-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

بالأرقام.. مشروع جامع الجزائر يتقدم بثبات



قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الأحد 30 أكتوبر 2016 بزيارة عمل وتفقد لمشروع جامع الجزائر الكائن ببلدية المحمدية في قلب خليج الجزائر، وجاءت الخرجة الرئاسية المتميزة عشية ذكرى اندلاع ثورة التحرير المباركة، ما دفع متتبعين إلى التأكيد بأنها تحمل العديد من الدلالات على عدة مستويات، لاسيما أن الأمر يتعلق بـ"صرح عظيم" سيكون مفخرة للجزائر، ومنارة للأجيال.
وحضر رئيس الجمهورية عرض شريط فيديو حول الجوانب التقنية للمشروع ومدى تقدم الأشغال بهذه المنشأة الهامة للعاصمة، وهو العرض الذي بيّن أن المشروع يتقدم بثبات، حيث بلغت النسبة الإجمالية لتقدم الأشغال الكبرى لمشروع جامع الجزائر الكبير 90 بالمائة حسب شريط الفيديو. أما المنارة فقد تم إنجاز 33 طابقا من أصل الـ43 المقررة وذلك منذ وضع الأسس الأولى سنة 2015.
وفيما يخص قاعة الصلاة فلم يتبق سوى وضع القبة الثانية بعد أن تم وضع الأولى في أوت الفارط.
وكان الرئيس بوتفليقة قد زار قبل ذلك قاعة الصلاة الكبرى بطاقة استعاب تبلغ 36.000 مصل وقد تصل إلى 120.000 مصلي مع إدراج ساحة المسجد المتربعة على مساحة 185.000 متر مربع.
ويعتبر جامع الجزائر أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة (العربية السعودية). كما يضم أعلى منارة (مئذنة) في العالم يصل طولها إلى 265 متر.
وكان رئيس الدولة مرفوقا خلال هذه الزيارة بالوزير الأول عبد الملك سلال ووزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى ورئيس المجلس الاسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله ووالي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ.
للتذكير فقد وضع رئيس الجمهورية الحجر الأساس لمسجد الجزائر يوم 31 أكتوبر 2011.

المشروع يستعد لدخول مرحلة الاشغال النهائية
من المقرر أن يتم في القريب العاجل إطلاق مناقصة وطنية ودولية لاختيار مكتب دراسات ذو سمعة عالمية يشرف على جميع العمليات المتعلقة بالشكل النهائي لهذا المعلم الحضاري لاسيما تلبيس الأرضيات والجدران والزخرفة والنقش والتزيين والتوشيح والتهيئة الخارجية حسبما افاد به لوأج مسؤولون بوزارة السكن والعمران والمدينة.
 وتم لهذا الغرض إعداد دفتر شروط دقيق يلتزم به مكتب الدراسات الذي سيظفر بالصفقة والذي سيختار على أساس خبرته في مشاريع بناء كبرى، يؤكد المصدر.
 وفضلا عن المواصفات التقنية للأشغال، يتضمن دفتر الشروط كيفيات اختيار الخطاطين والحرفيين الذين ينفذون المشروع، حيث سيتم منح الأولوية لليد العاملة الجزائرية.
 وينتظر أن يتم الانتهاء من الأشغال الكبرى بنهاية العام الجاري 2016 كما كان مخططا له، ليفتح المجال بعدها للشروع في الأشغال الخاصة بالشكل النهائي للجامع، وذلك في مطلع 2017.
 وكانت لجنة مشتركة بين وزارتي الشؤون الدينية والسكن قامت بإعداد تفاصيل الشكل النهائي وما تحويه من مضامين قرآنية وأحاديث وحكم وأبيات شعر ورسوم وإشكال والتي تم اختيارها بعد دراسة متأنية لتمنح للجامع روحه وهويته المستمدة من الانتماء الحضاري للجزائر.
 وقامت هذه اللجنة المنصبة في ماي 2015 برفع نتائج عملها في أكتوبر 2015 إلى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يتابع عن كثب تطور المشروع.
 وتشكل هذه المضامين رسالة من الجزائر للعالم ترسم من خلالها ملامح هويتها الثقافية بمختلف أبعادها، كما ستشكل واجهة فنية تحكي عن مختلف الحضارات المتعاقبة في البلاد.
 كما تم من جهة أخرى الاجتماع بمنتجي وموزعي الرخام في الجزائر مطلع 2016 قصد دراسة كيفيات توزيع مخطط الأعباء المتعلق بتموين مشروع جامع الجزائر بهذه المادة.
 ويسعى القائمون على المشروع إلى الاعتماد على مواد البناء الوطنية بأقصى قدر ممكن وتجنب الاستيراد، تماشيا مع سياسة السلطات العمومية الرامية إلى دعم قدرات الإنتاج المحلية والحد من استنزاف احتياطي الصرف.
 وبناء على ذلك تم ضبط احتياجات المشروع وإجراء فحص دقيق لقدرات كل متعامل وطني ومنح حصة من مخطط الأعباء لمؤسسات القطاع العام بشكل يغطي قدراتها الإنتاجية بشكل كامل.
 ويتطلع القائمون على جامع الجزائر لأن يكون قطبا جذابا ذو بعد روحي وثقافي وعلمي يجمع بين الأصالة والمعاصرة لاسيما من خلال نمطه الهندسي المتميز، ليصبح صرحا حضاريا يؤرخ للجزائر المستقلة.
 فكما قام الجزائريون بالتعليم لكل مرحلة من تاريخهم بجامع كبير يبرز حضارتهم وإنجازاتهم، فرض هذا المشروع نفسه ليكون شاهدا على الأشواط التي بلغتها التنمية في البلاد بعد عقود من الاستقلال.
 كما سيكون الجامع بمثابة "صمام أمان فكري" يحصن الجزائريين من التطرف ويكرس قيم الاعتدال الوسطية في المجتمع الجزائري.

