الشيخ بن خليفة
عذرا على استخدام هذا التعبير
"الداعشي" العنيف والقاسي والمؤلم و"الإرهابي"، ولكنه التوصيف
الأقرب لما بات عليه المجتمع الجزائري الذي كان هادئا وكان محافظا وكان لطيفا، قبل
أن تتفشى فيه من الأوبئة الأخلاقية والأمراض الاجتماعية ما لا طاقة للإنسان السوي
به، مثلما لا طاقة للمسلمين بجرائم التنظيم المسمى الدولة الإسلامية
"داعش" التي ينسبها ظلما وعدوانا للإسلام، والإسلام منها براء..
المجتمع الجزائري الذي هبّ عن بكرة أبيه
مستنكرا الجريمة الشنيعة التي راح ضحيتها اللاعب الكاميروني الراحل آلبرت إيبوسي،
هو نفسه المجتمع "الداعشي" الذي يعيش عنفا غير مسبوق في الأسرة والشارع
والمدرسة وحتى في المساجد أحيانا مجتمع "داعشي" يقطع فيه الأخ رأس أخيه
من أجل مائة دينار يشتري بها "مورصو زطلة".. وهو نفسه المجتمع الذي يقطع
فيه الزوج رأس زوجته لأنها تأخرت في إعداد العشاء لانشغالها بإسكات رضيعها.. وهو
نفسه المجتمع الذي يقتل فيه الابن أمه وأباه من دون سبب، ويموت و"يعوّق"
فيه العشرات على الطرقات يوميا بسبب ومن دون سبب..
مجتمع تخرج فيه الأم المربية على الساعة
السابعة صباحا وتعود بعد العصر، تاركة للشارع "الداعشي" مهمة "تربية"
وليدها، من السهل أن يتحول من مجتمع محافظ هادئ إلى مجتمع "داعشي" يُقتل
فيه اللاعبون في الملاعب، ويلعب فيه القتلة بالأرواح في كل مكان..
أي نعم هذه الأمور يستهجنها ويستنكرها
ويدينها غالبية الجزائريين، لكنهم شركاء فيها أو في بعضها، بشكل أو بآخر، ولن يغير
الله ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا صلاح لحالهم دون إحياء فريضة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر..