بعد أن استبشر كثيرون خيرا بالأنباء التي تم تداولها
بخصوص إمكانية إدراج التربية الإسلامية كمادة رئيسية يتلقاها تلاميذ الأقسام
التحضيرية، بهدف تعليم صغار التلاميذ أصول الدين ومكارم الأخلاق، وهو "قرار
افتراضي" تمنينا تطبيقه في أقرب الآجال، في ظل حالة التيه الروحي والضياع
الأخلاقي الرهيب الذي تعيشه الأجيال الجديدة، وبعد أن أشارت بعض المصادر إلى أن
وزارة بن غبريط تفكر في الاستعانة بمعلمات المدارس القرآنية لتدريس تلاميذ
"الحضانة" التربية الدينية وتلقينهم بعض قصار السور والأخلاق الأساسية
.. نسفت وزارة التربية كل هذه الأحلام "الوردية" حين كلفت نفسها عناء
إصدار بيان "صادم" نفت فيه بشدة هذه الأنباء، وكادت أن تقول أن هذه
الأنباء مغرضة!
وزارة التربية الوطنية قالت في بيانها أنه لن يتم توظيف
معلمات المدارس القرآنية لتأطير تلاميذ الطور التحضيري في المدارس العمومية، وهو
ما يعني أنها لا تفكر، على الأقل في الوقت الحالي، في إدخال التربية الإسلامية ضمن
برنامج "التحضيري"..
وذكرت وزارة بن
غبريط في ردة فعل على بعض ما نشرته الصحف أن "مسألة توظيف معلمات المدارس
القرآنية لتأطير تلاميذ الطور التحضري في المدارس العمومية لم تكن يوما واردة بل
الأمر على العكس تماما إذ يتعلق الامر بتزويد المدارس القرآنية بالخبرة العلمية والبيداغوجية
الضرورية لتمكينها من آداء مهمتها النبيلة".
وحسب ذات المصدر فان الأمر يتعلق أيضا بالشروع
في تأطير المعلمات في مجال التكوين في الطور التحضيري.
في
هذا الشأن تمت مباشرة تفكير "على أعلى مستوى" بين وزارتي التربية
الوطنية والشؤون الدينية والأوقاف.
وسيفضي حسب البيان إلى تنسيق "أمثل"
كفيل بالسماح للأطفال في سن التمدرس في الطور التحضيري باكتساب القواعد
"الضرورية" لنجاحهم في الطور الابتدائي.
وبخصوص تسيير المدارس الابتدائية توضح الوزارة
بأن قانون البلدية "واضح" حيث أن التسيير المادي للمدارس الابتدائية
تابع للبلديات (النظافة والصيانة والمطاعم والنقل والتدفئة...). وتعد الوصاية
البيداغوجية "من الاختصاص الاستثنائي" لوزارة التربية الوطنية.
و بشأن هذه النقطة الأخيرة "أطلق" تفكير بهدف
"تخفيف العبء الثقيل" الذي تمثله الأعباء اليومية المرتبطة بهذا التسيير
المادي بالنسبة لمديري المدارس الابتدائية.
في
هذا الصدد عبرت وزارة التربية الوطنية عن "عزمها الثابت" على إعادة
إعطاء الطابع البيداغوجي والتربوي "مكانته" ضمن صلاحيات مدير المدرسة
الابتدائية.
على كل حال نأمل أن تدرك وزارة بن غبريط بأن أطفالنا
بحاجة إلى الأخلاق أيضا.. وحاجتهم للدين والأخلاق أهم وأولى من حاجتهم لتعلم
الأبجدية وبعض التمارين الرياضية..