شكرا لحاكم الشارقة!

صدق من قال أننا شعب لا نفعل.. بل نكتفي، عادة، بردود الفعل، أو بتعبير أدق "ردود القول".. فالجزائريون أصبحوا ـ غالبا ـ لا يتذكرون أن الله أكرمهم ببلد عظيم إلا حين يتعرض هذا البلد لتطاول العدو أو من يسحبونه صديقا.. ولا يشعرون بعظمة ثورتهم الرمز إلا حين يتعرضون للاستفزاز من هذا أو ذاك..

وجاءت التصريحات البائسة لحاكم الشارقة "المثقف" سلطان بن محمد القاسمي الذي يصفه البعض بالحكيم ـ والذي لا ندري كيف سمح لنفسه بهذه السقطة ـ لتشكل استفزازا خطيرا للجزائريين الذين هبّوا فرادى وجماعات دفاعا عن "حُرمة" الجزائر، وأطلق غاضبون هاشتاغ #عار_عليك_يا_حاكم_الشارقة.. وهو بالفعل عار، يقابله عارنا الداخلي.. عار عجزنا عن بناء دولة قوية لا تزول بزوال الرجال، ولا يجرؤ "اللي يسوى واللي ما يسواش" على التطاول عليها..

الهبّة الجزائرية الغاضبة والساخطة والناقمة على القاسمي تريح النفوس، وتؤكد أن الحياة مازالت تدب في القلوب، ولكنها تبعث في الوقت نفسه على الأسى والأسف على كوننا ننتظر أن نُستفز لنتحرك.. فإذا غاب الاستفزاز عدنا إلى خمولنا العجيب.. في انتظار استفزاز آخر نكتفي بالرد عليه بالكلام، في الوقت الذي يحتاج بلدنا إلى كثير من العمل لتطويره أو على الأقل تخليصه من مظاهر الفشل والفساد والانسداد..

فشكرا يا حاكم الشارقة.. لقد ذكّرتنا أن الرزّاق قد حبانا ببلد عظيم.. وأن هذا البلد العظيم يملك تاريخا مُشرّفا سقت دماء الشرفاء أرضه الطاهرة فأنبتت استقلالا لم نعرف للأسف كيف نستثمره بناءً وتشييدا..

للإشارة، فإن حاكم الشارقة قد زعم، في لقاء إعلامي على هامش معرض لندن للكتاب، أن وزير ثقافة فرنسا سابقا قد نصح الرئيس الفرنسي الأسبق، شارل ديغول، بأن يمنح الجزائر استقلالها بهدف التقرّب وتحسين علاقاته مع الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر.

 

الشيخ. ب