-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

هكذا سقطت الطائرة الجزائرية



وضع مختصون عددا من الفرضيات التي تقدم تفسيرا مبدئيا لحادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية "آر آلجيري" التي كانت تقوم برحلة من مطار واغادوغو في بوركينافاسو إلى مطار الجزائر الدولي، قبل أن تتحطم ويُقتل جميع ركابها، إثر فقدان الاتصال بها في إزاء مدينة غاو المالية القريبة من الحدود مع الجزائر، فجر الخميس 24 جويلية 2014، وهي الكارثة التي أبكت عائلات في ما لا يقل عن 12 دولة، إضافة إلى الجزائر التي قرر رئيسها عبد العزيز بوتفليقة حدادا لثلاثة أيام.
وحسب ما أكدته بعض المصادر فإن أولى وأقوى الفرضيات هي فرضية سوء الأحوال الجوية وكثرة الغبار التي أدت إلى سوء الرؤية وبالتالي صعوبة التحكم في قيادة الطائرة المحطمة، وتبدو هذه الفرضية الأقرب إلى واقع الحال، خاصة أن معلومات ترددت أشارت إلى أن طاقم الطائرة أرسل نداء استغاثة إلى برج المراقبة، لكن البرج لم يلتقط هذا النداء، فيما التقطته طائرات مدنية كانت قريبة من الطائرة الجزائرية، وهو نداء يشير إلى صعوبات تقنية ناتجة عن سوء الرؤية بسبب عاصفة رملية.
وتقول المصادر نفسها أن الفرضية الأخرى الممكنة، تتعلق بوجود عطل تقني في الطائرة، لكن المصادر نفسها تستبعد صحة هذه الفرضية، بالنظر إلى إعلان هيئة الطيران الفرنسي أن هذه الطائرة تم إخضاعها للرقابة والفحص التقني قبل ثلاثة أيام فقط من الحادث، وذلك في مدينة مرسيليا، وهو ما يؤكد أن الطائرة كانت تستوفي ـ من الناحية المبدئية ـ كل معايير السلامة.
وهناك فرضية أخرى، تتعلق باحتمال أن تكون الطائرة قد تعرضت لعمل إرهابي، خاصة أن المنطقة التي اختفت فيها هي مدينة غاو، التي تنشط فيها مجموعات إرهابية مسلحة، وهي فرضية قائمة، لكن لا يمكن الجزم بها أبدا.


وبعيدا عن التخمينات، يُنتظر أن تكشف التحقيقات الطريقة والأسباب التي أدت إلى الكارثة الجوية التي أدخلت الجزائر في حداد، بالموازاة مع حداد الأمة الإسلامية على ما يحدث في غزة.
يذكر أن الطائرة المختفية من طراز ماك دونالد 83، وهي مملوكة للشركة الإسبانية سويفت اير، ومؤجرة لصالح الجوية الجزائرية. واختفت الطائرة من على شاشات الرادار عندما كانت فوق أجواء مدينة غاو المالية القريبة من الحدود مع الجزائر، ما يعني أنها كانت على مقربة من دخول الأجواء الجزائرية.
وأقلعت الطائرة من واغادوغو على الساعة 2:17 صباحا بتوقيت الجزائر، وكان من المنتظر أن تصل إلى الجزائر العاصمة على الساعة 6:11 صباحا.
ويعود آخر اتصال أجرته مصالح الملاحة الجوية مع طاقم الطائرة إلى يوم الخميس على الساعة 1:55 صباحا بتوقيت غرينتش، بعد 50 دقيقة من إقلاعها.
وأوضح الوزير الأول عبد المالك سلال، أن آخر اتصال بين طاقمها وبرج المراقبة كان فوق عاصمة النيجر نيامي.

الجزائر في حداد
أعلن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الجمعة اثر حادث سقوط الطائرة الاسبانية المستأجرة من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي كانت تضمن الرحلة رقم AH 5017 بين واغادوغو والجزائر حسب ما أفاد بيان لرئاسة الجمهورية.
 وجاء في البيان "اثر الحادث الذي تعرضت له يوم الخميس رحلة شركة الخطوط الجوية الجزائرية الرابطة بين واغادوغو والجزائر والذي خلف 116 ضحية من مختلف الجنسيات منهم ركاب جزائريون، قرر فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الجمعة".