مرجع تقني للمشاريع المستقبلية
 يُنتظر أن يكون جامع الجزائر الذي يمتد على مساحة تقارب 75ر27 هكتارا قبالة حوض الجزائر، ثالث مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة (المملكة السعودية).
 وقام بتصميمه ائتلاف لمكاتب هندسة ألمانية "انغل وزيمرمان" و"كريبس وكيفر" حيث فاز التصميم الألماني في يناير 2008 بمسابقة دولية نظمت لهذا الغرض، شارك فيها حوالي 56 مكتب هندسة من مختلف أرجاء العالم.
 وتشرف على أشغال المشروع الذي أطلق مطلع 2012 مؤسسة الإنشاءات الصينية العمومية "سي اي سي او سي" ومكتب الدراسات الفرنسي "إيجيس" الذي خلف ائتلاف المكاتب الألماني في اواخر 2015.
 ويعد المشروع من الناحية الهندسية فضاء متكاملا متعدد الابعاد حيث يتضمن قاعة صلاة تسع 120 ألف مصل وساحة خارجية ومنارة بطول يقارب 270 مترا ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن فضلا عن الحدائق وحظيرة السيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للتجارة والإطعام.
 ويعتمد التصميم الهندسي على نمط تقليدي يتميز بحضور قوي للأعمدة (618 عمود) والتي تنفتح صعودا بطريقة تحاكي انفتاح الأزهار. وتم فعليا تثبيت معظم الأعمدة ولم يتبق منها سوى عدد بسيط. كما تم تثبيت هيكل القبة في انتظار تزيينها.
 وبين الطابقين الرابع والعشرين للمنارة الاطول في العالم سيتم فتح متحف للفنون والتاريخ الإسلامي مع مركز دراسات في تاريخ الجزائر.
 ويمكن للزوار الانتقال بين مختلف طوابق المنارة بواسطة مصاعد بانورامية، كما يمكنهم التمتع في الطابق الأخير بمشهد علوي يطل على العاصمة من جانبين بفضل شرف مشاهدة مخصصة لذلك، بجوار مطعم فاخر لخدمة الزوار.
 وفي جنوب هذا المعلم، يتواجد مركز ثقافي يشمل مكتبة ضخمة وقاعات عرض سينمائي وقاعة مؤتمرات يمكنها استقبال 1.500 مشارك.
 أما دار القرآن، فستكون منشأة تؤكد الرسالة الحضارية للجامع وإشعاعها في العالم حيث ستتكفل بتكوين حوالي 300 طالب سنويا من الطور الثالث لما بعد التدرج من داخل وخارج الوطن لتعميق معارفهم في الشريعة والثقافة الإسلامية.
 كما تم منح عناية خاصة للتهيئة الخارجية، حيث سيتم استغلال المساحات الخضراء الموجودة والتي ستنشأ أيضا لخلق جو من السكينة والراحة لزوار هذا الصرح الفريد من نوعه.
 وفضلا عن بعده الديني والثقافي والسياحي فإن هذا المشروع سيكون بمثابة مرجع تقني تستفيد منه باقي المشاريع الكبرى في المستقبل حيث يتم فيه استخدام تقنيات بناء جديدة لأول مرة بالجزائر.
 ويحتوي الجامع في هذا السياق على حوالي 250 عازلا للزلازل مزروعا في أساساته العميقة، وهو ما سيسمح بمقاومة زلزال قوي يفوق 7 درجات على سلم ريشتر بفضل هذا النظام الذي تم تطويره في أكبر المخابر العالمية المختصة في هذا المجال.
 ويشرف على المشروع الوكالة الوطنية لانجاز وتسيير جامع الجزائر التي تأسست في 2005، قبل أن يتم نقل الوصاية عليها في نوفمبر 2014 من قطاع الشؤون الدينية إلى قطاع السكن والعمران والمدينة.

