أزاح الدكتور عثمان سعدي، رئيس الجمعية
الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية، الستار عن "الجانب المظلم" لشخصية
الكاتب الصحافي الفرونكفوني كمال داود الذي فاز بعدة جوائز أدبية خلال السنة
الجارية، حين كشف أن هذا الأخير يكن عداء شديدا للغة العربية، بل والأكثر من ذلك
لم يتردد في التطاول على القرآن الكريم.
وفي مقال حمل عنوان "كمال داود.. جزائريٌ سخّر قلمه
لمحاربة الإسلام والعربية"، نشرته صحيفة "الشروق اليومي" في عدد
الأربعاء 10 ديسمبر 2014، قال سعدي أن كمال داود "عُرف بأنه عدوّ مناهض للغة
العربية، وعدو لكل ما هو عربي، يمقت كلمة عربي ويضعها دائما في كتاباته بين
مزدوجتين".
كما أشار سعدي إلى أن الكاتب المذكور الذي بات محل
احتفاء الإعلام الفرنسي والصهيوني لم يتردد في التطاول على القرآن الكريم في إحدى
رواياته، حين تحدث عنه بعبارات مهينة تعكس العداء الذي يكنّه هذا
"الشخص" للإسلام والعروبة.
وواصل عثمان سعدي مقاله الفاضح لداود قائلا:
نشر كمال داود في (لوكوتيديان دورون) يوم 17 / 12 / 2009
مقالا بعنوان (المحو الحتمي للاستعمار الأفقي) يعلن فيه: "إننا نحن
الجزائريين لسنا عرباً وأن اللغة العربية المقدسة جدا لغة ميتة جدا... إن
الاستعمار الأفقي العربي خلق منا مستعمَرين للعروبة... إنني جزائريٌ ولغتي هي
اللغة الجزائرية وليست العربية". وكتب في الصحيفة الفرنسية (الفيغارو ليتيرير
عدد 16/10/2014) فيقول: "أنا أكتب بالفرنسية ولا أكتب بالعربية، لأن هذه لغة
مفخّخة بالمقدّس".
إساءات
للإسلام..
في أكتوبر 2013 نشر روايته التي مرّت بدون اهتمام، رواية
(ميرسو.. تحقيق مضادّ)، هذه الرواية ليست سوى محاكمة ضد الجزائريين وثقافتهم، وضد
الإسلام، التي تعتبر عنده عناصر حصرية، وهكذا يكتب عن القرآن فيقول: "أحيانا
أتصفح كتابهم، الكتاب الذي أجد فيه لغوا غريبا، ونحيبا، وتهديدات، وهذياناً،
تجعلني أشعر بأنني أستمع إلى حارس ليلي عجوز وهو يهذي..." (صفحة 8). والعياذ
بالله، وعن جيرانه الجزائريين يقول: "أطفالهم تعجّ كالدود على جسدي"
(صفحة 79). ويتكلم عن مدينة الجزائر فيقول عنها "إنها عاصمة بشعة".
* في 25 جوان 2014 نشر كمال داود في موقع Algerie focus مقالا عنوانه (جبهة التحرير الوطني أكرهك) قال
فيه: "قتْلُ جبهة التحرير الوطني كقتْل فرنسا المستعمَرة، هذا ما كانت تتمناه
فرنسا. أمنيتي أن أرى جبهة التحرير تُعدم على حائط وأن أبصق على جثتها، أن أراها
مدمّرة تدميرا لم تتمكن فرنسا من تحقيقه". المقصود هنا ليست جبهة تحرير الآن
وإنما جبهة التحرير 1954ــ 1962.
* في 19 نوفمبر 2012، أثناء القَنْبلة الأولى على غزة، نشر كمال
داود مقالاً في موقع Algerie Focus قال فيه
"إسرائيل تقنبل غزة هذا تقريبا تفاصيل في حوادث الشعبين المُزمنة... إن
فلسطين هي البلد الذي يُستعمل في القول بأن الإسرائيليين هم سيّئون بطبعهم بحيث
يُنسى بأن العرب أكثر سوءاً". هذا المقال لم يلفت الانتباه في ذلك الوقت
بالرغم من أن (جمعية أوروبا - إسرائيل) نشرته.
