الجماهير وسيحفظ له التاريخ قوله: "افعلوا ما شئتم بالجزائريين.. المهم أن نفوز".. ولذلك لم يكن غريبا أن تتعرض حافلة "الخضر" لاعتداء بسبب ذلك الشحن من جهة، ونتيجة تقصير أمني واضح في توفير الحماية اللازمة للحافلة من جهة ثانية، ولكن الغريب هو ما تبع ذلك الاعتداء من إنكار له، مع أن الحادثة تم تصويرها وبُثت على أكثر من وسيلة إعلام مرئية محايدة..
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعرضت حافلة المنتخب الجزائري بعد نهاية مقابلة الرابع عشر نوفمبر إلى رشق جديد بالحجارة بعد مغادرتها ملعب القاهرة، وقد كان ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم على متنها، وهو شاهد على ذلك، كما تعرض مناصرون وصحفيون جزائريون لاعتداءات مختلفة، وهناك شهادات وصور موثقة تثبت ذلك، وهو ما أجّج نار فتنة خطيرة جدا قال البعض أنها كانت ستتحول إلى حرب حقيقية لو أن البلدين كانت لديهما حدود مشتركة..!
والحمد لله أن تلك الفتنة الخطيرة أصبحت الآن في الأرشيف، إلى درجة أن بعض الجزائريين لم يترددوا في اقتراح استضافة الجزائر لمبارارة العودة بين مصر وغانا على أرضها، على أمل الاحتفال سوية بتأهل الجزائر ومصر معا إلى المونديال.. من الجزائر!

ارتياح في الجزائر.. وحذر
"سبق للناخب الوطني الجزائري وحيد خليلوزيتش أن أبدى مخاوفه من الوقوع أمام مصر أو الكاميرون لأسباب قال عنها أنها "غير رياضية"، وتبدو مخاوف التقني البوسني مفهومة إلى حد بعيد إذا ما نظرنا إلى الظروف التي ستحيط بمباراة المنتخب المصري مثلا، حيث يتمنى الناخب الوطني أن تضعه القرعة في مواجهة عادية دون أي خلفيات وقد يكون أفضل خيار بالوقوع مع بوركينافاسو، وهو المنتخب الذي يعرفه خليلوزيتش جيدا بعد ملاقاته وديا قبل عدة أشهر، ويأتي في المقام الثاني منتخبي إثيوبيا والسنغال، لأن مواجهتهما قد تكون أصعب من مواجهة بوركينافاسو لأسباب كثيرة، ولو أن ما يهم خليلوزيتش تفادي الكاميرون ومصر".
هذا ما كتبته الصحيفة الرياضية الأولى في الجزائر، الهداف، ونشرته على موقعها، ساعات قليلة قبل إجراء قرعة الدور الفاصل، حيث بدا كاتب الموضوع "حالما" بمواجهة "بوركينا"، وهو ما أفصحت عنه القرعة التي حملت "بشرى مزدوجة" للجزائر، أولا بتجنب مواجهة منتخب الشقيقة مصر، وثانيا بمواجهة منتخب بوركينافاسو الذي يعرفه "الخضر" جيدا، بحكم أنهم واجهوه وديا هذه السنة، وهزموه بثنائية نظيفة في ملعب البليدة، وسبق لهم أن لعبوا، السنة الماضية، على ملعبه حين واجهوا مالي في الدور الثاني لتصفيات المونديال.
ورغم التفاؤل الشديد باقتراب تجسيد حلم بلوغ كأس العالم القادمة، فإن هناك شبه إجماع على ضرورة توخي الحذر الشديد، فمنتخب بوركينافاسو هزم غانا في نهائيات كأس إفريقيا، وبلغ النهائي، وفاز في آخر ثلاث مباريات تصفوية، وهو بالتأكيد ليس "لقمة سائغة"..
ويلعب المنتخب الجزائري لكرة القدم مباراة الذهاب بالعاصمة البوركينابية واغادوغو لحساب الدور الفاصل المؤهل لمونديال 2014 بالبرازيل ما بين 11 و15 اكتوبر المقبل حسبما افرزت عنه عملية القرعة الخاصة التي جرت بمقر الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) بالعاصمة المصرية القاهرة. وتجرى مباراة العودة بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة ما بين 15 و19 نوفمبر المقبل.

