-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

عزّوني يا ملاح


قلبي سافر مع ضامر حيزية

عزّوني يا ملاح في رايس لبنات * سكنت تحت اللحود ناري مقدية
قلبي سافر مع ضامر حيزية * قلبي سافر مع اللي رحلت من الدنيا

قصيدة من أروع قصائد الملحون، للشاعر بن قيطون، قصيدة في قصة واقعية دارت أحداثها بالجنوب الشرقي الجزائري منطقة #الزيبان وبالضبط بقرية #سيدي_خالد سنة 1295هـ /1878 م، وهي تشبه قصص العذريين في التراث العربي القديم، ضاهت قصة ليلي العامرية وابن الملوح. القصة تقول:
بأن #حيزية تزوجها ابن عمها #اسْعيّد بعد قصة حب، لكن الموت فرَّق بينهما، حيث مرضت حيزيَّة مرضاً خطيراً توفيت بعده.

وذهب العاشق (اسْعيد) بعد وفاتها إلى الشاعر الشعبي #محمد_بن_قيطون، وطلب منه أن يرثي حيزية، فكتب قصيدة حيزيَّة باللهجة الجزائرية، سارداً فيها مأساة حيزية وسعيد، واشتهرت القصة في البادية الجزائرية.

ويذكر الشاعر بأنه كتب القصيدة (1878م)، عام وفاة حيزية بثلاثة أيام، يقول في مطلعها:

عزُّوني يا ملاحْ في رايس لبْنات * سكْنَتْ تحت اللحودْ ناري مقْديا
قلبي سافر مع ضامر حيزية * قلبي سافر مع اللي رحلت من الدنيا
يا حسراه على قبيل كنا في تاويل* كي نوار العطيل شاو النقضية
ما شفنا من دلال كي ضي الخيال* راحت جدي الغزال بالزهد علية
إلى أن يقول في آخرها:

داروها في الكفان بنت اعضيم الشان* زادتلي حمان من بخل الحجيا
حطوها في النعاش مسبوغة لرماش* نرفد عنها الشاش نحسبها حية
حطوها في جحاف وحوموها في بياض* زينة الاوصاف حبي طول الدنيا
في حومتها قران كي ضي الكبان *انطلقت فوق السحاب في ضيق عشية
حومتها بالحرير وراقدة فوق سرير* وانايا كي الغشيم بيا ما بيا
قلبي سافر مع ضامر حيزية * قلبي سافر مع اللي رحلت من الدنيا
.
وهناك سرديتان متناقضتان في شرح أسباب موت حيزيَّة، الأولى للشاعر: محمد بن قيطون، باللهجة الجزائرية 1878م، والثانية للشاعر الفلسطيني #عزالدين_المناصرة، وهي قصيدة من نوع الشعر التفعيلي الحرّ الحديث، باللغة الفصحى عام 1986..

ويروى أن الشاعر الفلسطيني الشهير عز الدين المناصرة زار عام (1986) زار مدينة #بسكرة وطلب من أصدقائه الجزائريين أن يوصلوه إلى بلدة (سيدي خالد) لزيارة قبر حيزيَّة. وبالفعل قرأ (الفاتحة) أمام قبرها، وبكى عند قبر حيزية لأنه عندما زار القبر تذكَّر حبيبته (#جفرا)، التي اغتالتها نيران طائرة إسرائيلية في بيروت عام 1976.
.
وبعد أسبوع تقريباً، فوجئ القراء بقصيدته المذهلة منشورة في الصحف الجزائرية. والمفاجأة أنها بعنوان: (#حيزية_عاشقة_من_رذاذ_الواحات). لكن طبعاً ظلت الذاكرة الجمعية الشعبية الجزائرية، تردد سردية ابن قيطون رحمه الله.
.
وقد جاء في أخرها أن حصان اسعيد كان بعد ثلاثين يوما من وفاة حيزية:

بعد شهر ما يدوم عندي ذا الملجوم * نهار ثلاثين يوم وراء حيزيا

توفى ذا الجواد ولى في الاوهاد * بعد اختي ما زاد يحيا في الدنيا
.
ألّفت على منوال القصائد العربية الكلاسيكية، تبدأ بمخاطبة الأصدقاء، ثم يتلو ذلك ذكرى أيام الحب والسعادة ووصف الحبيب، والرجوع إلى الموضوع الرئيسي وهو الرثاء، فيذكر الشاعر دفن حيزية ويختم القصيدة بتفجعه والالتجاء إلى الله طالبا الرحمة والمغفرة منه تعالى كما سترون..

وبعد، يسعدني أن أضع بين أيديكم في ذا المساء هذه الرائعة، وهي أشهر قصيدة رثاء في تاريخ الأدب الشعبي الجزائري والتي تغنى بها كبار مطربي البدوي، ومنهم #رابح_درياسة رحمه الله..

ـ أبو إسماعيل خليفة

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020