على شاطئ البحر وعلى أصوات
الموج بدأ تنظيم "داعش" عرض التسجيل الخاص بمشاهد ذبح الـ 21 مصريًا كانوا
مخطوفين بليبيا لديهم وهم يرتدون الملابس البرتقالية يسيرون بشكل منظم كأنهم صف
وأيديهم مكتوفة من الخلف، ويمسك بعنق كل فرد فيهم شخص من التنظيم ملثم يرتدي زي
أسود..
وقبل أن ينتقل للمشهد التالي
بالتسجيل تظهر عبارة مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية عبارة عن رسالة موجهة
لأهالي الضحايا من الأقباط وهي: "رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب"،
وهي في الحقيقة رسالة صادمة لكل الأسوياء في العالم الذين صدمتهم بشاعة
"داعش"، ولكنها لم تنطل عليهم خدعه "السينمائية، حيث لم يستبعد
متتبعون أن يكون الأمر مدبرا في مخابر استخبارات غربية من مصلحتها ما جرى ويجري في
ليبيا، خصوصا بعد مسارعة النظام الانقلابي في مصر إلى شن غارات على بعض المواقع في
ليبيا.
وبشكل يبدو دراميا ومنظما، وكأن
الأمر يتعلق بفيلم تم إخراجه في هوليوود، تلتقط الكاميرات مشاهد أثناء سير الضحايا
ويظهر صوت البحر في الخلفية ومكتوب باللغة العربية "ساحل ولاية طرابلس على
البحر الأبيض المتوسط" ثم يبدأ عناصر التنظيم في توقيفهم أمام الساحل كبينان
مرصوص بجوار بعضه البعض.
وفي المشهد التالي يجبر عناصر
التنظيم، الضحايا على أن يجلسوا أرضًا على الرمال على ركبهم وتظهر على الشاشة
عبارة: "رعايا الصليب من أتباع الكنيسة المصرية المحاربة"، وتظهر
الكاميرا كل فرد من الـ21 وخلفه أحد عناصر التنظيم يمسك بعنقه من الخلف.
وينتقل التصوير بعد ذلك لقائد
عناصر التنظيم في تلك العملية بزي مختلف عن باقي العناصر معه وكان ملثمًا ولكنه
يتحدث باللغة الإنجليزية، وظهرت ترجمة العبارات على الشاشة، والتي قال فيها وهو
يشير بيده بقوة للأمام مخاطبًا الجميع من خلال الكاميرا: "الحمد لله القوي الأمين
والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين.. أيها الناس لقد رأيتمونا على
تلال الشام وسهل دابق نحز رؤوسا لطالما حملت وهم الصليب، وقد تشربت الحقد على
الإسلام والمسلمين، واليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا، نرسل رسالة
أخرى، أيها الصليبيون إن الأمان لكم أماني لاسيما أنكم تقاتلونا كافة فسنقاتلكم
كافة حتى تضع الحرب أوزارها، فينزل عيسى عليه السلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير
ويضع الجزية، وأن هذا البحر الذي غيبتم به جسد الشيخ أسامة بن لادن تقبله الله أقسمنا
بالله لنشوبنه بدمائكم".
ثم يعود الفيديو بعد ذلك لمشهد
الضحايا وهو ما زالوا جالسين على ركبهم لثوانٍ يبدأ بعدها دفعهم جميعًا للأمام
ليفترشوا الرمال ويقوم العناصر من التنظيم بذبحهم من الخلف.
وخلال عملية الذبح كانت تذاع
بعض الأناشيد لم تظهر الكلمات جيدًا سوى أنها تعبر عن الجهاد حسب زعمهم، ويقول
قائد العملية خلالها إتمام عملية الذبح: "والله لنثأرن.. ولو بعد حين
لنثأرن". ويُظهر التسجيل بعد ذلك رؤوسهم بعد أن قطعت ودماءهم قد ملأت الرمال.
ثم يظهر قائد المجموعة وهو يشهر
سيفًا أو سكينًا ويقول بالإنجليزية والترجمة على الشاشة: "سنفتح روما بإذن
الله، وعد نبينا صلى الله عليه وسلم".
ويختتم الفيديو بمشهد لمياه
البحر وقد اختلطت بدماءهم، فصار مكسوًا بالحمرة وظلت الكاميرا على تلك المياه
المختلطة بالدماء حتى نهاية التسجيل.
وتجدر الإشارة إلى أن الفيديو
يُظهر استخدام التنظيم تقنيات عالية المستوى، ومؤثرات بصرية وصوتية في التصوير
لعملياتهم، لا تتوافر إلا في "هوليود"، حيث يتم بواسطتها إنتاج أهم
الأفلام العالمية.
ويشار إلى أن أهالي المختطفين
أكدوا عقب معرفتهم بالحادث أنهم يحمّلون الدولة والسلطات الانقلابية المسئولية
الكاملة عن ما تعرض له أبناءهم، وقد قال والد أحد الضحايا في مداخلة هاتفية على
قناة "النهار" الفضائية: "الرئيس ما اتحركش ومعملش حاجة.. الدولة
كلها لو كانت اتحركت مكنش حصل كده لولادنا".