ماذا أصاب الجزائريين؟!

ـ الشيخ بن خليفة ـ

ثلاثة أخبار عن ثلاثة حوادث مفزعة شهدتها الجزائر في الأيام القليلة الماضية تشير إلى حقيقة مؤلمة مفادها أن الفراغ الروحي بات العدو الأول للجزائريين بعد أن فتك بعدد غير قليل منهم، وجعلهم يتصرفون بطريقة بعيدة تماما عن توجيهات الإسلام الذي يعتنقه الجزائريون، لكن كثيرين منهم يخالفون نصوصه، ولا يتشبعون بقيمه وروحه..

يقول الخبر الأول أن طفلا في الثالثة عشر من عمره، لقي مصرعه بمدينة طولقة بولاية بسكرة طفل متأثرا بحروق بعد أن سكب البنرين على جسده وأضرم النار الأمر الذي تسبب له في حروق على مستوى أجزاء مختلفة من جسده.

 وحسب والد الضحية فإن ابنه أقدم على حرق نفسه بسبب "سوء تفاهم مع أحد أشقائه عندما عاتبه عن عدم تنفيذه خدمة لفائدة العائلة".

ويا لها من طريقة لمواجهة مشاكل الحياة.. يُغضبك أخوك فتشعل النار في جسمك وتقتل نفسك حرقا.. وتقتل أمك وأباك كمدا وحسرة.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

أما الخبر الثاني فيقول أن طالبا ضابطا بالجيش الوطني قام بقتل عسكريين اثنين ثم انتحر داخل ثكنة شرشال بتيبازة، وذلك بسبب خلاف بينه وبين مسؤوله المباشر..

نعم يغضب الطالب الضابط فيرفع سلاحه ثم يطلق النار على شخصين مرتكبا جريمة قتل.. يعقبها بجريمة انتحار..

لو وقع حادث كهذا في الجزائر قبل ثلاثين أو أربعين سنة من الآن، لظل الناس يتحدثون عنها شهورا، ولكننا تعودنا على مثل هذه المآسي الناجمة عن ضعف الإيمان وفراغ الروح، حتى باتت "نورمال" في قاموسنا الشعبي للأسف..

أما الخبر الثالث فمفاده أن رئيس الوحدة الغربية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر عميد الشرطة مراد علالو كشف أن الحريق الذي نشب في منزل بالشراقة يوم 14 جانفي وأدى إلى وفاة أربعة أشخاص كان "فعلا إجراميا"، يعود سببه إلى "شجار بين الزوج والزوجة التي طلقها أمام أولادها"، مضيفا أن الزوج وبعد شجار عنيف مع زوجته التي اتهمها بالخيانة خرج من البيت ليعود بخمسة لترات من البنزين وسكبها في رواق البيت وقاعة الاستقبال حيث كانت عائلته ثم أضرم النار.

نعم.. غضب الزوج فأشعل النار في المنزل، فمات أربعة أشخاص.. رحمهم اللهم.. وهدانا ووقانا من الفراغ الروحي..