ولكن هذه المرة مقاله عن جبهة التحرير يلفت الانتباه في
هذه الأوساط، وهكذا بعد أيام من صدوره أي في 6 جويلية 2014 يكتب بيير أسولين عضو
مجلس التحكيم لجائزة غونكور مقالا طويلا في موقع (جمهورية الكتب) بعنوان (الغريب
الآخر) يشيد فيه -بحماسٍ- برواية كمال داود بحيث سيصبح من أكبر المتحمسين لكمال
داود.
إن بيير أسولين مناضلٌ
صهيوني، ينشط بقوّة في نشاط (مجلس تمثيل المؤسسات اليهودية بفرنسا). إنه مشاركٌ في
تحرير أسبوعية (الوقائع اليهودية). زوجته أنجيلا يغداروف عضو نشط في (المنظمة
العالمية للنساء الصهيونيات). بيير أسولين كان قد فاز بالجائزة الأوروبية لهذه
المنظمة.
في جوان 2012 هاجم بيير أسولين بعنف سفيرَ فلسطين في
منظمة اليونيسكو السيّد إلياس صنبر بسبب انتقاده لزيارة الكاتب الجزائري بوعلام
صنصال لإسرائيل. هل كمال داود على خط سير صنصال؟
وغداة انعقاد مجالس الجوائز الأدبية الفرنسية، عاد كمال
داود هكذا في صميم أيام قَنْبلة غزة، فكتب في صحيفة "يومية وهران Le Quotidien d'Oran"،
مقالا يوم 12/7/2014 بعنوان (لماذا أنا غير نصير لفلسطين؟) قال فيه: "إن
العالم الذي يُقال عنه عربي يعتبر وزنا معطِّلا في بقية الإنسانية.. ويقارن الوضع
في غزة بالوضع في وادي ميزاب بجنوب الجزائر".
الصحافة
الفرنسية ــ الصهيونية: "كمال داود مقاوم"!
ومنذ الآن صارت الصحافة الفرنسية ــ الصهيونية تصف كمال
داود بـ(المتمرد المقاوم). وفي 25/07/2014 يعيد موقع (عِشْ في تل أبيب) نشرَ مقال
محمد قاسيمي: (هل لا بدّ من حرق كمال داود؟) الذي يدافع فيه عن كمال داود.
أسبوعية لوبوان
التي تعتبر المجال الذي يمرح فيه الصهيوني برنار هنري ليفي تدلي بدلوها وتنشر
لكمال داود مقالا يوم 24 / 7 / 2014 يستنكر فيه المسيرات التي ساندت فلسطين في حي
باربيس في باريس المشهور بإقامة الجزائريين فيه، علماً بأن هذه الأسبوعية تؤيد
باستمرار إسرائيل.
وهكذا تصاعد
بفرنسا الاهتمام برواية كمال داود (ميرسو.. تحقيق مضاد) ففي 21 / 7 / 2014 أياما
قليلة بعد مقاله الجديد عن غزة تنشر في
(باري ماتش) إشادة كبيرة برواية كمال داود رفيقةُ فرانسوا هولاند السابقة فاليري
ترييرويير. وتلحق صحفٌ أخرى بالإشادة، فتوضع الرواية في قائمة الجوائز الأدبية:
غونكور، جائزة رونودو. وتحصل الرواية على جائزة فرونسوا مورياك، ثم على جائزة
القارات الخمس للفرانكفونية.
وفي 5 نوفمبر
2014 وهو يعبر عن غمّه بعدم حصوله على جائزة غونكور يصرح كمال داود لوكالة الأنباء
الفرنسية بما يلي: "إن مجلس التحكيم لغونكور ضيّع فرصة تاريخية في الانفتاح
على بقية العالم، لأنه في المغرب هذه الجائزة كانت منتظرة جدا، وعبر عن ذلك كرسالة
ثقيلة في معناها". ومعنى ذلك أن الجائزة غير موجهة لنوعية الرواية كعمل أدبي،
لكن (توجيه رسالة للمغرب) أين الفن الأدبي في كل هذا؟..
ولا يسعنا إلا أن نشكر الدكتور عثمان سعدي على جهده
ونضاله دفاعا عن ثوابت الأمة، وأن نرفع أيدينا إلى الله عز وجل لندعوه ألا يؤاخذا
بما فعل السفهاء منا.. آمين.