أنا الفلسطيني
بعد رحلة الضياع والسراب
أطلع كالعشب من الخراب
وأضيء كالبرق على وجوهكم
أهطل كالسحاب
أطلع كل ليلة
من فسحة الدار
ومن مقابض الأبواب
من ورق التوت
ومن شجيرة اللبلاب
أطلع من صوت أبي
من وجه أمي الطيب الجذاب
أطلع من رائحة التراب
أفتح باب منزلي
أدخله من غير أن أنتظر الجواب
لأنني السؤال والجواب.
* نزار قباني
****
كانت أمك ما زالت تنظر إلى البرتقالة بصمت، وكانت تلتمع في عيني أبيك كل أشجار البرتقال التي تركها لليهود، كل أشجار البرتقال النظيف التي اشتراها، كلها كانت ترتسم في وجهه،وترتسم لماعة في دموع لم يتمالكها أمام ضابط المخفر، وعندما وصلنا صيدا،في العصر، صرنا لاجئين
* غسان كنفاني