روراوة سعيد بتجنب مصر
بدا رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة سعيدا بتجنب مصر في اللقاء الفاصل، وعبّر عن رضاه على ما أفرزته عملية القرعة الخاصة بالتصفيات المؤهلة إلى مونديال 2014 بالبرازيل والتي أوقعت الجزائر مع بوركينافاسو، غير أنه يبقى حذرا من المنتخب المنافس.
 وصرح روراوة عقب إجراء عملية القرعة قائلا: ''بعدما بلغنا هذا المستوى، فإن المنتخبات العشرة لها كل الحظوظ للتأهل إلى المونديال. الحمد لله أننا تفادينا المنتخبات العربية لمضاعفة حظوظ العرب لبلوغ العرس العالمي''.
وأضاف ''ستكون مباراة صعبة امام فريق نعرفه جيدا والتقيناه في لقاء ودي ماي الفارط. التأهل بين ايدي اللاعبين. يجب التأهب بجد لهذه المواجهتين للوصول إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخ الجزائر لتجسيد عمل الاتحادية والطاقم الفني''.
 وتعود آخر مباراة جمعت بين الجزائر وبوركينافاسو إلى شهر ماي وديا بالبليدة وعرفت فوز الخضر (2-0).

خليلوزيتش يطالب بالجدية وخائف بسبب "لاعبيه"!
يرى مدرب المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، البوسني وحيد خليلوزيتش أن لقاء بوركينافاسو، لحساب الدور الفاصل المؤهل لمونديال 2014 بالبرازيل، سيكون صعبا حيث ينبغي ان نكون حذرين"، مؤكدا أن حظوظ المنتخبين متساوية، ومطالبا بالجدية والحذر، وهو ما سينقله إلى لاعبيه دون شك.
 وقال خليلوزيتش للقناة الثالثة للاذاعة الجزائرية: "صحيح، أننا تجنبنا منتخبات مثل السنيغال والكاميرون وبالأخص مصر، لكن لا ينبغي ان نغتر، فحظوظنا متساوية مع منافسنا. فنحن بحاجة إلى الكثير من الجدية والحذر بصفة أخص في كلا المواجهتين".
 واضاف الناخب الوطني " لعب مباراة العودة في ملعبنا يعتبر بحد ذاته أفضلية لكن هذا لا ينبغي ان يحيدنا عن التركيز. فسنواجه منتخب بوركينافاسو الذي ترك انطباعا جيدا في بطولة إفريقيا للامم الاخيرة والذي يملك لاعبين يلعبون معا منذ وقت طويل".
 وبخصوص هذا اللقاء أمام بوركينافاسو، أعرب مدرب "الخضر" عن قلقه بالدرجة الاولى إزاء لياقة اللاعبين، لاسيما أولئك الذين تنقصهم المنافسة في انديتهم.
 "التساؤل الذي ينتابني هو هل سيكون لاعبونا متأهبين للمنافسة يوم المباراة. ففي واقع الامر هناك 90 بالمائة من لاعبينا تنقصهم المنافسة، ومن ثم فإن فريقي هو همي الاساسي حاليا. أتمنى أن يتمكن لاعبونا من لعب القدر الكافي مع انديتهم، لأن الموهبة لا تنقصهم وقد ابانوا عن ذلك في المباريات التي لعبناها"، مثلما اشار اليه حاليلوزيتش الذي أكد على ضرورة التواضع.
 وختم التقني البوسني حديثة بالاشارة إلى ان المقابلة تلعب في مرحلتين "ينبغي التحضير لهما جيدا"، مردفا "يجب ان نكون مستعدين لخوض المقابلتين. الان نحن في المنعرج الاخير ولا ينبغي ان نضيع هذه الفرصة الاخيرة. فعدم الذهاب إلى البرازيل سيكون صدمة كبيرة للكل".

