انتقل
إلى رحمة الله تعالى، صباح الأحد 08 فيفري 2015 الموافق لـ18 ربيع الثاني 1436، الشيخ
العلامة محمد الأكحل شرفاء، وهو عالم جليل من علماء الجزائر، والرئيس الشرفي
لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد أن وافته المنية عن عمر ناهز التسعين عاما،
ويُعد الفقيد أحد الأوفياء لنهج جمعية العلماء المسلمين الوطني الإصلاحي طيلة
مسيرة حياته الحافلة بالإنجازات، وتعتبر وفاته خسارة كبيرة للجزائر.
ونعت جمعية المسلمين الجزائريين في بيان رسمي، فقيدها
محمد الأكحل شرفاء ووصفته بتلميذ الإمام عبد الحميد بن باديس..
الراحل
في سطور..
الشيخ
محمد الأكحل من مواليد "أغيل علي" ببني شبانة دائرة بني ورتيلان ولاية
سطيف.. تعلم القرآن عن والدته كلثوم ابنة العالم المحقق الشيخ سعيد البهلولي إلى
أن بلغ سورة "يس"، ثم استأنف تعلمه على يدي عمه الشيخ محمد سعيد شرفاء
الإمام بمسجد القرية، وأتم حفظه على يدي الشيخ العربي ولعربي التحاق بالجامع
الأخضر بقسنطينة. وانتظم في سلك طلبة الشيخ عبد الحميد بن باديس واستمر ينهل من
مناهل العلم، ويقتبس من أنوار الهداية والنهضة القومية الجزائرية إلى أن توفي
الشيخ عبد الحميد بن باديس في 16 أفريل 1940، فخلفه الشيخ مبارك الميلي، الذي أتم
العمل الدراسي لطلبته بعسر شديد نظرا لمرضه المزمن.
أسس
مدرسة في قرية "القاع أوزرو"، وأشرف عليها، وكان يعلم فيها صباح كل يوم
على أن النصف الثاني منه يصرف على الناس في الوعظ والإرشاد والاتصالات بالجمعة،
فكون نخبة من التلاميذ التحقوا بجامع الزيتونة، وبمعهد عبد الحميد بن باديس
بقسنطينة، وكون من الكبار رجالا مصلحين يعتمد عليهم في الحركة الإصلاحية، فمنهم
أسس شعبة جمعية العلماء وترأسها، فكان العمل الذي برزت به الشعبة هو بناء مسجد في
الجمعة مع أقسام للتعليم تابعة له، وأطلق عليه اسم الشيخ الفضيل الورتلاني، زاره
الشيخ البشير الإبراهيمي في خريف 1948 وصلى فيه بالناس أول صلاة للعصر، وكانت
أعمال البناء لازالت قائمة فيه.
واشتغل
الشيخ شرفاء بالتعليم حيث عيّن غداة الاستقلال بثانوية عقبة أستاذا لينتقل بعد ذلك
في عدة ثانويات بالعاصمة من سنة 1962 إلى 1973 وأخيرا نقل أستاذا إلى معهد التكوين
التربوي مصطفى خالف ببن عكنون الذي بقي فيه لمدة 8 سنوات. بعدها انتدب إلى وزارة
الشؤون الدينية مفتشا عاما سنة 1986، وهي السنة نفسها التي أحيل فيها على التقاعد.
كان
الشيخ محمد الأكحل شرفاء، الذي قضى أكثر من 34 سنة في تفسير القرآن الكريم بنادي
الترقي بالعاصمة، وجها تلفزيونيا معروفا قدم عشرات الأحاديث الدينية المتلفزة، كما
كان يشارك باستمرار في مختلف المحاضرات والملتقيات والمؤتمرات الدينية داخل الوطن
وخارجه، وقد قام بتقديم دروس دينية في الحرمين الشريفين في مواسم الحج باسم البعثة
الجزائرية، وكذا مشاركته باستمرار في ملتقيات الفكر الإسلامي والدروس الحسنية
بالمغرب.
انتخب
الشيخ شرفاء نائبا لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في مؤتمر الجمعية سنة
2008، وكان يقدم إلى غاية وفاته دروسا دينية بثلاثة مساجد بالعاصمة هي
"القدس" بحيدرة، "أبي حنيفة" بالمقارية و"معاذ بن
جبل" بباش جراح...
من
أقوال الشيخ شرفاء
في
الإسلام:
- الإسلام لا يتحقق أبدا فيمن يقول ولا يفعل ويعلن ولا يلتزم.
في
الوطن:
- إنه الجزائر البلد العزيز الذي أنتج الوالد وما ولد، والذي يجب
أن تهون كل التضحيات من أجل خدمته بأمانة ومكابدة كل الصعاب للحفاظ عليه.
في
المجتمع:
- لا يمكن بناء الإنسان المسلم إلا داخل المجتمع المسلم.