![]() |
عندما تلبس كاميرات الصحافة أقنعة التزييف والتضليل!
#الحقيقة.. لا يمكن إعطاؤها غير لونها الذي تتصف به، وفي كثير من الحالات التي نراها هنا وهناك، يكون العذر فيها الغير المبرر أقبح من ذنب.. فـ" الحقيقة تبقى حقيقة، حتى لو لم يرها أحد" كما يقول غاندي.
ورحم الله صاحب المقولة الشهيرة الفنان الكبير #عثمان_عريوات ـ حيا وميتا ـ عندما طلب من معاونيه إلصاق صوره في فيلمه الشهير "#كرنفال_في_دشرة"، ويكتبون: "أهلا وسهلا، ثم مرحبا بكمو في الشجر في الحجر في كل مضرب".. لقد كان يمثل آنذاك لسانُ حالِ الحال..
نعم للأسف.. في أوطان العرب اليوم رجالٌ يتقدّمون الصفوف بكفاءة النفاق لا بكفاءة احترام الذات والصدق مع الله، يتحدثون كذبا، ويقدمون أعذارا لا منطقية، ويبالغون في وصف أشياء خداعاً، إنهم أولئك المتزلفون، الكذابون، المخادعون.. ولنتصور محصّلة هكذا خلق ذميم، وذلك عند ما تلبس بعض كاميرات الصحافة والإعلام أقنعة التزييف والتضليل..
إنه النفاق الذي لا يتردّد بعض أبطاله في جعل الأسود أبيضا، ولا يضيرهم ذلك أبدا ما دام يمكنهم أن يحققوا لهم غاية شخصية على حساب المصلحة العامة.
ألا ما أبشع جرم هؤلاء، وما أشنع فعلهم!.. إنهم يقدمون صوراً وردية لبعض الأمور ليرضوا بها الآخرين، والحقيقة أنها في معظمها أوهام ومبالغات، وصور كرتونية، وعرائس تمثيلية.وكأني بهم يتناسون المثل السائر: "الشمس لا تغطى بالغربال".
فالحمد لله على وجود "الإعلام الجماهيري" وتوافر أجهزة المحمول بأيدي الناس والتي مكنتهم من تسجيل الحدث في أرضه ولحظة وقوعه، وحتى قبل أن تصله كاميرات الإعلاميين ومراسليهم، وباتت الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي طافحة بمليارات الفيديوهات والصور الحية والهشتاجات والتعليقات التي تستعصي على التضليل أو التزييف.
إن بعض هؤلاء يظن أن إخفاء الحقيقة سياسة ودهاء وحنكة وحسن تدبير للأمور، وما يدري أن إخفاء الحقيقة في بعض الأمور يكون جريمة، ولا داعي لذكر بعض الأمثلة، ولكن ليعلم الجميع أنه لن يسعد شخص، ولن يرقى مجتمع، ولن تتقدم أمة إلا حين يكون الصدق متمثلاً في كل الأقوال والأعمال.
ألا إن الإعلام له دورٌ محوريٌّ لا تجميليٌّ أو هامشيٌّ، والأمة التي لا تضعه في دائرة اهتماماتها القصوى حتما سيفوتها القطار.
أسأل الله لي ولرجال الصحافة والإعلام الرشد والتوفيق حيثما كانوا، والهداية والعَونَ على كلِّ خير. وأستغفر الله العظيم من كلِّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.
