شكرا
لـ"صحف الدفاع عن الثوابت والمقدسات"..
نصرة
الحبيب وسام شرف للجزائريين
*
شتان بين جماعة "كلنا محمد".. وبين من جعل "برج إيفل" قبلته!
ـ
الشيخ بن خليفة ـ
نصرة الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم تكون باتباع سنته والالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، لا خلاف في ذلك،
ومن يدّعي حب المصطفى عليه أن يثبت هذا الحب من خلال التأسي بأخلاقه السامية، ولا
يكفي أن تقول "أنا أتبع محمد" ليفرح بك محمد عليه الصلاة والسلام ويرضى
عنك رب العالمين..
لكن دعونا لا نبخس الناس
الذين خرجوا في مسيرات لنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلام ـ والذين عبّروا
عن رفضهم المطلق لحماقات وإساءات سفهاء باريس وشيعتهم وأشباههم وأذنابهم ـ
أشياءهم، فالهبّة التي أخرجتهم إلى الشوارع، وأيقظت في نفوسهم هويتهم الدينية
العميقة لا تستحق أن تحطمها بعض الكتابات والقراءات البائسة التي حاولت نسف كل شيء
فعله الجزائريون طيلة الأيام الماضية ردا على "شارلي إيبدو" لمجرد أن
بعض المراهقين والشباب، وهم قلة قليلة، رفعوا شعارات تمجد "داعش" التي
صنعتها مخابرات أمريكا، و"الأخوين كواشي" اللذين مسح فيهما نظام باريس
الذي يضع هولاند في واجهته "موسى مسرحية شارلي"..
أي نعم التطرف لا مبرر له،
لكن لا مبرر أيضا للسكوت الآن عن إساءات للإسلام والمسلمين ومقدساتهم، لاسيما أن
الأمر لم يعد يقتصر على رسومات كاريكاتيرية سخيفة أخذت أكبر من حقها في التعاطي
الإعلامي بل صار يمتد إلى تهديدات واعتداءات على أتباع محمد ومساجدهم في أوروبا من
قبل دعاة "الحرية والإخاء والمساواة" الذين خرج أذنابهم ببلادنا من
جحورهم، وراحوا يعلنون الحرب على الشرفاء المنتصرين للإسلام ورسول الرحمة السلام..
ما فعله ملايين الجزائريين
من خلال تحركهم العفوي بعد تجدد الإساءات الصهيو ـ صليبية للإسلام أمر مشرّف جدا
نرجو أن يتعزز بمزيد من الالتزام الديني وتحرير المجتمع من الآفات الأخلاقية
المتنامية، وفي مقدمتها الفساد بكل أشكاله..
كما أن ما قامت به "صحف
الدفاع عن الثوابت والمقدسات" في إطار نصرة الحبيب، والتصدي لخبثاء الخارج
وسفهاء الداخل، قد يكون أضعف الإيمان، ولكنه سيبقى وسام شرف على صدر كل من شارك في
الجهد الإعلامي المبذول من قريب أو بعيد، فنصرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،
والدفاع عن ثوابت الأمة ومقدساتها واجب يتشرف بالقيام به الأشراف من أبناء
الجزائر، دون أن يستقصدوا من وراء ذلك جزاء ولا شكورا..
في المقابل، سيكتب التاريخ في
سجلات العار خرجة "عملاء فافا" من المنتسبين إلى الجزائر الذين لم
يكتفوا بعدم نصرة دين ورسول الأمة التي يُفترض أنه ينتمون إليها، وهو رسول
للعالمين أيضا، بل ارتكبوا من الجرائم ما هو أكبر من ذلك، حين سقطوا في مستنقع
الدفاع عن "شارلي إيبدو"، ولم يكتفوا بذلك أيضا، فراحوا يتهجمون بلا وجه
حق على الأحرار الذين لا يخشون أن تمنع عنهم "فافا" تأشيرة دخول أراضيها
غير المقدسة، وشتان بين الأشراف الأحرار و"الحركى" الأشرار.. شتان بين
من يدعو الله أن يهديه ويرضى عنه ويرزقه زيارة بيته المحرم وبين من جعل قبلته
"فافا" طالبا رضاها صبحا وعشية، وجاعلا "كعبته" برج إيفل..
أي نعم، نصرة الإسلام
والرسول الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام لا تكون بالكلام فقط، ولكن من يدري قد
تكون هذه الهبّة التي يصفها البعض بالغوغائية مجرد بداية لصحوة دينية عميقة، وقد
رأينا كيف أن بعض الشباب باتوا يتنادون بصيام الإثنين والخميس إحياء لسنة خير خلق
الله، وصاروا يتواصون بصلاة الفجر وبر الوالدين والمودة والرحمة وإحياء فضيلة
وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولعل هذا "أخطر" ما يخشاه
"أهل المنكر".. هدانا لله وإياهم..