خسرت الجزائر ما لا يقل عن 4.4 ملايير دولار
خلال الأشهر الأولى من السنة الجارية، ليتواصل نزيفها المالي الشديد، ومعه يستمر
تآكل احتياطي الصرف على نحو يُنذر بمزيد من الخطر الذي يتهدد البنية الاقتصادية،
وكذا القدرة الوضع الاجتماعي لعموم الجزائريين الذين يبقى تصدير النفط المصدر
الأساسي وشبه الوحيد لمداخيل بلادهم.
وحسب أرقام رسمية "مخيفة" تم الكشف
عنها هذا السبت 5 أكتوبر 2019، فإنه خلال أول سبعة شهور من سنة 2019 بلغت قيمة
صادرات الجزائر 21.64 مليار دولار أي بتراجع قارب 8.6 بالمائة، قياسا للفترة نفسها
من العام السابق، في حين بلغت وارداتها 26.05 مليار دولار مسجلة بذلك انخفاضا بـ2.52
بالمائة، وفي الإجمالي تكون الجزائر قد خسرت أكثر من أربعة ملايير دولار، ليتواصل
تآكل احتياطي الصرف..
وتمت أهم التبادلات التجارية للجزائر (استيراد
وتصدير) خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2019 مع أوربا أي ما يعادل 57 بالمائة من
القيمة الاجمالية للتبادلات، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، نقلا عن
المديرية العامة للجمارك، وتشير الأرقام الرسمية إلى سيطرة كبيرة للقارة الأوروبية
على "فواتير الجزائر"، وهو أمر يبدو منطقيا بحسابات الاقتصاد والجغرافيا.
وقد بلغت قيمة هذه التبادلات خلال الفترة
الممتدة ما بين جانفي وجويلية الفارطين قرابة 12ر27 مليار دولار مقابل 61ر29 مليار
دولار خلال نفس الفترة من سنة 2018 أي بتراجع قدره 42ر8- حسب معطيات مديرية
الدراسات والاستشراف التابعة للجمارك.
وتبقى
البلدان الأوروبية أهم الشركاء للجزائر علما أن 11ر61 بالمائة من الصادرات
الجزائرية و32ر53 بالمائة من وارداتها تأتي من هذه المنطقة من العالم ومنها بلدان
الاتحاد الاوروبي.
وبالفعل،
فإن الصادرات الجزائرية نحو البلدان الأوروبية بلغت خلال الأشهر السبعة الأولى من
سنة الجارية حوالي 23ر13 مليار دولار مقابل 89ر14 مليار دولار خلال نفس الفترة من
سنة 2018 مسجلة بذلك تراجعا قدر بـ(19ر11- بالمائة).
من
جهتها، استوردت الجزائر من البلدان الأوروبية ما قيمته 89ر13 مليار دولار خلال الأشهر
السبعة الأولى من سنة 2019 مقابل 72ر14 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2018 اي
بانخفاض نسبته 62ر5- بالمائة.
وتبقى
فرنسا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا العظمى أهم شركاء الجزائر في أوروبا، حسب
المصدر نفسه.
وتحتل
بلدان آسيا المركز الثاني في مجال التبادلات التجارية مع الجزائر بـ63ر11 مليار
دولار بما يمثل 40ر24 بالمائة من القيمة الاجمالية من صادرات البلاد خلال الأشهر السبعة
الأولى ل2019 مقابل 77ر10 مليار دولار خلال نفس لفترة لـ2018، فبالفعل فقد اشترت بلدان آسيا منتوجات جزائرية
بقيمة 92ر3 مليار دولار
خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2019 مقابل
حوالي 50ر3 مليار دولار خلال نفس لفترة 2018 مسجلة بذلك ارتفاعا قدر بـ82ر11+
بالمائة.
وفي
المقابل، استوردت الجزائر من آسيا ما قيمته تدنو من 71ر7 مليار دولار مقابل 26ر7
مليار دولار خلال 2018 أي بارتفاع بلغ 23ر6+ بالمائة.
وتعتبر
كل من الصين والهند والمملكة العربية السعودية وكوريا أهم شركاء الجزائر بهذه
المنطقة من العالم، حسب الجمارك.
وتأتي
بلدان الأمريكيتين في المرتبة الثالثة بما قيمته بنحو 30ر6 مليار دولار خلال الأشهر
السبعة لـ2019 مقابل 62ر7 مليار دولار أي بتراجع نسبته 38ر17-بالمائة.
من
جهة أخرى بلغت صادرات الجزائر نحو هذه البلدان قرابة 94ر2 مليار دولار خلال الأشهر
السبعة الأولى 2019 مقابل 93ر3 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2018 اي بتراجع
نسبته 2ر25- بالمائة.
وقد
استوردت الجزائر من هذه المنطقة ما يعادل 35ر3 مليار دولار مقابل 68ر3 مليار دولار
أي بتراجع قدر بـ05ر9-بالمائة.
وتتمثل
أهم البلدان الشريكة بهذه المنطقة في الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل.
تحسن التبادلات التجارية بين الجزائر وإفريقيا
وفي سياق آخر، أوضحت مديرية الدراسات والاستشراف
التابعة للجمارك ان التبادلات التجارية بين الجزائر والبلدان الإفريقية عرف تحسنا
خلال الأشهر السبعة الأولى لسنة 2019 بما يعادل 7.43 بالمائة ليصل إلى 2.02 مليار
دولار، مقابل 1.88 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2018.
وقد اقتنت البلدان الإفريقية من بينها بلدان
اتحاد المغرب العربي، خلال الأشهر السبعة الأولى من 2019 منتوجات جزائرية بقيمة 1.24
مليار دولار مقابل 1.16 مليار دولار، أي زيادة بـ6.92 بالمائة.
واستوردت الجزائر من هذه المنطقة منتجات
بقيمة 777.60 مليون دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من 2019 مقابل 718.32 مليون
دولار خلال نفس الفترة من 2018 اي ما يعادل زيادة قدرها 8.25 بالمائة.
وقد شكلت كل من مصر وتونس والمغرب أهم شركاء
الجزائر في هذه المنطقة من العالم، حسب الجمارك.
ومن جهة اخرى زادت التبادلات التجارية بين
الجزائر ومنطقة اوقيانوسيا بـ19.76 بالمائة من 522.99 مليون دولار خلال الأشهر السبعة
الأولى لسنة 2018 إلى 626.33 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2019.
وقد
بلغت صادرات الجزائر نحو هذه البلدان 311.09 مليون دولار مقابل 182.99 مليون دولار
خلال نفس الفترة أي بزيادة نسبتها 70 بالمائة.
واستوردت الجزائر من هذه المنطقة سلعا بقيمة
315.24 مليون دولار مقابل 339.99 مليون دولار في نفس الفترة من 2018 اي ما يعادل
انخفاض معدله 7، 28 بالمائة.
وتتمثل أهم البلدان الشريكة بهذه المنطقة في
استراليا وزيلاندا الجديدة.
وقد بلغ مجموع التبادلات التجارية العالمية
للجزائر مع مختلف المناطق الجغرافية خلال الأشهر السبعة الأولى من 2019 قيمة 47.697
مليار دولار مقابل 50.405 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2018 اي بانخفاض يقدر بـ5.37
بالمائة.
وبشكل عام فإن أهم زبائن الجزائر، خلال الأشهر
السبعة الأولى من سنة 2019، يتمثلون في فرنسا وايطاليا واسبانيا والولايات المتحدة
الامريكية وتركيا.
أما
أهم مموني الجزائر فهم الصين وفرنسا واسبانيا وألمانيا وايطاليا.