-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

لقاح أكسفورد: هل اقتربت ساعة الفرج؟

ما حقيقة نجاح "لقاح أكسفورد" المضاد لكورونا؟


خيّبت بريطانيا أمل الملايين بعد تصريح صادم أدلى به رئيس الوزراء المثير للجدل بوريس جونسون، هذا الإثنين 20 جويلية، قلل فيه من احتمال أن يرى لقاح كورونا المستجد النور بحلول نهاية هذا العام، أعادت جامعة أكسفورد التي اتجهت إليها الأنظار في الآونة الأخيرة على أمل أن يخرج الفرج منها، بث جرعة كبيرة من الأمل وأعلنت أن اللقاح أظهر مستويات سلامة مقبولة، علما أن مصادر قالت إن تجارب أجريت على 1077 متطوعا أثبتت نجاعة اللقاح الذي قد يحمل بشائر الفرج للبشرية.

وكشفت الجامعة أن الجرعة الثانية من اللقاح أظهرت رد فعل مناعياً للمشاركين، مشيرة إلى ظهور أجسام مضادة للذين تلقوا جرعة ثانية من اللقاح.

وذكر الدكتور أدريان هيل، مدير معهد جينر في جامعة أكسفورد، أن الأبحاث شهدت استجابة مناعية جيدة لدى الجميع تقريبا، قائلا: "ما يفعله هذا اللقاح بشكل خاص هو تحريك ذراعي الجهاز المناعي".

وأضاف: "يتم إنتاج الأجسام المضادة المحايدة، وهي الجزيئات التي تعد أساسية لمنع العدوى، إضافة إلى ذلك، يتسبب اللقاح أيضا في حدوث تفاعل في خلايا T في الجسم، مما يساعد على محاربة الفيروس التاجي"، مشيرا إلى أن التجارب الأكبر التي تقيم فعالية اللقاح، والتي تشمل حوالي 10000 شخص في المملكة المتحدة وكذلك المشاركين في جنوب إفريقيا والبرازيل لا تزال جارية.


ماذا قال جونسون؟

جاء ذلك بعد وقت قليل من تصريح مخيب أدلى به جونسون الذي تعافى من كورونا قبل أشهر، في زيارة إلى كينت، قائلاً: "أتمنى أن أقول إنني واثق 100% من أننا سنحصل على لقاح لكوفيد 19 هذا العام، لكن الأمر مستبعد، فهناك كما تعلمون حوالي 100 مشروع علمي مختلف في الميدان الآن".

وأردف في محاولة منه لإيضاح مقصد، إلا أنه زاد الغموض قائلا: "لدى المملكة المتحدة بعض العلماء الرائدين في العالم الذين يشاركون في تلك القضية. وهناك برنامج أكسفورد حيث حصلنا بالفعل على 100 مليون جرعة. ما أود قوله اليوم هو أننا نستثمر أيضًا في لقاحين محتملين، أحدهما فرنسي والآخر ألماني، وهناك 90 مليون جرعة سنستثمر فيها".

إلا أنه عاد وأعرب عن أمله بالتوصل قريبا إلى لقاح فعال، قائلاً: "آمل فعلا ذلك، لكن القول إنني واثق بنسبة 100% من أننا سنحصل على لقاح هذا العام، أو العام المقبل، فهو مبالغة للأسف. لم نصل إلى تلك النقطة بعد"!



إلى أين وصل اللقاح؟

يذكر أن جامعة "أوكسفورد" البريطانية العريقة كانت قد أعلنت سابقاً أنها تعمل على لقاح في مراحله الأخيرة ضد فيروس كورونا.

ورغم أن نجاح اللقاح في تشكيل تلك الخلايا، يشكل اختراقاً رئيساً، فإنه لن يُعول عليه إلا بعد إعلان نتائج التجارب بمرحلتها الثالثة خلال أسابيع، وذلك للتأكد من نجاعته وعدم وجود تأثيرات جانبية له.

وإذا تحقق نجاح هذا اللقاح فإنه سيكون متوفراً في الأسواق بنهاية سبتمبر المقبل.

