استعداد مبكر للموسم الدراسي 2020-2021 في الجزائر رغم كورونا
طلبت وزارة التربية الوطنية في الجزائر، وفق ما تضمنه منشور-إطار خاص بالدخول المدرسي 2020-2021 من كل المتدخلين المعنيين إلى توفير الظروف الجيدة والملائمة لضمان دخول مدرسي ناجح وانطلاق "فعلي" للدروس يوم 4 أكتوبر 2020 في ظل الاحترام الصارم والدائم للإجراءات الوقائية والصحية، وهو ما يشير إلى حرص وزارة التربية على ضمان بدء الموسم الدراسي القادم في موعده حتى لو استمرّ تفشي جائحة كورونا، وبالتالي يبدو مبدئيا أنه لا تأجيل لانطلاق الدراسة في الجزائر بسبب الوباء.المنشور الوزاري الذي يذكر بإطار العمل الخاص بتحضير هذا الدخول في أبعاده التنظيمية والمادية والبشرية والبيداغوجية ركز على ضرورة مضاعفة الجهود بغرض مواصلة احترام تطبيق الإجراءات الوقائية وإنجاز الاعمال المرتبطة بديمومة الخدمة العمومية وإعادة فتح المؤسسات مع المحافظة على صحة وسلامة التلاميذ والمستخدمين في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
وذكرت الوزارة أن الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد على غرار باقي دول العالم "يحتم على القائمين على قطاع التربية الوطنية، كل في مستواه، مضاعفة الجهود وتنسيق الاعمال بين جميع المتدخلين لمواصلة احترام تطبيق الترتيبات الوقائية والاحترازية، والتقيد بها وانجاز الاعمال المرتبطة بضمان ديمومة الخدمة العمومية لمرفق التربية الوطنية وكذا العمل على إعادة فتح المؤسسات المدرسية مع المحافظة على صحة التلاميذ والمستخدمين وسلامتهم وفق بروتوكول صحي يعد لهذا الغرض بالتنسيق مع القطاعات المختصة".
وقالت بأن الدخول القادم يندرج في إطار "إرساء التحسينات المدخلة في الجوانب المتعلقة بالتعلمات والتقويم البيداغوجي والوسائل التعليمية في المراحل التعليمية الثلاث وفي الجوانب المتعلقة بتكوين المكونين والرفع من مستوى أدائهم المعرفي وفي الجوانب ذات الصلة بتسيير الموارد البشرية والمالية والمادية ضمن مقاربة عقلنة النفقات وترشيدها واستغلال أمثل للموارد قصد تحسين مؤشرات النوعية في أبعادها البيداغوجية والتسييرية والاستثمارية".
وبهذا الصدد يتعين العمل -حسب ما تضمنه المنشور- على توفير الظروف الجيدة والملائمة لضمان دخول مدرسي ناجح على جميع الاصعدة بالارتكاز على حزمة من الابعاد التنظيمية والبشرية والبيداغوجية والصحية خاصة منها العمل على تقليص تعداد الفوج التربوي بأقصى ما يمكن على مستوى الطور الاول من التعليم الابتدائي (السنتين الاولى والثانية) وتوسيع ذلك، إذا أمكن إلى السنة الاولى متوسط والسنة الاولى ثانوي.
كما دعت الوزارة إلى تقليص نظام الدوامين في التعليم الابتدائي، قدر الامكان، لا سيما بالنسبة للسنتين الاولى والثانية ابتدائي مع توسيع فتح أفواج متعددة المستويات للمدارس الابتدائية التي بها تعداد إجمالي أقل أو يساوي 50 تلميذا.
وضمن هذا المنحى تم التأكيد على أن الجانب البيداغوجي يكتسي "أهمية بالغة" في التحضير للدخول المدرسي القادم لارتباطه بالتناول المنتظم للمناهج الدراسية وبالمنهجية البيداغوجية التي تحقق الاهداف التربوية المسطرة والاهتمام بالتدابير التي تساهم في تحسين العمل والممارسات البيداغوجية في القسم.
وبخصوص التوجيه والارشاد المدرسي والمهني، نص المنشور-الاطار على السهر على تقديم الدعم البيداغوجي والنفسي للتلاميذ المقبلين على إجراء امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا من خلال مرافقتهم في المراجعة والتكفل بهم في مراكز الإجراء.
وبالنظر إلى الأهمية التي توليها وزارة التربية لمجال الصحة المدرسية، حث ذات المنشور على تطبيق التدابير الاحترازية والوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا من خلال توفير بيئة مدرسية صحية وآمنة لاستئناف الدراسة ومتابعة التلاميذ صحيا والسهر خاصة على وظيفية وحدات الكشف والمتابعة وتجهيزها بالتنسيق مع مديريات الصحة والسكان.
كما يتعين على الفاعلين في قطاع التربية -وفق توجيهات المنشور- السهر على تطبيق البروتوكول الخاص بالنظافة والامن الصحي في الوسط المدرسي وتعزيز الوقاية من مختلف الامراض المتنقلة عن طريق المياه.
وفي إطار معالجة الآثار السلبية المترتبة عن تطبيق إجراءات الحجر الصحي المتعلق بمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد يتعين على المعنيين برمجة حصص تحسيسية تكوينية في مجال مكافحة الاوبئة والاليات الوقائية.