وفاة كل الركاب والعثور على شظايا الطائرة
لم يتم العثور على أي شخص على قيد الحياة عقب سقوط الطائرة التابعة للشركة الاسبانية سويفت إير المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية والتي كانت تضمن رحلة بين واغادوغو والجزائر بعد العثور ليلة الخميس إلى الجمعة على شظايا منها في شمال مالي حسبما أفاد أعوان الإسعاف.
 ومكنت عمليات البحث عن الطائرة وركابها التي شرعت فيها الجزائر منذ الإعلان عن اختفائها في الفضاء الجوي المالي من العثور على أجزاء منها في غوسي على بعد حوالي 100 كم جنوب-غرب غاو التي تعتبر اكبر مدينة في شمال مالي وكيدال.
 وشاركت الجزائر وبوركينا فاسو ومالي والنيجر إضافة إلى فرنسا في عمليات البحث التي مكنت من تحديد أجزاء من الطائرة التي تحطمت كلية ولم يتم العثور على أي راكب على قيد الحياة.
 ونصبت الجزائر فور الإعلان عن انقطاع الاتصال مع الطائرة خلية أزمة ومتابعة كما شرعت في عمليات البحث عن الطائرة وركابها الـ116 منهم 6 جزائريين.
 وكان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة قد أكد مساء الخميس قائلا "يمكننا التأكيد بأن الطائرة تحطمت في التراب المالي مباشرة بعد تخطي الحدود بين بوركينا فاسو ومالي وهناك فرق تتوجه نحو شظايا الطائرة".
 وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلنت أن الاتصال بين مصالح الملاحة الجوية وطائرة للخطوط الجوية الجزائرية كانت تقوم برحلة بين واغادوغو (بوركينافاسو) والجزائر قد انقطع بعد 50 دقيقة من إقلاعها.
ومن جهته أكد السيد لعمامرة أن الطائرة كانت تقل مسافرين من 13 جنسية موضحا أنه لم تكن لديها مشاكل تقنية وأنها خضعت لمراجعات تقنية "تتطابق مع المتطلبات" منذ بضعة أيام بفرنسا.
 وسجل يقول "أود أن أشير إلى أنه طوال اليوم كنا على اتصال بالسلطات المالية التي تجندت للمساهمة في البحث" مضيفا أنه تم إجراء اتصالات لاسيما مع سلطات بوركينا فاسو ووزيري الشؤون الخارجية لفرنسا واسبانيا.

الحركات المسلحة أول من حدد مكان سقوط الطائرة
 وأكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن الحركات المسلحة بشمال مالي تجندت هي الأخرى لتقديم معلومات للسلطات الجزائرية، موضحا أن إحدى هذه الحركات كانت أول من حدد مكان سقوط الطائرة.
 وأضاف يقول "التزمت (الحركات المسلحة) ببذل كل الجهود لاسعاف (المسافرين) وتأمين المكان".
 ومن جهة أخرى صرح السيد لعمامرة أن الحكومة تجندت بكل أعضائها موضحا أن الوزير الاول عبد المالك سلال أشرف على تنسيق عمل مختلف القطاعات الوزارية المعنية لاسيما وزارات الدفاع الوطني والشؤون الخارجية والداخلية.
 وكانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية كانت قد أعلنت أن 116 مسافرا من بينهم 6 جزائريين و6 أفراد من الطاقم كانوا على متن الطائرة من طراز م د-83.
 وكان على متن الطائرة أيضا 50 فرنسيا و24 بوركينابيا و8 لبنانيين و6 اسبان و5 كنديين و4 ألمان و2 من لوكسمبورغ ومواطن مالي وبلجيكي ونيجيري و كاميروني ومصري وأوكراني وروماني وسويسري فيما "يجري التحري" بخصوص 3 جنسيات أخرى.
 ومكنت عمليات البحث عن الطائرة وركابها التي شرعت فيها الجزائر منذ الإعلان عن اختفائها في الفضاء الجوي المالي من العثور على شظايا منها في غوسي على بعد حوالي 100 كم جنوب-غرب غاو التي تعتبر اكبر مدينة في شمال مالي وكيدال.

بوتفليقة يتابع تطورات الملف
 في تصريح أدلى به بمطار هواري بومدين الدولي صرح وزير النقل عمار غول أنه "يحتمل أن بعض اجزاء هذه الطائرة قد شوهدت من طرف السكان المحليين على مستوى منطقة الكثبان ببلوكسي بقرية غوسي المالية".
 وأشار إلى أن عمل خلية الأزمة التي تم تنصيبها متواصل بالتنسيق مع كل الاطراف المعنية" مضيفا أن السلطات الجزائرية المدنية والعسكرية لا زالت مجندة.
 وأوضح السيد غول الذي وجه تعازيه لعائلات ضحايا هذه الكارثة الجوية أنه فور الإعلان عن اختفاء طائرة سويفت إير المستأجرة من قبل شركة الخطوط الجوية الجزائرية تم إرسال طائرة للجيش الشعبي الوطني إلى عين المكان للقيام بعمليات البحث.
 أوضح أن هذه العمليات أجريت بالتعاون مع السلطات المالية والبوركينابية والفرنسية التي "شكرها" على الجهود المبذولة بالرغم من الصعوبات التي تعرفها هذه المنطقة والظروف المناخية الصعبة.
 وبخصوص طائرة الشركة الاسبانية سويفت إير التي استأجرتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية أوضح السيد غول أن "الجهاز يمتلك التراخيص القانونية والتقنية للقيام بهذه الرحلات" مضيفا أن الطائرة تعمل بالجزائر منذ أكثر من شهر وقامت بـ5 رحلات على نفس الخط ". وأضاف السيد غول أن الطائرة أدمجت في أسطول شركة الخطوط الجوية الجزائرية.
 ومن جهة أخرى أوضح الوزير أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يتابع تطور هذا الملف كما هو الشأن بالنسبة للوزير الاول عبد المالك سلال.
 وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن الخلية التي نصبت فور انقطاع الاتصال بالطائرة تعمل في إطار "تنسيق وثيق" مع الخلية التي يترأسها وزير النقل و قامت "فورا بالاتصال بالسلطات المالية والنيجيرية وكذا مع شركاء آخرين من بينهم
مسؤولين من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) بهدف المساهمة في جهود البحث عن الطائرة المفقودة".

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020