 سباق لقاحات كورونا

بينما يملك كل لقاح من اللقاحات التي أخذت مرحلة متقدمة من التجارب السريرية بعض المزايا والعيوب، فإن لقاح جامعة أكسفورد «يكاد يكون الوحيد الذي تلافى عيوب الآخرين»، كما يعتقد الدكتور المصري أحمد محمود سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد «إدوارد جينر» بجامعة أكسفورد وعضو فريق تطوير اللقاح، والذي تحدث عن أحدث تطورات البحث والتوقيتات الزمنية المتوقعة لخروج اللقاح المنتظر للعالم.
وأوضح الدكتور في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن «من أبرز عيوب اللقاحات الأخرى، هي الحاجة إلى ظروف خاصة في التخزين، وصعوبة التصنيع، وعدم تحفيزها الكامل لجهاز المناعة، وهي المشكلات التي تلافى لقاح جامعة أكسفورد حدوثها». ويقول: «على سبيل المثال فإن لقاح شركة (موديرنا) الأميركية، الذي انتهى مؤخراً من المرحلة الثانية للتجارب السريرية، له ميزة وهي استخدام تسلسل من المادة الوراثية (mRNA) مشابه لما يحتويه الفيروس الطبيعي، لكنه في المقابل تكلفة تصنيعه عالية قد تصل (200 - 300) دولار للقاح الواحد، ولا بد من تخزينه في ظروف معينة (- 80 درجة مئوية)، حتى لا يتكسر ويفقد قدراته على تحفيز جهاز المناعة، وليس من السهولة إنتاج مليارات الجرعات منه».
ويستطرد: «أما اللقاح الصيني الذي تم التصريح باستخدامه محلياً، بصورة مؤقتة للجيش الصيني فقط، بعد الانتهاء مباشرةً من تجارب المرحلة الثانية، فميزته أنه يحفّز ذراعَي جهاز المناعة والمتمثلين في إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا البائية (B - cells)، وخلايا الذاكرة المناعية القاتلة (Cytotoxic T - cells)، أما عيبه فهو أنه يعتمد في إنتاجه على فيروس بشري من المحتمل أن يكون الشخص قد أُصيب به ولديه أجسام مضادة بالجسم تشكلت بعد الإصابة، وبالتالي فإن ذلك من شأنه أن يقلل من كفاءة اللقاح، حيث يتخلص الجهاز المناعي من غالبية اللقاح المستخدم، ويتبقى الجزء الأقل فقط من الفيروس المستخدم كلقاح، والذي يحقن المادة الوراثية الخاصة داخل الخلايا».
ويشر سالمان إلى أنه بخلاف هذين اللقاحين، هناك أربعة لقاحات توجد حالياً في مرحلة التجارب السريرية الثالثة، أولها لقاح أسترالي يعتمد على تطوير لقاح السل، وهذا اللقاح عليه جدل علمي كبير، لأنه لا يعطي مناعة متخصصة أو ذاكرة ضد الفيروس، لكنه يحفّز جهاز المناعة بشكل عام». أما عن اللقاحات الثلاثة الأخرى، فهناك لقاحان آخران في الصين، أحدهما ينفذه معهد ووهان لأبحاث اللقاحات، والآخر تنفذه شركة (ساينوفاك) الصينية، ولقاح جامعة أكسفورد.
ويقول سالمان: «اللقاحان الصينيان، يعتمدان على تقنية الفيروس غير النشط (المقتول)، حيث يؤخذ فيروس (كورونا المستجد) ويتم قتله سواء بالحرارة أو الإشعاع أو ماده كيميائية، ويتميز أحدهما وهو (لقاح شركة ساينوفاك) بإضافة مادة مساعدة محفزة لجهاز المناعة (adjuvant)، ومشكلة هذا النوع أنه يستخدم فيروساً مقتولاً غير قادر على إحداث العدوى، وبالتالي لا يستطيع دخول الخلايا، ويظل موجوداً خارجها في انتظار خلية مناعية تُكسّره، وتعرّضه للخلايا المنتجة للأجسام المضادة، وبالتالي فهو لا يحفز سوى ذراع واحدة فقط من المناعة بصورة أساسية، وهو إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا البائية (B - cells)، ولا يحفز إنتاج خلايا الذاكرة المناعية (القاتلة Cytotoxic T - cells)».
وأضاف سالمان أن «لقاح جامعة أكسفورد تلافى هذه العيوب، فتكلفة إنتاجه هي الأقل، حيث لن تتعدى 7 دولارات، وهناك محاولات لتخفيض التكلفة إلى 5 دولارات. كما أنه أرخص في التخزين، حيث يمكن تخزينه ونقله في درجة حرارة الثلاجة العادية (+٤ درجة مئوية)، كما أن تقنية التصنيع أسهل، وذات قدرة إنتاجية أكبر واحتمالات العدوى غير قائمة. ومع كل هذه المزايا، فهو يحفز ذراعي جهاز المناعة، وهما الأجسام المضادة من الخلايا البائية (B - cells) وخلايا الذاكرة المناعية (القاتلة Cytotoxic T - cells)».
ويستخدم لقاح أكسفورد تقنية الناقلات الفيروسية التي يستخدمها اللقاح الصيني المعتمد للاستخدام الطارئ حالياً، ولكن مع فارق رئيسي وجوهري، وهو أنه يستخدم «الأدينو فيروس» الذي يسبب نزلات البرد الخفيفة عند الشمبانزي، بخلاف اللقاح الصيني الذي يستخدم فيروسات «الأدينو فيروس» البشرية. ويقول: «ميزة استخدام الفيروس الذي يصيب الشمبانزي أن جهاز المناعة لا يتعرف عليه، مما يساعده في الوصول إلى الخلايا المخاطية في الجهاز التنفسي، ليقوم بحقن المادة الوراثية الخاصة بفيروس (كورونا المستجد)، مما يساعد على إنتاج أجسام مضادة للفيروس، وتكوين ذاكرة مناعية».
وعن تحدي إجراء التجارب السريرية والذي قال خبراء إن الصين تعاني منه بسبب انحسار الفيروس، قال سالمان: «إننا واجهنا هذه المشكلة في بريطانيا، مع بداية التجارب في 23 أفريل الماضي، حيث تراجعت الإصابات، وأجرينا التجارب في البرازيل، وجنوب أفريقيا، وبعض الولايات الأميركية».

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020