منتخب بوركينافاسو ليس "خبزة"!
يتصور كثير من الجزائريين أن منتخب بوركينافاسو سيكون لقمة سائغة ـ أو "خبزة" بالتعبير الجزائري العامي ـ ولن يجد "الخضر"، حسب هؤلاء الكحتفلين قبل الأوان، صعوبة في "عبوره" نحو كأس العالم 2014، والواقع يشير إلى عكس ذلك، والنتائج الأخيرة تبين صعوبة مامورية منتخبنا الوطني أمامه، فبعد بداية صعبة جدا له في مشوار تصفيات المجموعة الخامسة لإقصائيات مونديال البرازيل بتلقيه لانهزامين منها واحد على البساط الاخضر أمام منتخب الكونغو سجل منتخب بوركينافاسو عودة قوية بتحقيقه لاربع انتصارات متتالية مكنته من اقتطاع تاشيرة التأهل إلى مبارة الفصل بكل جدارة.
 ويشكل خط دفاع أشبال بوت نقطة قوة الفريق بدليل عدم تلقيه سوى لهدف واحد دون الأخذ بعين الاعتبار للهزيمة امام الغابون على البساط بـ(3-0).
 وبالمقابل لم يبد خط هجوم بوركينا فاسو قوة كبيرة في الدور الثاني بتسجيله لثمانية (8) أهداف بمعدل تهديفي ضعيف، قياسا "للخضر"، أصحاب ثاني أقوى هجوم.
مدرب منتخب بوركينافاسو، البلجيكي بول بوت أكد أن منتخبه سيسعى لضمان تأشيرة التأهل لمونديال 2014، بواغادوغو من خلال تحقيق نتيجة جيدة في مقابلة الذهاب التي يستقبل فيها بقواعده نظيره الجزائري لحساب مقابلات السد المؤهلة إلى الموعد العالمي بالبرازيل.
 وقال مدرب المنتخب البوركيناني لقناة الجزيرة الرياضية عقب عملية القرعة التي جرت بالقاهرة "يتعين علينا ضمان تاشيرة تأهلنا بواغادوغو من خلال تحقيق نتيجة ايجابية بديارنا قبل التنقل شهر من بعد للجزائر للعب مقابلة العودة".
 وأضاف: "سنحاول الاستفادة قدر الامكان من دعم جمهورنا الذي سيكون -دون شك- غفيرا جدا في مقابلة الذهاب التي لن يكون لمنتخب بوركينا فاسو فيها بديلا آخرا سوى الفوز".
 ورغم درايته الجيدة لمستوى ووزن المنتخب الوطني الجزائري الا ان مدرب المنتخب البوركينابي يبقى مقتنعا أن لعبة كرة القدم تبقى مفتوحة على جميع الاحتمالات وغير قابلة للحسابات المسبقة، مؤكدا "ان فريقه يملك حظوظه كاملة وله كلمة سيقولها".
 ويبني مدرب التشكيلة البوركينابية آمالا كبيرة على المعنويات المرتفعة لمجموعته عقب سلسلة الانتصارات الأربعة المتتالية التي حققتها في تصفيات المجموعة الخامسة.
 وخلص بولت إلى التأكيد أن منتخبه سيعد العدة جيدا لهذا الموعد الكروي بغية اقتطاع تاشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل.
 ولم يسبق لمنتخب بوركينا فاسو، نائب بطل إفريقيا في الطبعة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا، التأهل إلى نهائيات كأس العالم خلافا للمنتخب الجزائري الذي سبق له التأهل ثلاث مرات للعرس العالمي (1982 و1986 و2010)، وهو يحلم بـ"الرابعة"، مثلما يحلم الأشقاء في مصر وتونس والأردن بتأهل جماعي رغم صعوبة مأمورية الجميع.

ملاحظة:
هذا الموضوع نُشر على موقع قناة الآم بي سي على هذا الرابط:

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020