مقبرة جديدة.. وقبر يحبس الأنفاس
مقبرة جديدة في المدينة.. أفضل من لا شيء!
ففي مدينة لا جديد فيها تقريبا غير الطعن في أعراض الناس، ومراقبة النازلين صعودا، والصاعدين نزولا.. تكرّم أحد فاعلي الخير بقطعة أرض، جعلها وقفاً لإقامة مقبرة جديدة تضم أجساد الراحلين، بعد أن ضاقت المقبرة القديمة عليهم بما رحُبت..
وفي رحاب المقبرة الجديدة كان المتّهم بالقتل يتمشى.. يزور قبور بعض الأحبّة الذين أفضوا إلى ما قدّموا.. داعيا لهم بالرحمة، وراجيا له، ولهم، الغُفران..
فجأة لمح اسما على لوحة قبر جديد.. لفت الاسم انتباهه الفوري.. فقد كان مطابقاً لاسم حبيبة القلب والروح.. ثم.. فجأة.. حبس اللقب أنفاسه.. لقد كان لقبها أيضا..
لوهلة، شعر بأن الزمن قد توقّف.. والأرض ترتج من تحت قدميه.. غشاوة تلفّ بصره، وشواهد القبور تلتف كحبل حول عنقه..
هل يُعقل أن تكون الحبيبة البعيدة قد رحلت دون أن يعلم؟.. هل يُعقل أنّ لقاءهما في الحياة الدنيا بات مستحيلا فعلا.. بل وأكثر استحالة من ذي قبل، هذا إنْ كان للمستحيل درجات ومستويات؟!
رغم وطأة الصدمة، شعر بأنّ هناك أملاً في أن يكون ذلك مجرّد تشابه في الاسم واللقب إلى حد التطابق.. توجّب عليه أن يتأكد أكثر.. فاقترب بخطى متثاقلة وصعوبة متزايدة باتجاه القبر..
ـ بقلم: شيخ بن خليفة ـ
ـ مقطع من رواية قد تُنشر يوما إن شاء الله/ الحقوق محفوظة