-->
أخبار الجزائر والعالم أخبار الجزائر والعالم

أغثنا.. أغثنا.. يا لطيفاً بخلقهِ

تدارَكنا باللطف الخفيّ يا ذا العطا * فأنت الذي تشفي وأنت الذي تعفوُ
أغثنا.. أغثنا.. يا لطيفاً بخلقهِ *
إذا نزل الـقضاءُ يتبَعُهُ اللطف

أيها المباركون: إن مما كان سائدا في الجزائر وكذلك في المغرب وتونس، والذي يعتبر من بعض الأمور المحدثة من قبيل الخير والصلاح والقربات، أنهم كانوا إذا نزلت بهم مصيبة أو حلت بهم كارثة، لجأوا إلى المساجد ضارعين ومبتهلين يدعون ربهم باسمه اللطيف الذي يكشف الضر ويجيب المضطر..
ولقد اختاروا لذلك قصيدة #الشيخ_محمّد_بن_الشاهد، #مفتي_الجزائر وعالمها، والذي يقول في أولها:

ألا يا لطيفُ يا لطيفُ لكَ اللطفُ * فأنت اللطـيف ومنك يشملُنا اللطف
لطيف.. لطيف.. إنني متوسلٌ * بلطفـك فالطـف بي وقد نزل اللطف
بلطفك عُذنا يا لطيفُ وها نحنُ * دخلنا في وسط اللطف وانسدل اللطف
نجونا بلطف الله ذي اللطف إنّهُ * لطيف.. لطيف.. لطفُهُ دائمُ اللـطف

وللأسف شاعرنا ـ رحمه الله ـ يجهل تاريخ ولادته، لكنه كان موجوداً سنة (1182هـ و 1192هـ و1247هـ)، كما تحرّى ذلك الدكتور #أبو_القاسم_سعد_الله رحمه الله، كما ذكر الرحّالة #أبو_راس_المعسكريّ رحمه الله في كتابه “فتح الإله ومنته في التحدث بفضل ربي ونعمته" أنه تولّى الإفتاء والتدريس في جامع الجزائر الأعظم..

لقد شهد الشيخ محمد بن الشاهد فترة الاضطرابات السياسية التي سبّبتها الحملات الأوروبية المسيحية المتكرّرة على الجزائر، ثمّ الاحتلال الفرنسي لبلادنا بعد ذلك؛ فكان له بعض القصائد في الشعر السياسي، أو في وصف النوائب والمصائب التي تحل بالوطن، مثل تلك التي بكى بها مدينة الجزائر عقب استيلاء الفرنسيين عليها، يقول فيها:
أمِنْ صولةِ الأَعـْدَاءِ سورَ الجَزَائِـرِ * سَرَى فِيكَ رُعبٌ أمْ رَكَنْتَ إِلَى الأشَرِّ
لبسْتَ سَوادَ الـحُزنِ بَعْـدَ المسرَّةِ * وعمّـتْ بِواديـكَ الفُتُـونُ بلا حصْرٍ
رفضْتَ بياضَ الحقِّ يومًا فأصْبَحَتْ * نواحيكَ تشكـو بالأمانيْ إلى الجَوْرِ
وقصيدته هذه " #اللطيف" ضربت بها الأمثال في التضرع إلى الله في كشف البلاء، وللأسف كثير منا لا يعرفها، قصيدة ندية كانت ترتفع بها الأصوات في مساجد الجزائر وحناجر الطلبة في زواياها ومدارسها القرآنية، وهي كلها تعبير عما تضمنته من معان كلها يرجو فيها لطف الله والتضرع إليه لرفع البلاء وكشف الضر..

تدارَكنا باللطف الخفيّ يا ذا العطا * فأنت الذي تشفي وأنت الذي تعفوُ
أغثنا.. أغثنا.. يا لطيفاً بخلقهِ * إذا نزل القضاءُ يتبَعُهُ اللطف
بجاه إمام المُرْسلين مُحمدٍ * فلولاهُ عينُ اللطف ما نزل اللطف
عليه صلاة اللهِ ما قال قائل * ألاَ يَا لَطيفُ يَا لَطِيفُ لَكَ اللُّطفُ
عليه صلاةُ اللهِ مَا قال مُنشدٌ * ألاَ يَا لَطيفُ يَا لَطِيفُ لَكَ اللُّطفُ
عليه صلاة اللهِ مَا قال شاعرٌ * ألاَ يَا لَطيفُ يَا لَطِيفُ لَكَ اللُّطفُ
أيا مؤمّنُ أمّن بأمنِكَ خوفنا * وأمّن بلادا نحن فيها من الخوفِ
أيا مؤمّنُ أمّن بأمنك خوفنا * وأمّن بلادا نحن فيها من الضرِّ
أيا مؤمّنُ أمّن بأمنك خوفنا * وأمّن بلاد المسلمينَ من الشرِّ
قال بعضهم: جربنا قراءة هذه القصيدة في ازالة الشدائد وتفريج الكربات وازالة كل مؤلم من الامراض الظاهرة والباطنة فرأيناه نافعا.. .
ولا بأس أن نذكّر وقد فرضت علينا ضرورة الوقاية من فيروس كورونا بعدم الذهاب إلى المساجد فإن قراءة "اللطيف" في العرف الصوفي تتعلق بالحالة التي تعيشها البلاد، وهو بمثابة دعاء وتضرع إليه، وهذا العمل يدلّنا على حال أسلافنا رحمهم الله حيث أنهم كانوا عند ما تحدث جائحة يتجهون إلى الله مستعينين بالله يستغفرونه ويذكرونه، يقرأون القرأن ويتضرعون إلى الله حتى يرفع الله غضبه، وهو الذي يقبل التوبة من عبادة المتضرعين إليه..
اللهم كما لطفت بخلق أهل السماوات والأرض، ولطفت بالأجنة في بطون أمهاتها، ألطف بنا في قضائك وقدرك لطفا يليق بك يا أرحم الراحمين..
الشيخ أبو إسماعيل خليفة

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

أخبار الجزائر والعالم

2020