عاد
قلم الشاعر العراقي البارز أحمد مطر، ليمطر من جديد، وسجل هذه العودة
"المفاجئة" بقصيدة "مأساوية" يلخص فيها أوضاع العرب، مخاطبا
فيها ابنه، و"راجيا" منه ـ على سبيل المجاز ـ أن لا يكبر، لأن أوضاع أمة
العربان لا تسر إلا الأعداء، ولكن بقليل من البحث، يتبيّن أن القصيدة المذكورة
ليست للشاعر أحمد مطر، بل هي "بأسلوبه وعلى طريقته" فقط ـ إن صح الوصف ـ
حيث أن كاتبها الأصلي شاعر يمني اسمه سلطان عبد الله حسين الوصابي.
وعاد اسم أحمد مطر
المقيم في لندن منذ فترة طويلة، إلى الواجهة بقوة من خلال "القصيدة
المأساوية" التي نسبها فايسبوكيون إليه "زورا"، ودون التحقق من
هوية كاتبها، لاسيما أنها تحمل لمحات من أسلوب أحمد مطر، بشكل جعل كثيرين من
قرائها يصدقون أنها له، قبل أن يشير آخرون إلى أن القصيدة كتبها الشاعر اليمني سلطان
عبد الله حسين الوصابي.
ويرى متتبعون أن
عددا من القصائد المتداولة المنسوبة في الآونة الأخيرة لأحمد مطر لم يكتبها، بل
كتبها آخرون غير معروفين على طريقته، ومنهم من وقع ضحية "فوضى الفايسبوك
وتويتر"، فيما يقوم آخرون بنشر قصائدهم ونسبتها إلى أحمد مطر حتى تحظى
بمقروئية كبيرة أو لـ"حاجة في نفس يعقوب"..
للإشارة، فقد انتقل أحمد
مطر ـ وهو شاعر عراقي الجنسية ولد سنة 1954م في قرية التنومة، إحدى نواحي شط العرب
في البصرة ـ إلى العاصمة البريطانية لندن عام 1986، ومن لندن سافر إلى تونس ليجري
فيها اتصالات مع كتابها وأدبائها، ثم رجع قافلاً إلى لندن ليلقي التي يبستقر فيها
بعيدا عن الأضواء، حتى أيامنا هذه..
وفينا يلي جزء من
القصيدة المذكورة المنسوبة إلى أحمد مطر:
فهمت الآن
يا ولدي لماذا
قلت
لا تكبر؟!
فمصرٌ
لم تعٌد مصراَ
وتونس
لم تعد خضرا
وبغدادٌ
هي الأٌخرى
تذوق
خيانة العسكر..
وإن
تسأل عن الأقصى
فإن
جراحهم أقسى
بني
صهيون تقتلهم
ومصرٌ
تغلق المعبر..
وحتى
الشام يا ولدي
تموت
بحسرةٍ اكبر
هنالك
لو ترى حلبا
فحق
الطفل قد سٌلِبا
وعرِض
فتاةُ يٌغتصبا
ونصف
الشعب في المهجر.
صغيري
إنني أرجوك لا تكبر
فأُمتنا
مٌمزّقةٌ
وأٌمتنا
مقسّمةٌ وكل دقيقةً تخسر
وحول
الجيد مشنقةٌ
وفي أحشائها
خنجر
هنا
سيسي
هنا
سبسي
هنا
حوثي
هنا
حفتر
هنا إيران
وأمريكا
وإسرائيل
وابن
عمر
هنا
عربي يخذلنا ومسلم جاء ينحرنا
وإرهابي
يفجرنا ولا ندري لِم فجّر؟..
رساله الى ولدي امجد ...||
ردحذفمكانكَ ضل ياولدي
فلاتكبر
لديك طُفولةَ الدنيا
وجنة عالمٍ أصغر
لديك براءةٌ أشهى
إلى قلبي من السكر
منحتُكَ كُل هذا الحُبَ
لا أسمى ولا أصفى ولا أطهر
أريدكَ هكذا طفلاً
فلاتكبر
ولاتحمل هُمومَ الوالدَ المقهور
ياولدي ولا تُقهر
مكانك ضل ياولدي
فلاتكبر
لأنك في بلادٍ
حاكموها الغولَ والبربر
لأن الناس ياولدي
بمرحلة من التاريخ
لازالت هي الأخطر
وإن الناس أميون
لا أكثر
لأن الأرض ماعادة هي الدنيا
لنعمرها فلن تعمر
هنا الإنسان ياولدي
برغم حقارة الدنيا
وزخرفها هو لأحقر
هنا الإنسان ياولدي
مجرد رغبة حمقاء
سافرةٍ
بلا مظهر
فنزرع من بذور الخير أبكاراً
فلم تظهر
وتنبت في قلوب الناس
شيئا من بذور الشر.
وإني ألان ياولدي
رأيتُ الشر قد أثمر.
مكانك ضل ياولدي
فلا تشقى ولا تكبر
بلادُك نِصفُها سجنٌ
بلادك نصفها عسكر
هنا قتلٌ وإذلالٌ بلون دمائنا الأحمر
هنا ذُلٌ ومفسدةٌ
هنا سجنٌ هنا مخفر
هنا فقرٌ وتجويعٌ
وظُلمٌ جاثم أغبر
هنا نذلٌ يحاربنا
بقلبٍ قُد من مرمر
هنا الأطفالُ ياولدي
تُباعُ بمهدها الأصغر
هنا الأطفالُ عاملةُ
وناصية وجائعة
فلا تظفر
بخبز أو بملعقةٍ من ألليمون
أو كأسٍ من السكر
نصارعُ موجةَ الأسعار
مابين اللظى والحر
فلا شمعُ ولا زيتٌ ولا جبنٌ ولازعتر.
