-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

فلســطين.. هل هي أرض إســلامية؟

الأرض التي دخلها المسلمون بالفتح الإسلامي، ما هو موقفنا من هذه الأرض كأرض فلسطين أو كغيرها من الأراضي التي دخلها المسلمون فاتحين؟
الأرض التي دخلها المسلمون فتحاً أو صلحاً وقف إسلامي، وعلى هذا اجتماع فقهاء المسلمين، لكن اختلفوا اختلافاً يسيراً في كيفية تصرف الحاكم المسلم في هذه الأرض المغنومة، فـأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل رحمهم الله جميعاً اتفقوا على أنه يجوز أن يفعل في الأرض المفتوحة أحد أمرين:
- إما أن يوزع أربعة أخماسها على الفاتحين ويضم الخمس الباقي إلى خزانة الدولة، كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أراضي خيبر.
-والرأي الثاني: أن يضمها كلها إلى بيت مال المسلمين، ولا يوزع منها شيئاً على الفاتحين، وذلك ليستفيد منها المسلمون إلى يوم القيامة، ولا تبقى حكراً على مجموعة الفاتحين الأوائل، ومرجعهم في هذا الأمر الأخير إلىعمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى البخاري عن أسلم مولى عمر قال: قال عمر رضي الله عنه: أما والذي نفسي بيده! لولا أن أترك آخر الناس بياناً -أي: فقراء- ليس لهم من شيء ما فتحت علي قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، ولكن أتركها خزانة لهم يقتسمونها.
فالإمام مالك لا يرى إلا هذا الرأي الأخير فقط، رأي عمر بن الخطاب بأن الأرض تكون لبيت مال المسلمين، ولا تقسم على الفاتحين.
إذاً: الأرض التي فتحت بالإسلام، أصبحت ملكاً للمسلمين، ملكاً أبدياً لا تغيير له ولا تبديل، هذه الحقيقة الفقهية سيترتب عليها أشياء كثيرة هامة: أولاً: هل فتح المسلمون أرض فلسطين كلها، أم فتحوا جزءاً منها؟

فتحوها كلها..
أصبحت أرض فلسطين أرضاً إسلامية خالصة منذ أن فتحت ابتداءً من سنة 13هـ إلى سنة 18هـ، فكل أرض فلسطين من البحر إلى النهر.
ويزداد العجب مع هذا الفقه عندما تنظر حولك في بلاد العالم بحثاً عن البلاد التي فتحت بالإسلام، فأصبحت بحكم الشرع الإسلامي بلاداً إسلامية.على سبيل المثال: بلاد الأندلس -إسبانيا والبرتغال هذه البلاد حكمت بالإسلام، ثم دارت الدورة وجاءت الدولة لغير المسلمين وانتزعت من أيدي المسلمين بالنصارى، وضاع الحكم الإسلامي هناك، لكن هذا الضياع للحكم الإسلامي في هذه البلاد لم يلغ إسلامية هذه البلاد، بل ستظل إسلامية إلى يوم القيامة.فمن شرع الله أنه إذا دخل الإسلام بلداً فلا يجب أن يخرج منها أبداً، بل وعليه أن يسعى للدخول إلى غيرها، هذه هي الرسالة الخاتمة، والمسلمون هم جند الله الناشرون لها، والمدافعون عنها، والشهداء في سبيلها؛ حتى لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله.
انظر حولك وانظر إلى البلاد التي دخلها الإسلام من قبل، ثم حولت بسبب كسل المسلمين وتهاونهم إلى بلاد نصرانية أو هندوسية أو غيرها من الملل، فمعظم شرق أوروبا كان إسلامياً في يوم من الأيام: اليونان، بلغاريا، رومانيا، المجر، يوغوسلافيا بكاملها بما فيها الصرب والبوسنة والهرسك، وكوسوفا، والجبل الأسود، ومقدونيا، وأجزاء من النمسا، وقبرص، ومالطا، كل هذه البلاد دخلها الإسلام وحكمت بالإسلام في الخلافة العثمانية، والهند كذلك حكمت بالإسلام فترة طويلة من الزمان، أذربيجان، أرمينية، غرب الصين -ويعرف بولاية تركمانستان الشرقية- حكمت بالإسلام، ثم احتلت من قبل الصين بعد ذلك.
 إذاً: كل هذه بلاد حكمت بالإسلام، وغنمها المسلمون في يوم من الأيام، سواء عن طريق الفتح أو عن طريق الصلح، والحكم واحد، فهي بلاد امتلكها المسلمون، ولا يمكن أبداً أن تخرج من يد المسلمين في الشرع الإسلامي، فستون في المائة من أرض فرنسا كانت أرضاً إسلامية، وحكمت بالإسلام خمسين سنة متصلة، والمسلمون الآن يتمنون أن يحصلوا فقط على فيزة سياحة يزورون فيها فرنسا أسبوعاً أو عشرة أيام، حلم يراود كثيراً من المسلمين.

 ما الفرق بينك وبين أجدادك؟
 لا يظن أحد منا أن أجدادنا كان الواحد منهم طوله مثلاً أربعة أمتار، ويستطيع أن يحمل ألف كيلو، ويخرج النار من فمه لا، الفرق الوحيد أنهم كانوا يطبقون شرع الله على أنفسهم ومجتمعاتهم، فاستحقوا نصر الله وسادوا العالمين، أما البعد عن شرع الله سبحانه وتعالى، والتذاكي عليه والظن أن في خلافه خير، فهو الذي أدى بالمسلمين إلى ما هم عليه الآن.

إذاً: الشرع الإسلامي يقول: إن الأرض التي حكمت بالإسلام ولو لفترة وجيزة من الزمان كأرض فلسطين، أو أي أرض أخرى هي أرض يمتلكها المسلمون إلى يوم القيامة، وهي وقف إسلامي على المسلمين، وليس معنى ذلك: أن النصارى لا يعيشون في أرض المسلمين؛ بل يعيشون ولهم حقوق كثيرة في أرض المسلمين، لكن الحكم والشرع لله سبحانه وتعالى في هذه الأرض. 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020