تعرف على هياكل جامع الجزائر
تقدر المساحة الاجمالية للأملاك العقارية المستعملة لإنجاز مشروع جامع الجزائر الذي كان اليوم الاحد محل زيارة عمل وتفقد قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بـ75ر27 هكتارا تقع في بلدية المحمدية (ولاية الجزائر).
ويشمل جامع الجزائر المنشآت الآتية:
- قاعة الصلاة وهي مغطاة بمساحة 20.000 م2 مع فضاء مخصص للنساء إضافة
إلى فضاء الامام الذي يتكون من:
 -قاعة استقبال للشخصيات
 -قاعة شرفية
 -مكتب الامام (المقصورة)
 -المحراب
 -المنبر  
- قبة تعلو قاعة الصلاة، يبلغ قطرها 50 م بينما يصل علوها 70 م.  
- الساحة الخارجية، وهي امتداد لقاعة الصلاة بمساحة 20.000 الف م2 ويضم إليها أيضا:
 -قاعات الوضوء المخصصة للرجال والنساء
 -قاعة المطالعة
 -قاعة متعددة الاستخدامات مع مداخل مستقلة  
-المنارة ويبلغ علوها 265 م بها 43 طابقا. وتتكون المنارة التي ستكون مفتوحة
للزوار من:
 -فضاء استقبال يمكنه احتضان معارض وتظاهرات ثقافية اخرى
 -متحف للفنون والتاريخ الاسلامي يمتد على 15 طابقا
 -مركزا للابحاث في تاريخ الجزائر
 -شرفة مشاهدة تطل على حوض الجزائر ومحيطه
 -فضاءات للتجارة والاطعام  
-دار القرآن، وهي عبارة عن مدرسة عليا يمكنها استقبال حوالي 300 طالب ما بعد التدرج
في مجالات العلوم الاسلامية والانسانية، وتتكون من:
 -قاعات تدريس
 -قاعة معلوماتية
 -قاعة محاضرات
 -غرف إيواء
 -ملحق للتسيير والادارة
 -المركز الثقافي، والذي يمتد على مساحة 8.000 م2 ويشمل ما يلي:
 -رواق مخصص للمعارض
 -مكتبة
 -فضاء معلوماتية
 -قاعة عرض فيديو
 -قاعة عرض الافلام
 -قاعات محاضرات
 -ورشات فنية
 -قطب إعلام آلي
 -مقهى
 -مقر الادارة
-حظيرة السيارات، بسعة 4.000 إلى 6.000 سيارة
 -المدخل ويشمل مساحات خضراء مهيأة على امتداد 2.000 م2
-حدائق مساحتها تقارب حوالي 1.000 م2
-مطاعم ومقاهي
-ورشات ومحلات مخصصة للحرف التقليدية
-المحطة التقنية
-مقر الادارة العامة
-سكنات وظيفية
-مركز المراقبة الخاص بالحماية المدنية
-البناية الخاصة بالأمن
-مسالك العبور.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020