في الوقت الذي تزداد أزمة أسعار النفط حدة، ويتواصل انهيار أسعار البترول، المصدر الأساسي، والوحيد تقريبا، لقوت الجزائريين، يبحث كثيرون، في مستويات مختلفة، عن الحلول الممكنة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي المقابل مازال البعض يفتش عن الأسباب، وقد لا نجانب الصواب إن قلنا أن من أبرز أسباب أزمة النفط، ونقص الأموال الذي تعانيه الجزائر ويكابده الجزائريون.. الفساد الأخلاقي..
قد
يتساءل متسائل: وما علاقة أسواق النفط وأسعار البترول والغاز بأخلاق الجزائريين؟..
والجواب يمكن أن نستشفه من الآية الكريمة التي يقول الله عز وجل فيها: "وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ
مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ"..
وقد
يقول قائل، ولكن المجتمع يعاني فسادا أخلاقيا منذ عشرات السنين، وحتى في سبعينيات
وثمانينيات القرن الماضي كان هناك العي والفواحش والخبائث بمختلف أنواعها، والجواب
يمكن أن يجيبنا عنه المجتمع نفسه.. هذا المجتمع المحافظ الذي بات يغرق في الفواحش،
ويزداد فسادا يوما بعد آخر، حتى لم يعد المنكر منكرا عند كثيرين، وأصبح بعض من
يغرقون في الفساد والمفاسد يردون على من يحاول تذكيرهم بقولهم: وهل رأيتني أنا
فقط؟ كثيرون يقومون بما أقوم به!
بالشكر
تدوم النعم، ولكن للأسف لم يشكر كثير من الجزائريين ربهم على نعم الرخاء والبحبوحة
المالية التي انعكست على مستواهم المعيشي فتحسن في السنوات الأخيرة، بشكل عام، على
نحو لا يُنكره إلا جاحد.. وقد رأينا كيف كانت صناديق القمامة وحاويات النفايات
تفيض بأكوام من الخبز ومختلف أنواع المأكولات التي تُنفق عليها أموال طائلة ثم ترمى
في الزبالة.. وذلك نوع من أنواع الفساد الذي نخشى أن يكون سببا في سنوات عجاف شاقة
جدا تتربص بالجزائر وتهدد الجزائريين بالجوع..
****