-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

رابعة العدوية.. أم الخير



أصبح ميدان رابعة العدوية في قلب القاهرة بمصر ميدانا مشهورا بعد أن وقعت فيه مذبحة رهيبة.. فهل تعرف السيدة صاحبة هذا الاسم؟
عرفت رابعة العدوية بلقب "أم الخير" وهي ابنة اسماعيل العدوية وكانت مولاة لآل عتيق في مدينة البصرة بالعراق . وما لبثت ان أصبحت من أعيان زمانها. قال فيها ابن الجوزي (كانت رابعة من خيار أماء الله تعالى) وكانت زاهدة عابدة محبة لله وهي التي استعملت لأول مرة لفظة (الحب) للتعبير عن اقبالها على الله واعراضها عن كل ما سواه.
توفيت رابعة العدوية وهي في زيارة لبيت المقدس عن عمر يناهز الثمانين عاما وذلك في عام 186 هجرية اي 801 ميلادية ولها قبر يزار حتى الآن في جبل الطور وهو من جبال مدينة القدس الآن.

مدرسة العشق الإلهي
رابعة العدوية وكُنيتها أم الخير، شخصية تاريخية شهيرة في عالم التصوف الاسلامي، عابدة وصوفية تعتبر مؤسسة مذهب "العشق الإلهي" ضمن المذاهب الصوفية. عاشت بين عامي 100هـ  و180 هـ.
هي ابنة إسماعيل العدوي، المولودة في مدينة البصرة. وقد أسميت رابعة لأنها كانت البنت الرابعة لوالديها.
عاشت في منزل والدٍ فقيرٍ عابد، توفي وهي طفلة دون العاشرة، وما لبثت الأم أن لحقت بالأب، فوجدت رابعة وأخواتها أنفسهنَّ وحيدات بلا عائل، فذقنَّ مرارة اليتم والفقر والحرمان. لم يترك لهنَّ الوالد من أسباب العيش سوى قارب لنقل الركاب لقاء دراهم معدودة، في أحد أنهار البصرة.
خرجت رابعة لتعمل مكان أبيها، ولتهوِّن عناء الحياة على نفسها كانت تنطلق بالغناء. ثم غادرت مع أخواتها البصرة بعد أن دب فيها جفاف وقحط ووباء وصل إلى حد المجاعة، وما لبث الزمن أن فرق بينها وبين أخواتها، فعاشت وحيدة مشردة.
خطفها لص وباعها بستة دراهم لأحد التجار القساة، فأذاقها التاجر سوء العذاب.
اختلف الكثيرون في تصوير حياة وشخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها السينما كفتاة لاهية تمرّغت في حياة الغواية والخمر قبل أن تتجه إلى طاعة الله وعبادته، في حين يقول البعض أن هذه صورة غير صحيحة ومشوهة لرابعة في بداية حياتها، فقد نشأت في بيئة إسلامية صالحة، وقد حفظت القرآن وتدبرت آياته، وحافظت على الصلاة منذ صغرها. وعاشت طوال حياتها عذراء بتولاً برغم تقدم أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى العبادة ورأت فيها بديلاً عن الحياة الزوجية.
أما الفيلسوف عبد الرحمن بدوي فيفند في كتابه "شهيدة العشق الإلهي" خلاف صورة رابعة بين السينما والحقيقة. إذ يرى أن رابعة وبدلالات البيئة والوراثة، إضافة إلى الاستعداد الشخصي، كانت عابدة ملتزمة ولا يمكن أن يفلت زمامها وهي ابنة رجل أطلق عليه جيرانه لقب "العابد".
تختلف رابعة عن الصوفية الذين كانوا مجرد زُهاد ونُساك، ذلك أنها كانت صوفية بحق، يدفعها حب قوي وعشق، كما كانت في طليعة الصوفية الذين قالوا بالحب الخالص، الحب الذي لا تقيِّده رغبة سوى حب الله وحده.
تمتعت رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية وعشق لله، ومن أشعارها في إحدى قصائدها التي تصف حب الخالق تقول:
عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك... واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك
وكــنت أناجيـــك يـــا من تــرى... خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك
أحبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى... وحــبــــا لأنـــك أهـــل لـــذاك
فــأما الــذي هــو حب الهــــوى... فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك
وأمـــا الـــذي أنــت أهــل لــــه... فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى أراك
فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي... ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك
أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى... وحــبــــا لأنــــك أهـــل لـــذاك
وأشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى... وشـوق لقرب الخلـي من حمـاك
فأمـا الــذي هــو شــوق النــوى... فمسـري الدمــوع لطــول نـواك
أمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــى... فنــار حيـــاة خبت فــي ضيــاك
ولست على الشجو أشكو الهوى... رضيت بما شئت لـي فـي هداكـا.

من أقوالها:
- مُحب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه.
- اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم.
نهاية القول، وحسب اطلاعنا على الكثير من المراجع فإن رابعة العدوية الصوفية... شوهتها السينما وأنصفها الكتَّاب.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020