-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

من مارادونا إلى زارا.. هكذا تداس قيّم الإسلام بالجزائر



الشيخ بن خليفة
بعد أيام من القبلة الفضائحية المارادونية ـ "سفير موبيليس للجيل الثالث" ـ بالجزائر العاصمة التي مرت "مرور الكيران" ـ وليس الكرام ـ على الرأي العام ومرت كما لم لو أنها لم تحدث أصلا على جزء كبير من وسائل الإعلام وعلى السياسيين، جاءت صورة إشهارية صادمة نشرتها بعض الصحف الوطنية ـ جدا ـ لتؤكد أن قيم الإسلام باتت في مؤخرة اهتمامات صناع الرأي العام والقرار في بلد يُفترض أن شعبه مسلم وإلى العروبة ينتسب..
بينما أجبرت ردة الفعل الإيرانية الغاضبة على منشطة حفل قرعة مونديال البرازيل التي ظهرت "كاسية عارية" الاتحاد الدولي للعبة على فرض "الاحتشام" على تلك العارضة البرازيلية بمناسبة حفل تسليم الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، فوجئ قراء بعض الصحف الوطنية، في الأيام الماضية، بصورة إشهارية صادمة نشرتها تلك الصحف على صفحة كاملة، بالألوان، تخص علامة "زارا" ظهرت فيها فتاة "موديل" بلباس فاضح جدا ـ أقل ما يقال عنها أنها تروج للعري والانحلال أكثر مما تروج للأناقة والشياكة ـ يؤكد عدم احترام الماركة العالمية المعروفة للجزائريين.. وتؤكد أيضا أن حب المال لدى بعض الناشرين الذين يصنفون أنفسهم في خانة المدافعين عن ثوابت الوطن يعمي البصائر قبل الأبصار!
وإذا كان من غير العجيب أن لا تحترمنا ماركة "زارا" العالمية للألبسة وهي ترى ما فعله مارادونا بين ظهرانينا، وتشاهد كيف يسخر منا المسمى فرونسوا هولاند في حضرة اليهود، فمن الغريب أن تخدش صحف يُفترض أنها وطنية تكتب بلغة القرآن حياء قرائها الجزائريين والعرب، وتنشر لهم صفحة ملونة عليها صورة فتاة لا تستر جسمها إلا بخرقة صغيرة في بقطة ترويجية لفتح متجر لتلك الماركة بمركز تجاري كبير وشهير في الجزائر العاصمة.
من حق الماركة المذكورة وغيرها فتح متاجر ومحلات وحتى مراكز تجارية في الجزائر، وفق دفاتر الشروط ومقتضيات القوانين الوطنية، ومن حق أصحاب الصحف والقنوات الفضائية عندنا البحث عن الربح المالي والصفحات والومضات الإشهارية، ولكن ذلك كله مرفوض حين يجري خلاله الدوس على قيّم الإسلام في الجزائر، ولو أن أصحاب تلك الصحف التي نشرت "الإشهار ـ الفضيحة" التزموا بالقاعدة الإلهية "من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"، لعوّضهم ربهم دون شك من حيث يشعرون ولا يشعرون.. ولكن.. "لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".

أين "حرّاس العقيدة"؟
تأتي "فضيحة إغراء زارا" على الصحافة الوطنية بعد أيام قليلة من مهزلة زيارة نجم الكرة الأرجنتينية ديغو مارادونا ـ أحد أبرز رموز الكوكايين في العالم ـ للجزائر وقبلته الفضائحية التي يمكن القول أنها كانت برعاية شركة وطنية كبيرة، حيث صنعت صورة لمارادونا الحدث والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، التي أكدت أن هذا الأخير قام بإهانة الجزائر حكومة وشعبا، حين قام بطبع قبلة حميمية جدا على شفاه مرافقته في زيارته إلى الجزائر.
ولم يكن الغريب في الصورة أن يُقبّل "الأسطورة" زوجته، بل أن يقبلها بتلك الطريقة على مرأى من عدد من كبار المسؤولين بالجزائر المسلمة،
ويبدو أن من دعا مارادونا إلى زيارة الجزائر قد نسي إخباره أن بلد المليون ونصف المليون شهيد مسلم وإلى العروبة ينتسب، وأن ما قام به يصنف في خانة "العيب" في الجزائر، ولذلك حصل ما حصل.. واللوم لا يقع على لاعب سابق معروف بفضائحه، بل على من جاء به ليقبض الملايين ويتباهى بصليبه في المطار وقبلته الفضائحية في قاعة عامة بفندق دولة يقول الدستور أن دينها الإسلام!..
وفي غياب وتغييب من يمكن أن يتولوا مسؤولية "حراسة قيم الإسلام"، يبدو كل شيء ممكنا في الجزائر اليوم، ولن نبالغ إن قلنا أن قيم الإسلام تتعرض لحرب حقيقية تقوم بها جهات مشبوهة، بعضها معلوم، وبعضها يتحرك من خلف الستار..
جهات تحركت قبل شهور لتمنع مواطنا من نشر ملصقات تنبذ المخدرات والمسكرات، وتكون قد أعجبت كثيرا وهي تشاهد صورة بنت شبه عارية بالحجم الكبيرة على صفحات صحف يدعي بعضها الدفاع عن الإسلام..

من يهن يسهل الهوان عليه..
من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام، قالها المتنبي قبل مئات السنين، وكأنه يتحدث عن حالنا اليوم، فمجتمعنا أصبح يقبل ويستسهل الهوان، ولا تحركه صور العار التي يشاهدها يوميا في الشوارع، بل يكون جزءا منها، ومشاركا في صنعها، صور تثبت الانحلال الأخلاقي، وتؤكد أن صورة "زارا" الفضائحية قد تكون أقل إغراء بكثير مما تحفل به شوارع مدننا حتى المسماة بالمحافظة منها، من مشاهد وشواهد على الانحطاط الأخلاقي الرهيب، ونخشى أن يكون القادم أسوأ..
ومادام الحال هكذا، لا يبدو منصفا أن نغضب من المدعو فرونسوا هولاند وهو يسخر منا، فقد جعلنا أنفسنا عرضة لسخرية "اللي يسوى واللي ما يسواش".. وعلينا أن لا نلوم هولاند ونحن نشاهد آلاف الجزائريين يتدافعون على أبواب سفارة "فافا" طلبا لتأشيرة نحو "جنة فرنسا"..
زهل يحق لنا أن نلوم "زارا" على خدش حيائنا مادامت قد وجدت من ينشر صورها العارية، مثلما وجد محاربو جامع الجزائر من يسمعهم ومثلما قوبل صاحب ملصقات "لا للمخدرات" بالزجر.. ونرجو أن لا نستفيق يوما لنقرأ الفاتحة على روح الإسلام في الجزائر..
  1. فـعـلاً أصبـت أخـي الشيـخ.. سـلـمـَـت يـُـمـنـاك و حـفـظك الله و رعــاك و سـدّدك و وفــّـقـك...

    ردحذف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020