-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

حسب شهادة بن جديد: هكذا تم إعدام العقيد محمد شعباني



قبل 53 سنة من الآن تم إعدام أصغر عقيد في الجيش الجزائري.. محمد شعباني، في ظروف وحيثيات ما تزال تحيط بها كثير من نقاط الظل وعلامات الاستفهام، وفي ذكرى إعدام العقيد شعباني فجر الثالث من سبتمبر 1964، نشر الكاتب والإعلامي البارز عبد العزيز بوباكير رواية للنهاية المأساوية للرجل الذي كان يُنتظر منه الكثير..
وكتب بوباكير ـ الذي كان مقربا من الشاذلي بن جديد ـ على صفحته الفايسبوكية أن الرئيس الراحل بن جديد قد روى له قصّة محاكمة العقيد شعباني، وقد عرضها كالآتي:
يقول الشاذلي:
"شُكّلت محكمة ثورية خاصة لمحاكمة شعباني. واتصل بي بومدين ليقول لي :"إن الرئيس أحمد بن بلة عيّنني عضوا في هذه المحكمة، إلى جانب سعيد عبيد وعبد الرحمن بن سالم. وأضاف بومدين:"إن الرئيس يطلب منكم الحكم عليه بالإعدام، وإذا لم تصدّقني اتصل بالرئيس حين تأتي إلى العاصمة، وسيقول لك نفس الكلام. صدّقت بومدين، فلم يكن من عادته الكذب عليّ. وأريد هنا أن أصحح معلومات خاطئة نُشرت في شكل شهادات في الصحافة الوطنية تقول إن أحمد بن الشريف وأحمد درايا وأحمد بن أحمد عبد الغني كانوا أعضاء بالمحكمة، وهذا غير صحيح.
تشكّلت المحكمة بعضوية الضباط المذكورين أعلاه، وترأسها قاض مدني من الجزائر العاصمة، اسمه زرطال. ذهبنا إلى وهران، حيث كان شعباني مسجونا مع جماعة أخرى من المساجين السياسيين في سجن سيدي الهواري، منهم محمد خبزي ومحمد جغابة والطاهر لعجل وسعيد عبادو وأحمد طالب الإبراهيمي ومعارضون آخرون لبن بلة.
لم تستغرق المحاكمة من الوقت طويلا، وبعد المداولة حُكم على شعباني بالإعدام، بتهمة التمرّد على الحكم وزرع الفتنة في صفوف الجيش. وبعد النطق بالحكم التقت نظراتنا، وانتابني في تلك اللحظة شعور أن لا أحد منا مقتنع بهذا الحكم القاسي. فأنا كعسكري امتثلت لأمر الرئيس، ولم يكن في وسعي رفضه. ومن أجل إنقاذ حياة شعباني طلبت منه أن يلتمس العفو من الرئيس بن بلة، فقال لنا، وكان منهارا، "اطلبوه أنتم باسمي".
كلّفنا السعيد عبيد، بصفته قائدا للناحية العسكرية الأولى، أن يقوم بذلك ويتصل ببن بلة، ولكن بن بلة رفض رفضا قاطعا التماسنا، بل أصر على تنفيذ الحكم كما صدر عن المحكمة، معتبرا أن الحكم نهائي وغير قابل للاستئناف. ولما أخبرنا سعيد عبيد بذلك قلت له:"اطلب العفو باسمنا نحن الضباط، وقل للرئيس إن شعباني مجاهد ورفيق سلاح أمرتنا بأن نحكم عليه بالإعدام فحكمنا بذلك ونحن نعتقد انه لا يستحق هذه العقوبة وهو الآن يطلب منكم تحويل حكم الإعدام إلى عقوبة سجن.
ولما كلّمه سعيد عبيد ثانية أجابه بن بلة بنرفزة وتشنج:" قلت لكم أعدموه هذه الليلة". وشتم سعيد عبيد وشتم حتى أمه، وقال له :"أمنعك من الاتصال بي مرة أخرى"، وأغلق في وجهه التليفون. بعد النطق بالحكم لاحظت تزايد عدد أفراد الدرك في القاعة وحول المحكمة ففهمت أنهم كانوا يخشون أن نقوم بتهريبه قبل الإعدام.
في الثالث من سبتمبر أُعدم شعباني مع طلوع الفجر بالقرب من كاناستال، بحضور أعضاء المحكمة، وحضر أيضا أفراد من الدرك الوطني العملية. بعد الإعدام وضعوا جثته في نعش، ودفن في مكان مجهول. وقيل لي فيما بعد إن بن بلة كان يستعد في اليوم الموالي للسفر إلى القاهرة وحين قرأ في الجرائد خبر إعدام شعباني صاح قائلا:"خسارة كيف يعدمون ضابطا شابا مثل شعباني!".
وتمضي عشرون سنة وأعيد الاعتبار إلى شعباني وآمر بإعادة دفنه في مربع الشهداء بمقبرة العالية.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020