فتح مستشار الرئيس
الراحل هواري بومدين، والوزير الأسبق للثقافة الدكتور محيي الدين عميمور النار على
الفيلم الوثائق الذي بثت قناة الشروق الفضائية الجزائرية الخاصة سهرة الخميس 19 نوفمبرحلقته الأخيرة، وقال أن بعض الوثائق
التي اعتمد عليها منجزو الفيلم مشوهة، كما أن بعض الشهادات المستعملة عكست
الحقائق، ما جعل هذا الفيلم بمثابة إساءة للتاريخ، حسبه، وهو ما يضع قناة الشروق
في حرج.
وكتب عميمور على صفحته
الفايسبوكية منتقدا الفيلم الذي أثار ضجة كبيرة:
"الفيلم الوثائقي
حول مسعود زقار كان جيدا في معظمه فيما يتعلق بحجم الوثائق لكن بعض الوثائق التي
اعتمد عليها كانت مشوهة، وبعض الشهادات المستعملة عكست الحقائق، حيث ترجمت عن نص
باللغة الفرنسية في حين أنها كانت بالعربية، وبدت في بعض مواقع المونتاج عملية
تصفية حسابات، وأنا شخصيا أدليت بشهادة استغرقت حوالي 28 دقيقة لم يقدم منها إلا
دقيقة واحدة، واستعملت جملة مقتضبة عن رد لي على سؤال لرئاسة المحكمة نفيت فيه أن
الرئيس بو مدين كان على علم بأي رشاوى قدمت، وكنت قلت في المحكمة أن زقار كان هو
الذي يقدم الهدايا للأمريكيين وليس العكس".
وأضاف الدكتور عميمور:
"من هنا فالفيلم إساءة للتاريخ، ويبدو أنه لهذا فإن كثيرين من الشخصيات رفضوا
أداء الشهادة لشكوك لهم حول خلفية من يقفون وراء الفيلم الوثائقي، وقد كانوا على
حق لأن سوء النية بدا في كثير من المواقف، بحيث كان واضحا أن الهدف هو تجريم
الرئيس الشاذلي بن جديد، والذي كان يتحمل المسؤولية بدون شك لكنه خدع بمعلومات
مشوهة قدمت له، وعندما ظهرت الحقيقة تحمل مسؤولية إخلاء سبيل زقار، والذي لم يكن بضغط
أمريكي في حدود ما أعرفه".
وأفاد عميمور أنه قال في
شهادته "التي لم تبث أنني بمجرد علمي بالقبض على مسعود زقار ذهبت إلى العقيد
بن غزيل، الأمين الدائم للمجلس الأعلى للأمن، لكي أحتج، لكن العقيد قال لي محذرا:
ابتعد، فالقضية كبيرة وأكبر منك.
ورفضت في المحكمة توجيه
تهمة الخيانة لزقار، وهو ما جرى التعتيم عليه في الفيلم لسبب لا أعرفه، وإن كنت
فهمت الآن سبب رفض كثيرين المشاركة في حواراته لانعدام الثقة".
وذكر "مستشار
الرؤساء بومدين وبيطاط والشاذلي أن "الرئيس الشاذلي كان رئيس الدولة وهو
المسؤول الأول عن كل ما يحدث فيها، لكن الرئيس خُدع عندما دُفع للتخلص من بوتفليقة
ثم من يحياوي ثم من عبد السلام ثم مني شخصيا ثم من زقار....، وهو أدرك ذلك ولكن
أحيانا بعد فوات الأوان".
عميمور: "سأظل
أدافع عن الحقيقية التاريخية"
يعد الدكتور محيي الدين
عميمور من المسؤولين السابقين القلائل الذين لا يجدون حرجا ولا خوفا من النقاش
الفكري والإعلامي والتاريخي على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك.
وصنع الدكتور عميمور
الحدث في الأيام الأخيرة، بعد الجدل الذي أثاره الفيلم الوثائقي حول الراحل مسعود
زقار، حيث فتح عميمور نقاشا مثيرا حول "الحقائق" التي تناولها الفيلم
الذي تم بثه على قناة الشروق الفضائية.
وفي خضم النقاش
المحتدم، كتب عميمور يقول:
"سأظل أدافع عن
الحقيقية التاريخية حتى آخر لحظة من حياتي، وسأترك كتبا تتناول الحقائق قد تكون
لها فائدة بعد مماتي، لكنني حريص على أن أقول وأكتب كل ما أعرفه ونحن على قيد
الحياة ليناقش من يناقش ويفند من يفند ويصحح من يصحح، ولا يكلف الله نفسا إلا
وسعها".

