ـ الشيخ أبو اسماعيل خليفة ـ
إن شهادة البكالوريا (أو أية شهادة أخرى) لا
تساوي الجنة. فالإخفاق لا يعني النهاية، إن جعلناه درسا للبداية!!.
نعم.. إن من أصعب المشاعر التي تنغص على
الإنسان سعادته في هذه الحياة الدنيا، هو الإحساس بالفشل والإحباط، نتيجة عجزه عن
تحقيق هدف معين يصبو إليه، والحقيقة أن استشعار ألم الفشل أمر لا يسلم منه الإنسان
في حياته، ولكن فشل اليوم لا ينفي النجاح غدا، والله عز وجل يقول: "وتلك
الأيام نداولها بين الناس".
ولو أنّ محمدا عبدُه انتحر يوم أن فشل في
المعهد الأحمدي، ما مات إماما..
ولو أنّ سعد زغلول انتحر يوم أن نفي إلى
سيشل، ما مات زعيما..
ولو أنّ حافظ إبراهيم انتحر يوم أن طرده خاله
صغيرا فقيرا، ما مات شاعر النيل..
ولو أن صادق الرافعي انتحر يوم أن أصيب
بالصمم في مقتبل عمره، ما مات كاتبا أديبا..
فإن هؤلاء الذين ذكرتُ ـ وغيرهم كثير فشلوا،
ولكن علموا أن النجاح له أبواب كثيرة منها الفشل، وأن المعاني لا بد لها من
معارج..
ومن تكن العلياء همّته * فكل الذي يلقاه فيها
محبب
فيا صديقي: لا تضيق آفاقك، ولا تربط مستقبلك
بهدف واحد، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة.. لا تدع قطار الحياة يتوقف كثيرا
على محطة "اليأس" واحتفظ دوما بتذكرة "الأمل".
تمنياتي لك بعطلة صيفية ممتازة..تعود بعدها
أكثر ثقة وعزيمة و أقوى إرادة.. وكل منّا ميسر لما خلق له.. والغروب لا يَحول دون
شروق جديد...