نعيشُ تعاسة عمياء نكسرها ولا تكسر
مكانك ضل ياولدي
فلاتكبر
فإن أبوك ياولدي
بلا قلمٌ ولادفتر
ليكتب شعرة الأبتر
مكانك ضل ياولدي
فلاتكبر
تحاشا عيشنا الأغبر
نشد رحالنا دوماً
لنقصد ذلك المهجر
تضيعُ سنيننا بحثا
عن المأوى عن المتجر
فلابيتُ ولا خبزٌ
ولامرعى ولامزهر
نتوه بكلِ منعطفٍ
وعَودُ شبابنا يُكسر
فلا ليلى ولا عبلة
ولا قيس ولاعنتر
نخاف على عقيدتنا
فنخفيها ولا نجهر
فأمريكا تراقبنا وتأمرنا ولا تؤمر
هنا الأخدود ياولدي
سيوقد بعدما يحفر
ومن يدري فقد نُؤسر
ومن يدري فقد نُقبر
بكوبا مثلما الباقون
أو بشمالِ مدغشقر
أخيراً
نحن ياولدي
نأمل أننا نُحشر
ويلقانا رسول الله
في المحشر
فيسقينا بيوم الحر
أقداحا من الكوثر
ونرجو من إله العرش
أن ذنوبنا تُغفر
هنالك لا ولن نخسر
هنالك عالم آخر
هناك جناننا الأعلى
هنالك حظنا الأكبر
هنالك تنتهي الأعلام
والرايات تدمر
فلا اسود ولا ابيض
ولا أحمر ولا أخضر
هناك سنترك الأحزاب
والقانون للأقدر
هناك الله ياولدي
يكرمنا فنتحضر
ويرفعنا فنتطور.
وبعد اعوام عديدة
أتذكٌر
أنني قد قلتها في مهدك الأصغر؟
يتيمٌ أنت يا ولدي
وهذا اليٌتم يحزنني
وأشعر أنني أكثر
فقيرٌ أنت يا ولدي
وحالي لم يزل أفقر
وحيد أنت يا ولدي
كأنك هكذا تشعُر.
ألم تذكُر
بأن قصيدتي العصماء
قبل سنين في الدفتر
تخاطبك القصيدة أنت يا ولدي
تريدك دائماً طفلاً
فلا تشقى ولا تكبر
كبرت الان ياولدي
وهذا الحزن
مثل الظل
يكبر كلما تكبُر.
وهذا السوء يا ولدي
يرافقنا
يراقبنا
يعاقبنا ولا يضجر
تسوء حياة أُمتِنا ونحن
بحُزنِها نظفر
تجرعنا مآسينا
فلا خلٌ يواسينا
كأنّ الحظ ناسينا
وكان بغيرنا أجدر
وقادتنا... أزال الله قادتنا
بريحٍ صرصرٍ أغبر
نثور بوجه طاغيةٍ
حقيرَ ٍتافهٍ أزعر
فيأتي حاكمٌ أحقر
نثور ليسقُط الغجري
ويأتي ساقطٌ أغجر
تنظفهُ مغاسلهم
تلمعهُ وسائلهم
وتطبخهُ كنائسهم
يمجده ُ مشائخهم
من الأقصى إلى الأزهر
فلا حفظوا وصايانا
ولا حلوا قضايانا ولا شكروا عطايانا ولا غفروا خطايانا
وكل خطيئةٍ تُغفر.
يضل الحاكم العربي
يحكمُنا ويشتُمنا..
ويتغذى على دَمُنَا
ويدّعي حمايتنا
من المستعمر الأخطر
يظل الحاكم العربي
يحكمنا على جنبٍ
وفي عجزٍ وفي مرضٍ
ويحكم بعد أن يُقبر.
يعودنا على العُنفا ويجبرنا على المنفى
ويزرع بيننا الخوف
ويخدعنا على المنبر
ويوهمنا كما الدجّال لكن
ليس بالأعور..
فهمت الآن يا ولدي لماذا
قلت لا تكبر؟!
فمصرٌ لم تعٌد مصرا
وتونس لم تعد خضرا
وبغدادٌ هي الأٌخرى
تذوق خيانة العسكر.
وإن تسأل عن الأقصى
فإن جراحهم أقسى
بني صهيون تقتلهم
ومصرٌ تغلق المعبر..
وحتى الشام يا ولدي
تموت بحسرةٍ أكبر
هنالك لو ترى حلبا
فحق الطفل قد سٌلِبا
وعرِض فتاةُ يٌغتصبا
ونصف الشعب في المهجر.
صغيري إنني أرجوك لا تكبر
فأُمتنا مٌمزّقةٌ
وأٌمتنا مقسّمةٌ وكل دقيقةً تخسر
وحول الجيد مشنقةٌ
وفي أحشائها خنجر
هنا سيسي
هنا سبسي
هنا حوثي
هنا حفتر.
هنا ايران وأمريكا وإسرائيل
وابن عمر
هنا عربي يخذلنا ومسلم جاء ينحرنا
وإرهابي يفجّرنا ولا ندري لِم فجّر؟
أتدري الان ياولدي لماذا قلت لاتكبر